مقالات

لو كنت مكان محمد دحلان – ميسون كحيل

لو كنت مكان محمد دحلان

أمس رن الموبايل ولم يظهر على الشاشة رقم المتصل لكني قبلت الإتصال وكان في الجهة الأخرى شخص لم يحدد اسمه ولا أعرفه طلب بأدب الرغبة بالتحدث معي وكان جوابي له مباشرة تفضل أسمعك .فتحدث معي ما يقارب39 دقيقة وكان مجمل حديثه يتعلق بمقالاتي ووجهة نظري حيث لم ير منها بناءا على ما تحدث به سوى ما أراده وما يريده إذ أكد لي حسب رأيه أن توجهي ينبع من كوني كاتبة أكتب بشكل واضح ضد (محمد دحلان ) وكل من يدافع عن (محمد دحلان) !؟ وسرد لي بعض العبارات التي تدل على ذلك وكان جوابي الأول له ( انا لا اكتب ضد اشخاص بل انتقد مواقفهم او سلوكياتهم او تصرفاتهم فلا ضغينة لدي تجاه أحد ) ولكنك تناسيت أنني كتبت ضد الرئيس وفي اكثر من مرة انتقدت سياسته الداخلية وكتبت أيضا ضد اليسار الفلسطيني الذي أصبح لا يعرف يمينه من يساره وابدعت في الكتابة ضد سياسة حماس القادرة على إعتقالي في أي لحظة لكنها لم تعترض ولم تفعل وكتبت ضد كل ما هو خطأ من وجهة نظري اما تركيزك على قضية واحدة دلالة أنك معني في الأمر فهل ينطبق عليك قول أنك دحلاني ؟ استفزه السؤال على طريقة الإتهام المضاد فنفى ذلك وقال أنا مع فلسطين ! وتمكنت من استفزازه أكثر عندما قلت له ردا على إجابته إن كل شخص يدعي أنه مع فلسطين عليه أن يلتزم بالشرعية حتى وإن أخطأت لأنها تمثلنا في كل مكان و لأننا نحن مَن اخترناها ويمكننا أن لا نختارها مجددا لكن أن نتوافق مع التوجه الإسرائيلي في محاربة القيادة الشرعية أمر مرفوض . تمالك نفسه وقال معك حق عندما تلتزم الشرعية بمتطلبات الشعب . مباشرة كان جوابي استفسارات بدأتها بهل مطالب الشعب الإستمرار في مفاوضات عبثية ؟ هل مطالبه في حمل السكاكين ومقتل شباب وشابات من أجل لاشيء!؟ هل مطالبه في عدم محاربة الفساد ما أمكن؟ هل مطالبه أن تنتشرالفوضى؟ قاطعني وقال لا تأخذيني خارج الموضوع إن المطلوب كل المطلوب أن يلملم حركة فتح المشتتة وأن لا يكون الحاكم الناهي . عاجلته بالرد لا يكون كذلك إلا إذا كان كل من حوله نساء !!! ولا اعتقد ان الأمر كذلك فقال بلى !! انهم كذلك لأنهم لا يوقفونه عند حده ! قلت متى تريد أن يوقفونه عند حده ؟ فأجاب الآن بعد أن خرج عن فتح وعندما فصل العديد من القيادات والكوادر الحركية التي تنتقد قراراته ومتمسكا في رفض كل الآراء الأخرى. فأستأذنته أن يسمعني للأخر ثم يقول ما يشاء ولأول مرة أسمع أحد يقول لي تفضلي !
الرئيس بالتأكيد له أخطاء لكن لا يمكن أن نعالج هذه الأخطاء بتوافق مع الإحتلال في أسلوب مواجهته ولا يجوز التشكيك بوطنيته وإخلاصه ! ولا يمكن أن يتم تسخير كل الجهود الإعلامية والمواقع الصحفية لعرض أكاذيب تتناسق مع أكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ! ولا يجوز الإستقواء بأطراف خارجية عربية وغربية من أجل قضايا غير وطنية والهدف الواضح منها هو تمرير القضايا الشخصية! فعلى مستوى السياسة الخارجية للقيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس فقد كانت القيادة الفلسطينية ناجحة بكل المقاييس والنجاح هنا لا يتحدد فقط بالنتائج بل بمواقف الأطراف الأخرى وغضبها من هذه السياسة وأقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ونحن نعلم حجم الضغوطات المتواصلة على الرئيس بعد أن وضعهما في خانة الإتهام والتهرب من الإلتزام في عملية السلام وتوسلاتهما بعدم ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة وما شابه ذلك من المواقف ! ومع قدرة القيادة الفلسطينية على كشف حقيقة مواقفهما كان واضحا لجوء الولايات المتحدة الأمريكية لأطراف عربية من جهة للضغط على القيادة الفلسطينية وأطراف فلسطينية لخلق حالة من عدم الثبات ! لقد كان المجدي لو أن الأطراف العربية سخرت جهودها لدعم الموقف الفلسطيني وكان من الأولى للأطراف الفلسطينية أن تقف موقف رجل واحد مع قيادتها بدلا من محاولات خلق حالة من الفوضى! لقد بات واضحا أنهم فشلوا جميعا ليس لأن القيادة الفلسطينية حققت طموحها بل لأن المواقف بدأت واضحة لكل متابع أن مشكلة كل هذه الأطراف في وجود الرئيس محمود عباس والبحث عن بديل على مقاس الإحتلال!
مع كل هذه الضغوطات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومع هذا الإنحياز الكامل لصالح دولة الإحتلال التي لم تبخل في ممارستها القمعية وانتهاكاتها في ظل غياب الإجماع العربي ! و مع الضغوطات العربية المستمرة لدفع القيادة الفلسطينية على عدم الذهاب إلى أي مكان ! ومع هذا الإنقسام الذي بات مبررا في إهمال القضية الفلسطينية واستغلاله اسرائيليا ودوليا وعربيا ! هل يعقل أن تخرج علينا مجموعة من البيت الصغير للرئيس لتشويه صورته وإعلان الحرب عليه وتوزيع الاتهامات واستغلال الشباب وإغرائهم للخروج والتنديد بالرئيس من أجل ( محمد دحلان )؟ القصة يا سيدي ليست قصة هذا أو غيره بل القصة كيف تستطيع الولايات الإسرائيلية الأمريكية من إعادة الفلسطينيين إلى نقطة الصفر وللبدء معهم من جديد واقتناص ما لم يتم اقتناصه بعد!
فلو كنت أنا مكان دحلان لأنكرت موقفي الخاص بحركة فتح إلى أن يحين موعده ( فلا يضيع حق وراءه مطالب ) ومن له حق سيأخذه . لقد كنت أتمنى لو ترفع محمد دحلان عن كل ذلك واعلن وقوفه مع القيادة الفلسطينية في تعرضها لهذه الهجمة الشرسة من قبل كل هذه الأطراف ووجه دعوة للجميع للوقوف خلف القيادة الفلسطينية الشرعية وهي تتعرض لأبشع أنواع التهميش والإستغلال بدلا من اتهامات بالعمالة لأنها كما قيل منعت الشباب والشابات من حمل السكاكين ! لو كنت مكانه ما كنت قد تعاملت مع هذه القضية على هذا النحو ولعبت لعبة الصمت على الجروح الخاصة وجلست على قمة الدعوات النضالية الداعمة للشرعية لإثبات حسن النوايا ووضع الأخرين في دائرة الخجل السياسي ! بدلا من محاولات اللجوء إلى اطراف عربية وفلسطينية اخرى للمناكفة !
أؤكد ان لي تحفظات على سياسة الرئيس الداخلية المتعلقة بإدارة حركة فتح وإدارة السلطة وإهمال منظمة التحرير الفلسطينية لكن معالجة الخطأ بأخطاء يولد أخطاء أكبر من جميع الأطراف الفلسطينية التي يجب أن تتحلى الأن بالمسؤولية في إنكار الذات ووضع أسس للملمة الوضع الفلسطيني الذي سيبدأ مع مؤتمر فتح السابع إلى موعد الإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة مرورا بعقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني ولجنة تنفيذية جديدة وحكومة وحدة وطنية وهنا فليتفضل كل من شاء أن يكون ضمن المشهد السياسي.

كاتم الصوت:لم يعجب المتصل كل هذا الكلام واستأذن وغادر بعد أن قدم وجبة نضالية وطنية على طريقته الخاصة!

كلام في سرك:لم أعرف من هو ولا اسمه ولا مكان تواجده لكن صوته يدل انه في الثلاثينات من العمر والله أعلم

ملاحظة:حق محمد دحلان الكبير ليس في عودته لصفوف فتح…! حق دحلان الكبير في أخذ حقه من كل شخص اتهمه بالفساد والسرقة والقتل .. حقه أن يحاسب كل مَن شهروا به بدءا من أكبر رأس حتى أصغر رأس..حقه أن يعيد للشعب حقه أيضا من عملية تضليل الرأي العام …حقه في إعادة الإعتبار له كاملا غير منقوصا فلو كنت مكانه لما قبلت بأقل من ذلك وهذا طبعا ( إذا كان بريئا ) .

مقالات ذات صلة

إغلاق