مكتبة الأدب العربي و العالمي

السفاح_و_الإمام_الأوزاعى

مصطفى ابو ستيت

قتلَ “عبد الله ” العبّاسي ، 38 ألف مسلم بعدَ أنْ دمّر الدّولة الأمويةوأسّس الدولة العبّاسية، ودخل بخيله مسجد بني أُمَيّة ! ولُقِبّ تاريخياً (بالسفاح)
دخل قصرهُ وقال : أَتَرَونَ أَحَد مِن النّاس يُمكِن أن يُنكِر عليّ ؟!
قالوا له : لا يُنكِر عليك أحد إلا الأوزاعي !
فأمَرُهم أْن يُحضِروه .. فلمّا جاؤوا الإمام الأوزاعي ..
قام رحمهُ الله فاغتسل ثم تكفّنَ بكفنِه ، و لبس فوقهُ ثوبه !
و خَرَج من بيتِه إلى القصر ..
فامر الحاكم وزراءه و جُندَه أنْ يقفوا صفّين عن اليمين والشّمال و أن يرفعوا سيوفهم !! في محاولةٍ لإرهاب العلاّمة الاوزاعي رحمه الله ..ثم أمرهم بإدخاله ..

⏺فدخل عليه رحمه الله يمشي في وقار العلماء و ثَبَات الأبطال.. و يقولُ عن نفسِه : ( والله ما رأيتهُ إلا كأنه ذُبابٌ أمامي يوم أنْ تصوّرتُ عرشَ الرّحمن بارزاً يوم القيامة ، وكان المُنادي يُنادي فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير .. والله ما دخلت قصرهُ ، إلا و قد بعتُ نفسي من الله عز وجل )
فقال له الحاكم “السّفاح” : أأنت الاوزاعي ؟
فرد عليه بثبات : يقول الناس اني الاوزاعي !

⚫️اغتاظَ السّفاح و أرادَ إهلاكَه ، فقال : يا أوزاعي ! ما ترى فيما صَنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العِباد والبِلاد ؟ أجِهاداً و رِباطاً هو ؟
فقال: أيها الأمير ! يقول رسول الله يقول: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ».
دهشَ السّفاح من هذه الإجابة المُسدَّدة !
فضرب بالخَيزرانة على الأرض. ثم قال :
ما ترى في هذه الدماء التي سفكنا مِن بني أُميّة ؟
فما كانَ ردّهُ رحمه الله ؟!!
قال : حدّثني فلان عن فلان عن جدّك عبد الله بن عباس
أنّ الرسول صل الله عليه وسلم قال : {لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : النفسُ بالنفسِ ، والثّيِّبُ الزاني ، والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ}
فغضب الحاكم جداً .. ورفَعَ الأوزاعِي عِمامته حتى لا تعوق السّيف .. وتراجعَ الوزراء للوراء ، و رفعوا ثِيابهم حتي لا يصيبهم دمه !
فقال له السّفاحُ وهو يشتاطُ مِن الغَضَب :
ما ترى في هذه الأموال التي أُخِذت ، وهذه الدُّور الّتي اغتُصِبت ؟
🔵فقال له رحمهُ الله : إن كانتَ في أيديهم حراماً فهي حرامٌ عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك إلا بطريق شرعي. وسوفَ يُجرِّدُك اللهُ يوم القيامة و يُحاسِبك عُرياناً كما خَلَقك فان كانت حلالاً فحساب وان كانت حراما فعقاب .. !!!
فزاد غيظَ الحاكم أكثر وأكثر.. والإمام يردد جهراً : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..
فقال له : اخرج عليّ ورماهُ بصرّة مال ، ليأخُذها
فرفض الإمام اخذها ، فأشار عليه احد الوزراء بأخذها ..
فأخذها من يدِه و نثرها أمامه في أثواب الوُزراء و الحاشية
ثم ألقى الكيس و خرجَ مَرفوع الرأس قائلاً : ما زادني الله إلا عزةً و كرامة

🔴ولما مات الامام علي الاوزاعي رحمه الله ذهب الحاكِم إلي قبره و قال : والله إني كنتُ أخافك كأخوفِ اهل الارض .. و ما خِفتُ غيرك والله إني كنت إذا رايتك رأيت الأسد بارزاً !!
يوم أن كان علماؤنا لا يرضون الدنية فى دينهم

المصادر:
📚البلاذريّ، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود فُتوح البُلدان، الجزء الثاني. صفحة 167.📚سير اعلام النبلاء لذهبي-الطبقة السادسة الأوزاعي /تاريخ دمشق لابن عساكر
📕التاريخ الاسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق