مقالات

الْمَرْأَةِ: – رِفْقًا بِالْقَواوير / أ. د. لطفي منصور

أحاديثُ شَريفَةٌ لِصالِحِ المراة :
كَنَّى الرّسُولُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ النِّساءِ بِالْقارورَةِ، لِرِقَّةِ طَبْعِهِنَّ
وَلُيونَةِ مِزاجِهِنَّ، فَكَما أَنَّ القارورَةَ الْمَصْنُوعَةَ مِنَ الْفَخّارِ أوِ الزُّجاجِ لا تَحْتَمِلُ الْقَساوَةَ وَالْكَسْرَ كَذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ الْجِنْسُ اللَّطِيفُ، الَّذي لا يَمْتَلِكُ خُشُونَةَ الرَّجُلِ ، لا تُعامَلُ بِالشِّدَّةِ وَالصَّلابَةِ وَالْقُوَّةِ.
– أُوصِيكُمْ بِالنِّساءِ خَيْرًا. قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَذِهِ الْوَصِيَّةِ وَهُوَ عَلَى جَبَلِ عَرَفَةَ، يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ في خُطْبَةِ حُجَّةِ الْوَداعًِ ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ.
– خُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ ضِلْعٍ أَعْوِجَ، إذا قَوَّمْتَهُ كَسَرْتَهُ.
هُنا إشارَةٌ إلى أُسْطورَةِ أَنَّ حَوّاءَ خُلِقَتْ مِنْ بَيْنِ ضِلْعَيْ آدَمَ في يَسارِ الْقَفَصِ الصَّدْرِي
هَذِهِ الْأُسْطُورَةُ هَدَفًها تَقْوِيَةُ التَّراحُمِ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، وَحُسْنُ مُعامَلَتِها بِاللَُطْفِ وَاللِّينِ وَتَجاوُزُ الْهَفَواتِ مِنْ أَجْمَلِ مَخْلُوقٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
وَفي القُرْإنِ الْكَريمِ آياتٌ كَثِيرَةٌ لِصالِحِ الْمَرْأَةِ وَتَشْريفِها مِنْها:
“وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا لِتَسْكُنُوا إلَيْها،
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”
الزَّوْجَةُ سَكَنٌ لِلرَّجُلِ أَيْ هُدُوءٌ وَسَكِينَةٌ لَهُ وَطُمَأْنِينَةٌ وهي مِثالُ السَّعادَةِ.
وَأَكَّدَ هَذا بِآيَةٍ أُخْرَى:
“هُنَّ لِباسٌ لَكُمٍ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ”. اللِّباسُ هُوَ السَّكَنُ وَالسَّكِينَةُ وَهُدُوءِ النَّفْسِ.
الِاخْتِلافُ شَيْءٌ طَبيعِيٌّ بَيْنَ الزَّوْجِ والزَّوْجَةِ. يَحْدُثُ في كُلِّ الْبُيُوتِ، فَأُمورُ الْحَياةِ كَثِيرَةُ وَلا بُدَّ مِنِ اخْتِلافٍ في وَجْهَةِ النَّظَرِ. وَما بَعْدَ الْخِلافِ إلّا الِاتِّفاقُ. فَإنِ اسْتَعْصَتِ الْقَضايا وَغَضِبَ الرَّجُلُ، فَهُناكَ حَلٌّ لِهذا الْغَضَبُ.
يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“الْغَضَبُ جَمْرَةْ في الصَّدْرِ، لا يُطْفِئُها إلّا الْوُضُوءُ”.
فَإذا تَوَضَّأَ الْغاضِبُ بَرَدَ غَضَبُهُ
وَأْمْسَكَ نَفْسَهُ.
الْحَلُّ الثّاني أنْ يُغادِرَ الرَّجُلُ الْبَيْتَ ساعَتَيْنِ مِنَ الزَّمانِ عِنْدَ أَحَدِ الْأَصْدِقاءِ، أوْ في مَقْهَى يَهْدَأ. وَمِنْ واجِبِ الْمَرْأَةِ في هَذِهِ الْحَالَةِ أَنْ تَبَشَّ في وَجْهِ زَوْجِها، وَتُحْسِنَ اسْتِقْبالَهُ.
وَمِنَ الْجَهْلِ وَالْحَماقَةِ أَنْ يُعَلَّقَ شَرَفُ الْعائِلَةِ بِالْمَرْأّةِ وَحْدَها. وَيَبْقَى الرَّجُلُ بَرِيئًا مِنَ الدَّنَسِ، وَتُعاقَبُ الْمَرْأَةُ بِالْقَتْلِ وَسَفْكِ دَمِها لِيَغْسِلَ الْعارَ الَّذي حَصَلَ.
إنَّ حُرْمَةَ الْمَرْأَةِ كَحُرْمَةِ الْبَيْتِ الْحَرامِ، وَقَتْلَها لِتَنْقِيَةِ الشَّرَفِ
جَريمَةٌ يَلْعَنُها اللَّهُ والْمَلائِكَةُ وَالْعُقَلاءُ في السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَيَهْتَزُّ لَها الْعَرْشُ الْعَظِيمُ.
طُوبَى لِلْمَرْأَةِ في يَوْمِ عيدِها. وَهَبَها اللَّهُ السَّعادَةَ وَالْعافِيَةَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق