إنجاز فلسطين

دكتور وباحث فلسطيني يحصل على براءة اختراع خامسة له في الكيمياء العضوية والتحفيز الصناعي

حصل الدكتور الفلسطيني وسيم وجيه أبو عون على براءة اختراع جديدة هي الخامسة في مسيرته التعليمية والمهنية.
الدكتور وسيم المنحدر من محافظة جنين شمال الضفة الغربية، تخصص في الكيمياء العضوية وعمل في مجال التحفيز الصناعي في المملكة العربية السعودية.
وعن براءات الاختراع الأربعة السابقة قال الدكتور وسيم في حديث خاص لشبكة العودة الإخبارية إنه “عمل كباحث مختص في فريق بحثي علمي مشترك بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المملكة العربية السعودية وجامعة سنغافورة الوطنية برعاية وتمويل من شركة أرامكو السعودية عملاق النفط العالمي والمختصة بالتنقيب عن النفط وصناعة المواد البتروكيماوية”.
وقد تمكن د. أبوعون ضمن الفريق البحثي من تصميم وتوليف العديد من الحفازات الكيميائية الجديدة غير المصنعة مسبقاً، والتي تستند إلى كاربينات البالاديوم غير المتجانسة، واستخدامها لتحفيز وتسريع العديد من تفاعلات الاقتران العضوية الصناعية المهمة وإنتاج كميات أكبر من المركبات العضوية وفي وقت قصير.
أضاف أنه من خلال تصنيع هذا الحفاز استطاع تصنيع مواد الكرومونات والكوينولات (وهي مواد نشطة حيوياً تستخدم في المجال الطبي) والتي يتطلب تصنعيها عدة مراحل وخطوات في خطوة واحدة وبكميات كبيرة ووقت قصير حيث قام بتسجيل أربع براءات اختراع لدى مكتب تسجيل براءات الاختراع الأمريكي في عام واحد لصالح شركة أرامكو وجامعة KFUPM.

وأما براءة الاختراع الخامسة فتدور حول ابتكار حفازات مستدامة وثابتة قابلة للتدوير وإعادة الاستخدام لتحفيز إنتاج مركبات صيدلانية مختلفة تستخدم في بروتوكول علاج مرض السرطان صادرة ومسجلة عن مكتب براءات الاختراعات الأمريكي كذلك.

وعن تفاصيل براءة الاختراع قال الدكتور وسيم لشبكة العودة الإخبارية: تمكنت من تثبيت هذه الحفازات على مواد بوليمرية بلاستيكية بروابط كيميائية، بحيث يمكن إعادة تدويرها واستخدامها أكثر من اثنتي عشرة مرة وبكفاءة تصل إلى 98% للمرة الثانية عشرة بعد التجربة، مما يعد نقلة نوعية في هذا المجال من الناحيتين الاقتصادية والبيئية والطبية.

وعن شعوره حول هذا النجاح ختم أبو عون حديثه لشبكة العودة قائلاً بداية أحمد الله عز وجل على توفيقه وفضله ومن بعد فإنه يتملكني شعور مختلط بين الرضى والسعادة والتحدي وتحمل المسؤولية.. فمن جهة نحن أصحاب قضية ونواجه عدة عقبات وتحديات المسبب الأول لها هو الاحتلال البغيض ورغم ذلك فالعقل الفلسطيني كان دائم التميز والإبداع في شتى المجالات العلمية والأدبية والبحثية والطبية متسلحاً بالتوكل على الله أولاً ومن ثم بإيمانه بنفسه وبقدراته وبأنه صاحب قضية يستطيع خدمتها بإنتاجه العلمي النوعي ورفع اسمها عالياً من خلال إسهاماته في خدمة البشرية، وهذا بلا شك أحد أشكال المقاومة المنشودة وهو رفع اسم فلسطين عالياً في مختلف المحافل.
ومن جهة أخرى فالمجال العلمي في فلسطين يعاني من شح الإمكانات وقلة الموارد وضعف التمويل والدعم الرسمي مما يخلق تحديات جديدة في وجه الباحثين والمتطلعين للإبداع ليس أقلها إيجاد مجالات جديدة للبحث العلمي بما يتلاءم مع الإمكانيات الموجودة والاحتياجات الملحة للبيئة الفلسطينية بوضعها الخاص جداً وفي هذا الصدد فإننا نعكف ضمن مجموعة من الباحثين والتربويين لترخيص مؤسسة فلسطينية مستقلة لدعم البحث العلمي تُعنى بالباحثين الشباب وأصحاب الميول العلمية بدءاً من المدارس حتى الدراسات العليا، وتعنى بالتشبيك مع المؤسسات البحثية وتمويل المشاريع العلمية.

يُذكر أن الدكتور وسيم يمتلك عدة شهادات علمية أبرزها دكتوراه في الكيمياء والتحفيز الصناعي، ويعمل حالياً محاضراً غير متفرغ في جامعتي بيرزيت والنجاح في فلسطين ويتركز حالياً نشاطه البحثي في تنقية المياه من المعادن الثقيلة باستخدام وتوظيف مواد طبيعية.
نشر الدكتور وسيم العديد من الأبحاث المحكمة (15 بحثاً) في مجالات التحفيز الكيميائي واستخدام التكنولوجيا النانوية في التحفيز الصناعي وخلايا الطاقة الشمسية وتنقية المياه (آخرها في شباط/ فبراير 2023) حيث اعتمدت دار النشر العلمية الأمريكية (الجمعية الكيميائية الأمريكية ACS) أحد أبحاثه كصفحة غلاف لإحدى مجلاتها الدورية المعتبرة.

شارك الدكتور أبو عون في أكثر من 16 مؤتمراً علمياً دولياً، نشر خلالها عدة أبحاث محكمة وحصل خلالها على أربع جوائز أبرزها جائزة البحث المتميز في مؤتمر الملتقى السعودي الياباني الثلاثين 2021، وجائزة مؤتمر الباحثين الشباب في الجامعة الأردنية، إذ حصل على المركز الثاني من بين أكثر من 130 باحثاً من 35 دولة، وجائزة البنك الإسلامي الفلسطيني 2018 لأفضل بحث مستدام مشاركة مع عدة أساتذة وباحثين.

 

المصدر : شبكة العودة الإخبارية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق