مكتبة الأدب العربي و العالمي

الحطاب_والقرد النصف الاول

في أحد الأيّام ذهب حطاب فقير للغابة ،وجمع حزمتين كبيرتين من الأغصان الجافّة وثم وضعهما على حماره، ونزل السّوق مع إمرأته ،وبينما كان يسير في طريقه إعترضه صياد،، وعرض عليه أخذ الحزمتين مقابل قرد وقع في شبكته، أعجبت الفكرة الحطاب،و قال لإمرأته: إنّه حيوان لطيف وسيؤنس وحدتنا ، لكنها صاحت: ويحك يا رجل !!!

نحن بحاجة إلى المال،أم هل نسيت ذلك؟ لكن القرد إقترب من الحطاب وقال له: لا تسمع كلامها،و أبعد عنك هذه الحمقاء ،وأنا سأزوّجك إبنة الملك ،رمقه الرّجل بطرف عينه فرآي أمارات الجدّ على وجه ذلك الحيوان الصّغير،فقال للمرأة : إرجعي إلى أهلك فلم أعرف معك إلا الفقر، والآن سأذهب للقصر لطلب يد الأميرة ،ولمّا وصل للقصر،علم أنّ الملك يضع شرطا صعبا لمن يريد الزّواج من إبنته ، ولا يرضي بأقلّ من وزنها ذهبا !!! قال الحطاب للقرد : لقد خدعتني، فمن أين آتي بكل هذا الذهب للأميرة ؟ أجاب القرد: لا تقلق يا صديقي ،سأتدبّر الأمر ، ثمّ قفز من الأشجار على حافّة نافذة إبنة الملك ،وكانت مفتوحة ،وبدأ يرقص ببراعة ،لما رأته الفتاة ضحكت ،وأعجبها القرد ،فمدّت إليه موزة فقشّرها وأكلها ،ثم خرج ،وقطف باقة من الزّهور ،ووضعها على المنضدة ،ثم جلس في حجرها الدّافئ ،ونظر إليها بعيونه الواسعة ،فأطعمته حتى شبع ،ولمّا أرادت النوم وضعت له جلد خروف لينام عليه .

لكنّه بعد قليل صعد قربها ،فمسحت على رأسه واستمتع القرد بكفّها النّاعم ،وقالت له : تبدو سعيدا أليس كذلك؟ فحرّك رأسه ،فتعجّبت ،وقالت: كأنّك تفهم كلامي أيّها القرد الصّغير ؟ فأجابها : لم تخب فراسة مولاتي فأنا أفهم ما تقولين ،زادت سعادة الأميرة ،وقالت له : أبي يحبسني في هذا القصر، ويمنعني من الخروج و،أنا أشعر بالملل ،فبدأ القرد يقصّ عليها أعجب الحكايات، وهي تسمع حتى نامت ،في الليلة الثانية ،سألها القرد سمعت أنّ أباك يشترط وزنك ذهبا مهرا لك ،ومن المؤكّد أنّ خزائنه فارغة ،ويريد ملأها بالذّهب ،قطّبت الأميرة حاجبيها ،

وأجابته :أنت لا تعرف ثرائنا ،وأبي يحتفظ بماله في مخبأ داخل سرداب القصر، والمفتاح يعلّقه في رقبته .لما نامت تسلل القرد إلى غرفة الملك وسرق المفتاح ،ثم جرّبه في كلّ الأبواب المغلقة التي وجدها في السّرداب،ولم يبق إلا باب صغير قديم ،ولمّا أدار المفتاح انفتح، وظهر وراءه  كنز عظيم من الذّهب والجواهر ،فكان كل مرّة يملأ كيسا ويرميه من النّافدة ،حتى جمع مقدارا كافيا ،ثم أغلق الباب وأعاد المفتاح لرقبة الملك، وعاد لفراش الأميرة ،وأغمض عينيه، ونام .في الصّباح الباكر دخل الحطاب حديقة القصر من ثقب في الحائط ، وجمع الذّهب ،ثم خرج وجلس تحت شجرة ينتظر فتح الأبواب .

بعد قليل صاح الحرس من له حاجة عند الملك فليدخل، ولمّا جاء دوره قال :أصلح الله حال مولاي لقد جئت لطلب يد الأميرة !!! سأله الملك هل تعرف الشرط؟ أجابه نعم!!! ثم صب الذهب في الميزان حتى تعادلت الكفتان ،والملك يتعجّب من هذا الرجل ،ولما سأله من أين له كل الثراء

قال له: إنه تاجر جواهر ،فظهر الطمع على وجهه ،وقال له ستكون صهري وسأعينك وزيرا وأعطيك قصرا يليق بمقامك ،وليلة العرس إشترى الحطاب حله فاخرة وركب حصانا من كرام الخيل ومشى بين يديه الخدم والعبيد ،وتزوج الرجل الذي كان معدما من الأميرة وسعد معها ،في أحد الأيام كانت تمشط شعرها الجميل فتذكر خدعة ذلك القرد الخبيث ،الذي زوجه أحلى البنات دون دفع درهم واحد فضحك حتى سالت دموعه ،لكن الأميرة غضبت منه ،وقالت : هل تسخر مني ،أم من أبي الذي وافق أن يزوّجني إياك لنقودك !!! ومن يدريني أنّك لم تسرق ذلك الذّهب ،فليس لك شيئ من طباع السادة والأشراف !!! ثم ذهبت لأبيها لتشكوه …

 

من قصص حكايا العالم  الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق