مقالات

نظرة تأملية في رواية أمضي أم أعود؟ للروائي فوزي نجاجرة

قراءة أ.مريم المصري

 يضعنا الروائي نجاجرة منذ قراءتنا لعنوان روايته إلى حدث يقتضي من أبطالها العودة إلى الزمن الماضي اليوتيوبي الجميل، والانتصار على الذكريات المؤلمة وتحمل الواقع المرير في سبيل العيش بعيدًا عن ألم الحنين إلى الماضي، فرواية الكاتب تأتي ضمن ثنائيات، هي: الخير والشر، الحنين إلى الماضي والتطلع نحو المستقبل، والظلم والأمل كلها تجتمع في فلك شخصيات الرواية.

   في تأملنا للوحة الغلاف التي حرص على اختيارها الكاتب كونها تتناسب ومضمون الرواية، فنرى شخصية تتطلع بعينيها صوب السماء تفكر بمستقبلها وحياتها، تقابلها امرأة أخرى تنظر إليها فوق جسر ماء بزمنها الماضي الدالة عليه، ولا يخفى وجود الساعة وعقاربها في عنق المرأة وهي نقطة مهمة تشير إليها قضية الزمن والوقت التي جعلت منها تتغلب على قهر الزمان، وألمه، كما نرى في اللوحة أشكالًا لطيور مهاجرة تدل على الاغتراب، فاللوحة بألوانها ومضمونها تجسد اغتراب ومعاناة شخصيات الرواية.

   تعالج الرواية موضوعًا اجتماعيًا واقعيًا هامًا يرسمه لنا عقوق الأمهات في لحظة وفاة الأب وغيابه، فتضطر خديجة بعد إنجابها من زوجها الطفل وسيم أن تعتني به وتقدم له كل ما يحتاجه؛ ليتميز في حياته العلمية والمهنية؛ لكن في لحظة يتوقف الزمن فيها ليعامل الابن أمه معاملة قاسية يقدم فيها الابن على قتلها، فتقرر الهروب بعيدًا بين الحقول الخضراء، ولتأخذ من الأرض نقطة انطلاق جديدة في بيعها من خيراتها حياة وخصبًا، ولتنتهي بها الأيام إلى فتح مقهى أدبي يجمع ثلة من الأدباء الكبار والدكاترة أصحاب التخصصات العلمية، وليكون هذا المقهى محطة إشهار لعدد من الكتب القيمة يجمع فيه حوارات ونقاشات أدبية مهمة.

   بالرغم من قسوة الزمن على خديجة ومرضها وأخذها لدواء البروزاكالذي أثر على نفسيتها إلا أنها لم تستسلم وأخذت من قلمها جانبًا مشرقًا في كتابتها لرواية تحدثت فيها عن معاناتها وألمها وخروجها منه، ولتنتهي الرواية بفوز خديجة (أم الوفا) في الرواية التي كتبتها، ولتدور عجلة الزمن ويأتي اليوم الذي تقابل فيه ابنها وسيم أمام الحضور الذي شرف الحفل؛ للإعلان عن الرواية الفائزة في المسابقة.

أ.مريم المصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق