مقالات
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا / الدكتور صالح نجيدات
الإسراء والمعراج لم يكن مجرد حدث تاريخي عابر محاط بالخصوصية من المولى سبحانه وتعالى بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن هو حدث استثنائي فريد مليء بالدروس والعبر الملهمة للناس جميعا وخاصة في أيامنا هذه التي نعيش فيها نكسة حضارية واخلاقية وفساد وفرقه وانقسامات وكثرة المذاهب والحركات الاسلامية المتعددة والصراعات بينها التي انهكت وشتت شمل الامة , وقد أصبحنا فرقاً وطوائف لا يقبل بعضنا البعض فضلا عن عدم قبول الآخرين.
ما أحوجنا لأن نحتفل ونستلهم دروس الإسراء والمعراج لإعادة الروح لجسد قد خلى من الإيمان والروحنيات والضمير الحي عند الكثيرين وسيطرة الماديات على العقول ونفسيات الناس والتفريط في نعم الله وفضله علينا ، ولا شك أن صلاة رسولنا الكريم بجميع الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى هي لتأكيد المعنى الحقيقي للرسالات السماوية بعبادة الله وحده لا شريك له ولكي يقوم الناس جميعا بالقسط والعدل والتراحم والتعارف فيما بينهم وعمارة الأرض وليس خرابها بالحروب والصراعات الدامية .
ما احوجنا هذه الايام ان نهتم بتربية أولادنا التربية الصالحة وننبذ العنف الدامي والعصبية التي انهكت مجتمعنا الفلسطيني , وما احوجنا ان نعود الى الله لينجينا من الايام العصيبة التي يمر بها مجتمعنا .
ما احوجنا ان نغسل قلوبنا من كل الأحقاد ورواسب الماضي ونصلح علاقاتنا مع الله ومع الاقارب والجيران وابناء البلد الواحد وبالذات في هذه الايام المباركة واقتراب شهر رمضان المبارك الشهر القادم .
في ذكرى الاسراء والمعراج علينا أن نتذكر المغزى والهدف من هذه الرحلة الأرضية السماوية حيث الترقي في منازل وعلى درجات القرب من الله سبحانه وتعالى أو كما يقول السلف الصالح أن الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قمة هرم الموجودات وأحب خلق الله إليه كانت الرحلة على قدره ومقداره العظيم والتي علينا جميعا أن نتدبرها ونفر إلى الله في هذه الأيام المباركة ونتوب ونعود اليه قبل فوات الأوان.
الدكتور صالح نجيدات