مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة وعبرة ولكن هذا ما حدث في النهاية
وعندما أصبح عمره عشرين عاما ، طلب من عمه الزواج مرة ثانية فقال له عمه أيضا :
وفجأة جاءت البنت واختطفت القربة من بين ، عجب اليتيم واحتار في أمرها أشد العجب والحيرة ، كيف ت من فمه قربة الماء وهو يعاني من عطش الصحراء معاناة شديدة !! ؟
طلبت البنت من الشاب أن يدخل ديوان والدها الغائب عن البيت ، وذبحت البنت له شاة وأحسنت ضيافته ، وأكرمت نزله ،
كأفضل ما يكرم العربي ضيفه ، ثم جاءت له بعد ذلك بقربة الماء ، وطلبت منه أن يشرب الآن كما يريد ، أكل اليتيم وشرب وحمد الله وشكر فضله .
سأل الشاب البنت :
لماذا رفعت القربة عن فمي وأنا شديد العطش !!؟
أجابت البنت : الرجولة في الصبر …
قال اليتيم : أنني أبحث عن هذه الكلمة منذ عشر سنين ولم أيأس ، لقد بعثت ِ الحياة بداخلي من جديد ، فما تفسيرها ؟ .
قالت له : لو شربت من ماء القربة حتى ارتويت لما أكلت من الطعام الذي أعددته لك كما أكلت الآن ، فالرجولة في الصبر .
سألها اليتيم : أين أبوك ؟
قالت له : إن أبي يسقي الماء بالماء…؟!!
م سألها : أين أمك ؟
قالت أمي تخرج كل يوم لت الله..؟!!
ثم سألها :أين أخوك ؟ قالت أخي يعا.رك الهواء .!!
قال لها : إنني أسمع منك كلاما عجبا ، فهل من تفسير لما تقولين ؟
قالت : نعم . أما أبي الذي يسقي الماء بالماء ، فهو يمتلك مزرعة زرعها بنبات البطيخ ، والبطيخ ماء يرويه أبي بالماء.
وأما أمي التي ت ربها فتذهب كل يوم إلى ألمة ، على ولد لها ، أخذ الله وداعته ، ثم تعود لاطمة خديها ، ناشرة شعرها ، ممزقة ثيابها .
وأما أخي الذي يعا.رك الهواء ،
فهو يخرج إلى الغابات كل يوم يصيد الغزلان والأرانب وما شاء الله له من رزق الصيد ، وإنني هنا كما تراني وحيدة صابرة في البيت ، وعلى الرغم من أنني أنثى ، فإنني أصبر صبر الرجال ، فالرجولة في الصبر.
استأذنها الشاب بالانصراف ثم انصرف ، وعاد إلى عمه يطلب ابنته من جديد .
وعنا قابل العم ابن أخيه اليتيم قال له : أين المال ؟
قال الشاب : لا يهم وجود المال .
قال العم : فأين الرجولة إذن ؟
قال الشاب : الرجولة في الصبر .
قال العم : الآن أزوجك ابنتي فالمال لا يخلق رجالا بل إن الصبر هو الذي يخلق الرجال ولك فوق ابنتي مزرعة كبيرة وبيتا وقطيعا من الحلال .
الرسالة
《1》قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغـ.ضـ.ب