مقالات

فهمان يرى الشيطان باستخدام الفيزياء النووية ج6 إبراهيم أمين مؤمن/مصر

    وأرسل الجيش الأمريكي على الفور فرقة من المارينز هيأكفأ رجال الجيش الأمريكي في الفنون القتالية علىالإطلاق، ومهمتها الرئيسة حماية جاك من أجل أن يصنعلهم قنابل الثقوب السوداء.

واتصل الرئيس الأمريكي بالرئيس المصري وأعلمه بأنفهمان في خطر، وأن خطة اليابان تقتضي بقتل كل من لديهقدرة على صناعة القنابل السوداء.

وطلب منه السماح لفرقة المارينز التي في الطريق إلىالوادي الجديد بالسماح لها بالدخول، ولم يجد الرئيسمهدي مانعا في ذلك إذ إن جاك ملازم لفهمان، وهذا يعني أنفهمان هو الآخر في مأمن من الاغتيال.

 اكتفى مهدي بأن أرسل فرقة من قوات الصاعقة حماية لحياةفهمان، وهذا لم يكفِ مطلقا لتقدير الموقف؛ فالموضوع أكبر بكثير من ذلك، رغم أنه يسمع الآن ويشاهد البث اليابانيبشان ما أحدثته اليابان بأمريكا. ومما سمع نقلا عن وزارةالخارجية اليابانية: «إنّ اليابان أعظم إمبراطورية فيالعالم، وإنّ الجنس اليابانيّ أرقى جنس فيه، وما كان لها أنتسكت عن ثأرها طوال كلّ هذه العقود الماضيّة.»

وقيل أيضًا: «إنّ رئيس وزراء اليابان يحذّر أمريكا من أيّعمل متهوّر، وسيكون الردّ عنيفًا بقدرٍ لم يتصوره عقل، وردّناإزاء أيّ عمل متهوّر هو حذفهم من الخريطة الجغرافية.»

تساءل مهدي عندئذ: من أين لهم بتلك القوة؟  تمحي أمريكاكلهاوقرر في نفسه شيئا وقال: عندما يأتي وقته سأنجزه.

وجاء نفس الاتصال ليعقوب إسحاق، فجلس يفكر. وفتحهاتفه فسمع ما سمعه مهدي، فاجتمع بإدارته على الفور،فالموقف جد خطير، بل أنه

قدر حجم الأمور جيدا، وتأكد أنها قد تكون لحظة فارقة فيحياة دولة إسرائيل.

وتمخض الاجتماع عن عدة قرارات منها هو وجوب التحركللحصول على ذاك السلاح المدمر بأي طريقة، لأنه تراءى لكلمن في الاجتماع أن الحصول على ذلك السلام المدمرسينهي الصراع العربي الإسرائيلي، إذ إن العرب جميعاسيدركون أن إسرائيل قادرة على محوهم من الخريطة إذا ماشمخوا بأنوفهم لها.

كما قرروا إذا حصلوا على تلك القنابل بأن ينتزعوها مناليابان بأي طريقة، وأن يحولوا فيما بعد دون إيصالها لأيدولة غيرهم.

ومن ضمن القرارات هو السيطرة على المصادم FFC-2وتسخير كفاءتي جاك وفهمان لصالح إسرائيل، فإن فشلوا في تسخيرهما وجب قتلهم على الفور.

 وكان صدى الأخبار التي تبثها اليابان على آذان الشعبالفلسطيني من أعزب الأصوات على الإطلاق، فأمريكا هيالتي تسعى دائما بتثبيت اليهود على أراضيهم بالطرقالمشروعة وغير المشروعة.

وسقوط أمريكا المدوي بهذه الطريقة يعتبرونها بمنزلة أولطريق للتحرير.

فاجتمعت كافة الفصائل الفلسطينية ليضربوا ضربتهم منأجل أن يحرروا فلسطين.

فتح جاك الخط ليستقبل مكالمة رئيس ناسا، بالطبع لم يصلالخبر إلى مسمع جاك بعد ولاسيما أنه مستغرق فيالتجارب مع فهمان.

قال رئيس ناسا بصوت متهدج: «ضاعت أمريكا يا جاك،ضاعت يا جاك الولايات المتحدة الأمريكية

قال جاك في هلع: «ضاعت! كلنا سوف نضيع وليستأمريكا فحسب، فعلها ثقب سحابة أورط إذن، يا للكارثة

– «بل فعلتها ثقوب كاجيتا يا جاك

وقع في روع جاك بأن شرا مستطيرا حاق بدولته فسألهبصوت غضوب مرتفع: «ماذا حدث بالضبط ؟»

– «الذي حدث أكبر من أن يُروى، شاهده أفضل من وسائلالإعلام، ولاسيما وسائل إعلام اليابان منها

طرح جاك بالهاتف أرضا وهو في قمة الغضب، وظل يزمجرويتوقد، حتى مد يده إلى الهاتف مرة أخرى ليشاهدالأخبار، فرأى شاشة الهاتف قد تهشمت، فأسرع نحوالشاشة وفتحها.

وفور أن شاهد وسمع الأخبار أدرك أن كاجيتا قد تمكن منصنع قنابل الثقوب السوداء عندما كان فهمان مريضا فيغرفة العناية المركزة يصارع الموت.

انتفض جسده، وتشنّجتْ كلّ أعضائه، وتدلى رأسه وارتجفرجفة الزلزلة، عبثًا حاول فكّ أعضائه لكنه ما استطاع.

حاول أن يستنهض مصادر قواه الداخليّة لكنّها نائمة تغطّغطيط السكارى، فأيقظها بعزيمة لا تُقهر فنهضت.

عندها أدرك ما حوله فتذكّر تحذيره لفهمان بإغلاق FFC-2،ثمّ صرخ مناديًا: فهمان، فهمان، مهديّ، فهمااااااان.

فأسرع فهمان لتلبيته، ولم يكد يرى ملامح وجهه التيتحول كل ما فيه إلى اللون الأحمر حيث انقض عليه جاككالانقضاض على الفريسة، بدأ بجندلته فوقع على الأرض،ثمّ قفز فوقه وبدون وعي منه أخذ يكيل له اللكمات، وفهمانيتلقى الضربات التي سرعان ما تسببت في فقد الوعي بعد إحداث إصابات بالغة في وجهه، ورغم ذلك لم يكف جاك عنلكمه، لأنه فاقد الوعي هو الآخر.

وتوقف عن الضرب، ليس لشيء سوى أنه انهار تماما بسببما حدث لأمريكا، نظر إلى فهمان الذي لم يبد أي حراكفتفككت أوصاله على الفور، وتفجع فجيعة الأم على ولدهاعندما قتلته بدون قصد.

مد جاك أذنه فارغ القلب إلى صدر فهمان ليتسمع دقاتقلبه، فوجده بخير.

نظر إليه فرأى سقوط بعض أسنانه، وتحطم أرنبة أنفه،والدم ينساب من فكيه وشدقيه على وجنتيه، بل لامسالأرض من غزارته.  

هزه بكلتا يديه من كتفيه هزات رقيقة وهو يقول بصوتمنخفض فيه هلع وألم: فهمان، أفق، أفق يا فهمان.

فلما يأس منه رفعه من الأرض بيدين مرتعشتين ووضعه فيمضجعه بتؤدة ثم اتصل بطبيب على الفور.

بعد ذلك جلس بجانبه ودموعه تنهمر خوفا عليه، يمسح عنهدمه المسال، وينظف في وجهه، فامتزجتْ دموعه بدمائه فغدايمسح دموعه بدمائه ودماؤه بدموعه.

جاء الطبيب وطمأنه على حاله ثم غادر.

فحمد الله، ثم انزوى في الحجرة ونظر إلى أعلى وهو يحدقبسقف الحجرة الذي لم ير منه سوى خياله وحديث نفسهوقال: إن كانت أمريكا ذُلّت فلا يجب أن أخسر كلّ شيء، علىّبالانتقام من كاجيتا أوّلاً ثمّ من مهديّ.

اعتدلت رأسه ونظر إلى فهمان يحدق بملامحه البريئة وهويقول: أمّا هذا المسكين فلا ذنب له ولا جريرة.

وظل جاك مع حديث النفس إلى أن أفاق فهمان، فانكب عليهجاك مستعطفا إياه أن يسامحه ويغفر له.

قال فهمان في فراسة: «أو فعل كاجيتا شيئا أثناء مرضي؟»

هز جاك رأسه بكل حزن وأسف وحسرة.

قال فهمان وهو يحاول النهوض: «إذن علينا بتدارك الأمرقبل أن يقدم على فعل كارثة

قال جاك: «استرح، قد فعل الكارثة بالفعل، لقد أنهى علىأمريكا وألبسها ثياب العار

قال فهمان: «ماذا فعل بالضبط؟»

نهض جاك وفتح شاشة الحجرة وهو يقول له: «رَ

لقد شعر فهمان بالذنب بعد أن سمع وشاهد كل شيء،وانفجر في البكاء وهو يلوم نفسه على صنع هذا الجبارالعنيد FFC-2 الذي شيده من أجل أن تحيى البشرية وهاهي البشرية معرضة للانقراض بسببه.

وظل يصرخ صرخات كتمها ألمه وهو يقول: «رباه ماذا قدمتيداي؟»

ثم نظر في جاك وقال: «وما الحل إذن؟»

قال جاك: «الحل أن تصنع لي تلك القنابل الملعونة لندرك ماتبقى من جسد أمريكا ونحفظ العالم من فناء محقق

نظر إليه فهمان نظرات دهشة ضالعة في اليأس ولم ينبسبكلمة بسبب عجزه عن إيجاد حل لتلك الكارثة.

نظر إليه جاك نظرة عتاب: «ما بك لا تتكلم؟ أريد تلكالقنابل

لم يرد عليه فهمان، فلما همّ بإمساكه ليهزه هزا اعتراضا منهعلى موقفه المخزي تجاه بلده تذكر أنه مريض فكتم عاطفتهبداخله وسكت.

أراد فهمان أن يخرج من المأزق فقال بذكاء: «أظن أن حياتنافي خطر

سكت جاك ليعطي لنفسه برهة للتفكير ثم قال: «أكيد، فكلقوى العالم تتربص بكلينا بعد انكشاف سر تلك القنابل،ولابد من أخذ احتياطاتنا، فلن تترك اليابان أحدا يمكنهصناعتها حتى تظل سيدة العالم

سكت برهة ثم قال مستدركا: «لكن لا أكترث لحياتي، كذلكالذي يحميني ويحميك هي أن نملك تلك القنابل، عندئذ لنيستطيع أحد أن يمسنا بسوء، أي سوء

ثم نظر إليه مجددا وقال: «فهمان، صدقني يا صديقي، لابدأن نصنعها

صرف فهمان بصره عنه ولم ينبس بكلمة.

وفجأة، دخل حارس FFC-2 العام القائم على إشراف كلحرسه وقال: «دكتور فهمان، حياتك في خطر وقد أرسلالرئيس مهدي لك فرقة من الصاعقة تتمركز الآن في أماكن إستيراتيجية

ثم نظر إلى جاك وقال: «وأنت دكتور فهمان، فرقة من المارينزنزلت بالوادي الجديد وهي في الطريق إليك

رفع سبابته وهو يشير إلى كليهما: «المهم لا يتحرك أيّامنكما حتى يأتي الحرس المكلف به، فخط سير الأحداثيقول إنكما هدفان لليابان وإسرائيل، وربما يكون قد وصلبعض المقاتلين الساموراي وبعض من فرق الاغتيال منالموساد الإسرائيلي ودخلوا جميعا متنكرين

نظر إليه جاك في استياء: «أنا أعرف كيف أحمي نفسيجيدا ولا حاجة لي من حماية أحد لي

ولم يكد يكمل جملته حتى دخل الروبوت الخاص بحمايةجاك وقال لرئيس الحرس: «معذرة سيدي، لن يستطيع أحدمس سيدي جاك وأنا موجود، تفضل

وأشار بيده الآلية إليه وقال: «والآن اخرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق