بعد حدوث زلزال تركيا سوريا الكارثي والمدمر , الحديث عن هذا الموضوع قد يفزع الكثيرون ,ونصلي لله أن لا يحدث أي مكروه في بلادنا , ولكن من الأفضل أن تكون كل قرية مستعدة لذلك مسبقا لأنه منذ سنتين أو أكثر يتحدث خبراء الجيولوجيا عن احتمال وقوع هزة ارضية قوية في بلادنا , ومن المتوقع أن توقع الكثير من الضحايا والأضرار المادية , ونشرت الجبهة الداخلية بيانا في الماضي يقول :” في حالة وقوع هزة أرضية قوية سيتعثر وصول طواقم الانقاذ الى الأماكن المنكوبة في الأرياف ويترتب على كل قرية ان تهتم بما يحصل لها بقواها الذاتية , ولذلك في حالة وقوع هزة ارضية , على مجتمعنا أن يقلل من توقعاته بشأن فعالية الاستجابة الحكومية للنداءات التي توجه اليها لان هنالك سلم أفضليات عند الجبهة الداخلية ، وأن الخيارات المتاحة يمكن أن تكون ذات طبيعة محلية.
الكل يعرف أن البنية التحتية لكثير من البيوت في الأحياء والقرى العربية المختلفة تعاني من مشاكل بنيوية كثيرة وهي غير مهيئة بشكل جيد لحدوث هزة أرضية قوية لا سمح الله .
عند حدوث كارثة طبيعية أو حرب , أهم شيء هو العمل الجماعي—التطوعي في قرانا من أجل مساعدة المنكوبين ,ولكن للأسف في قرانا ومدننا هنالك غياب للعمل الجماعي – التطوعي , وعليه فإن الواجب يحتم على كل سلطه محلية في كل قرية أن تبادر مسبقا وتنسق مع المؤسسات المحلية , مثل المساجد والكنائس والجمعيات والمدارس وأصحاب القاعات العامة في حالات الطوارئ لتجنيدهم لهذا الغرض بحيث تكون هذه المرافق مجهزة بمكبرات الصوت وبمولدات كهربائية وسيارات قادرة على التعامل مع الظروف بحيث تقدم المساعدات للعائلات والمساكن المتضررة بشكل سريع وقبل حضور المساعدات الحكومية كذلك على كل سلطه محلية شراء المعدات الثقيلة مثل الجرافات والبيجرات لإزالة الردم من البيوت المهدومة لإنقاذ الناس لا سمح الله .
هنالك الكثير من المبادرات التي يمكن التفكير بها اجتماعيا للتصدي لهذه الظروف وخاصة في المراحل الأولى , لأننا لا نستطيع الاعتماد كليا على المساعدات الحكومية في مثل هذه الكوارث اذا ما حدثت لان الحكومة لا تكن قادرة على التعامل السريع مع الأحداث. صحيح أن من حق المجتمع دائما الحصول على الخدمات العامة من الحكومة والمؤسسات المسئولة عن التعامل مع الكوارث الطبيعية ولكن التصرف السريع على مستوى محلي قد يساهم كثيرا بدرء الأخطار وتسهيل عمل الإنقاذ حالة حدوث ما لا تحمد عقباه.
الدكتور صالح نجيدات