مقالات

فهمان يرى الشيطان باستخدام الفيزياء النووية ج5 إبراهيم أمين مؤمن-مصر

         ودخل كاجيتا المعملَ ونصب ذرات الرابيديومالثلاث بطريقة تمكنه من ضربها جيدا، وقال: الآن أفعل ما أشاء دون أن يصل إليّ أحد لأنهلا يمكن تتبع مصدر الضرب.

وظل ينظر إليها نظرة الضبع الجائع لإحدىفرائسه، كل أوصاله ترتعد، وعيناه ترميانبشرر كأنه يتأجج من لهيب الجحيم.

بعد بضع لحظات أمسك هاتفه، ونصبه تلقاءوجهه، وظل يحدق به لأكثر من عشر ساعات،وهو واقف لم يجلس قط، وأخيرا همس: هيا،اتصل أيها الداعر الماجن.

وفور أن انتهى من قوله رأى اسم رئيسالوزراء على هاتفه، وكان شعر بنشوة من رنةالجرس، حتى قال: أروع ما سمعت فيحياتي.

وما لبث أن رمى الهاتف كأنه قطعة من جمربعد أن فتح الاتصال، وأمسك جهاز الليزربكلتا يديه يضرب في ذرات الرابيديوم رغمأنه لم يسمع أمر التنفيذ منه.

أما الهاتف فملقى على الأرض تسمع منهقول رئيس الوزراء وهو يردد قوله: كاجينانفذ، كاجيتا ألم تسمعني! نفذ.

ضربها  بحزم الليزر من ثلاثة أجهزة لمدةثمان ساعات بقوّة واحد جيجا وات لكلٍمنهما، انتقل الفعل مباشرة إلى باقي العائلةالمتمرّكزة في القنابل الثلاثة بخاصيةالتواصل الكمومي لشرودنجر ففعّلت القنابلوجذبتْ الأساطيل الثلاثة.

وبحسب معادلة قنابل الثقوب السوداء التيوضعها كاجيتا فإنه بعد تحولهم إلى قنابلثقوب سوداء ثلاث جذبت مياها حجمها ثمانكيلومتر مكعب وقعت في أفق أحداثهمالثلاثة على مدار الثماني ساعات.

                                                     ***

بعد  فترة وجيزة من تفعيل القنابل الثلاثةانقطعتْ وسائل الاتصال بالأساطيل الثلاثة،فظنّ المتصلون أن شبكات الاتصال فيها عطبوتحتاج لإصلاح وصيانة، فاتصل بعضُالقيادات من غرفة عمليات بقادة الأساطيلالثلاثة وربان سفنها بيد أن الهواتف لاتعطي أيّ إشارة.

فأصاب الجميع الحيرة والدهشة والهلع،على الفور تمّ نقل الحالة إلى القيادة المركزيةللقوات البحرية الأمريكية.

                                                    ***

أرسلت القيادة المركزية للقوات البحريةالأمريكية طائرة استطلاع من أحد حاملاتالطائرات القريبة إلى تلك المواقع، فلم يجدواأي أثر للأساطيل الثلاثة.

فحلقت عند موضع أحد الأساطيل الثلاثة،فلم تجد الطائرة أي أثر للأسطول.

شاهد رائد طيار سفينة فرنسية على بعد منموقع الأسطول المختفي فنزل بالبراشوتعلى متنها.

لم يكد يلامس جسده متن السفينة إلا وكرعليه حرس السفينة، شهروا الأسلحة فيوجهه، قال قائد الحرس: «انبطح أرضا وضعيديك خلف ظهرك وتكلم من أنت

فرفع يديه إلى الوراء وقال: «أنا رائد منالقوات الجوية الأمريكية

قال قائد الحرس بحزم: «ولم نزلت على متنسفينتنا بلا إذن؟ ألم تر العلم الفرنسييرفرف عليها؟»

قال الضابط: «أهلا بكم، نزلت عليها لأنكمحلفاؤنا، جئت لأستكشف عن الأسطولالبحري الذي كان على بعد بضع كيلومتراتمنكم

كبلوه وساقوه إلى العميد الفرنسي البحري،وهو ربان السفينة.

عندما رآه عرف سبب هبوطه على متنالسفينة، ومع ذلك سأله في غضب وحزم: «كيف تنزل على متن سفينة حربية بلا إذنأيها الرائد؟»

أجابه: «أنا رائد كما ترى في القوات الجويةالأمريكية، وجئت أستكشف عن أسطولناالبحري الذي كان على مقربة منكم سيادةالعميد

هزّ العميد رأسه وقال: «اِئْتُوني بكشافةالسفينة ليسمع بأذنيه عما حدث لسفينتهمالحربية، ويعلم ماذا حدث لنا أيضا؟»

جاء رئيس الكشافة المسئول عن رصد ماحول السفينة من خلال رادارات السفينة فقالله: «لقد رصد لنا الرادار اختفاء الأسطولبالكامل وما حوله في حجم قدره ثماني كيلومتر مكعب على مدار ثماني ساعات، ولديناجهاز لقياس تسارع الجاذبية الأرضية، وقدسجل لنا مقدارا من الجاذبية من الموقع الذياختفى منه الأسطول، كنا نراقب الأسطول عنكثب وكلما زادت الجاذبية كنا نبعدبسفينتنا إلى الوراء، ولما انقضت الثمانيساعات اختفى كل شيء، الأسطول وما حولهفي المساحة وزالت الجاذبية، كانت المياهحول السفن والفرقاطات وحاملات الطائراتالخاصة بكم  تنقص شيئا فشيئا وكأن ثمةمجموعة كبيرة من الحيتان كانوا يبلعون ذاكالماء

صعد الرائد إلى طائرته، أصابته الدهشةوسيطر عليه الفضول الذي كان يدفعه نحومعرفة سبب ذلك.

استقل الطائرة مجددا وذهب إلى الموقعينالآخرين لكن لم يجد أحد يمكن أن يزوده بأيمعلومات.

كتب تقريره حول المواقع الثلاثة إلى القيادةالمركزية للقوات البحرية الأمريكية.

                                                 ***

بعد وصول تقرير رائد طيار أرسلت الإدارةالأمريكية إلى وحدة تكنولوجيا الفضاءلاستكشاف الأمر عن الأساطيل الثلاثةالمختفية.

بعد بضع ساعات فقط جاءتهم صور الأقمارالاصطناعية بملفين فيديو عن أسطولين فقط،أما الأسطول الثالث فقد كان خارج نطاقالأقمار الصناعية أثناء عملية الاختفاء.

وجلس قادة وزارة الدفاع مع قادة القيادةالمركزية للقوات البحرية، وشاهدوا على مدارثماني ساعات اختفاء الأسطولين شيئافشيئا والماء يُسحب إلى أسفل.

حاملات طائرات عملاقة وسفن حربيةوفرقاطات وغواصات، كل هذا اختفى فيثلاث حوادث مجهولة.

وكان ثمة مساحة من اليابسة بجانبالشاطئ تقع تحت تأثير أفق الحدث (هو جزءمن المساحة 8 كم مكعب) عليها بعض الأطفاليلهون بالرمال فاختفوا أيضا، ابتلعتهمالأرض، لكن تساءلوا أين الأرض نفسها؟

والإجابة أن تلك المساحة من الأرض اختفتمعهم، وكأنّ قطعة أرض نقصت من مساحةالكرة الأرضية.

وهذا من أعجب ما شاهدوه.

وتساءلوا فيما بينهم: أنقيد الحوادث الثلاثضد مجهول؟!.

وتساءلوا: لماذا لم يهرب الأطفال عندماشاهدوا ما يحدث في البحر؟

وقرروا عرض الأمر على الاختصاصيين لحلهذه الألغاز.

                                                 ***

فلما عرض الأمر على العلماء ولاسيما علماءالفيزياء النووية وعلماء مختبر سيرنبسويسرا اجتمعوا على أن ما يفعل ذلك إلاثقب أسود.

لكن الثقوب السوداء في السماء، وأكثرهاقريبة من مركز ثقل درب التبانة، فحارواأيضا. فعرضوا الأمر على وكالة الناسا.

فجاءهم رئيس الناسا بصحبة بك، وشاهداالصور، هنا تفجع رئيس ناسا على الفوروهو يقول بأنها قنابل الثقوب السوداء.

سألوه مرة أخرى.

قال: «هي قنابل الثقوب السوداء

قال بكْ : «إذن قد صنعها كلب اليابان كاجيتاأثناء وجوده في مختبر فهمان بالواديالجديد، وأمريكا كلها في خطر

قال رئيس ناسا: «إذن أمريكا كلها في خطر

سألوه عن شأن الأطفال فأجابهم: «لأنهمكانوا واقعين تحت جاذبية الثقوب السوداء،كانوا يحاولون الهرب لكن أفق حدث قنبلةالثقب الأسود كانت تشدهم نحو مركزها

واتصلوا على الفور بجورج رامسفيلد.

                                                    ***

اجتمع الرئيس الأمريكي جورج رامسفيلدبحكومته كاملة لأنها مسألة تخص وجودأمريكا نفسها في هذا العالم.

واستقروا بعد مناقشات عديدة على النزولالكامل لكلمة رئيس ناسا الذي حدد حجمالكارثة بقوله: «هذه هي قنابل الثقوبالسوداء، هو كاجيتا، وقد يستطيع أن ينقصمن الكرة الأرضية مساحة الولايات المتحدةالأمريكية في بضعة أشهر

وقد وضع لهم الحل بقوله: «لا يمكن لأحد دفعهذا الشرّ عنا سوى اثنين بحسب علمي، جاكولدنا وصديقه فهمان، ومن لطف الله بنا أنّهالآن في أرض الوادي الجديد بمصر معصديقه فهمان صاحب اكتشاف الجرافيتونالملعون

قال الرئيس عندئذ: «إذن نتصل به ونرسلفرقة من المارينز لحمايته فربما بعد هذهالكارثة يكون من مخطط اليابان قتل جاك،وليس جاك فحسب بل فهمان أيضا

وقبل فض الاجتماع جاء الرئيس الأمريكياتصال، نظر في الهاتف فاضطربت عيناه،قال عندئذ متلعثما: «إنه رئيس وزراءاليابان

وظل ينظر إليه بضع ثوان كأنما يساق إلىالموت وهو ينظر، أما الوزراء فطفقوا يزدردونريقهم، بعضهم استطاع والبعض الآخرتوقف الريق على أبواب حناجرهم.

وبيد مرتعشة امتدت إلى الهاتف وفتحه.

قال رئيس وزراء اليابان: «يا عزيزي واحدةبواحدة، ولقد رفقت بكم واكتفيت بثلاثةأساطيل، وأسطول رابع سوف يضرببالرصاص

قال الرئيس الأمريكي: «أي واحدة تقصد؟»

قال رئيس وزراء اليابان وهو يقهقه: «واضحأن عندك زهايمر، هو انتقام لما حدث في عام1945، الحرب العالمية الثانية، أنسيت قنبلةناجازاكي وهيروشيما؟»

قال الرئيس الأمريكي: «تكلمني عن ثأرمضى عليه أكثر من مائة عام؟»

أجابه: «حجم الكارثة يجعلها كأنما حدثتمن ساعات، اسمع أيها الرئيس الأمريكي، لاأحب أن أسمع نشاز أصواتكم من بعد اليوم،عيشوا في بالوعات المجاري كالجرذان حتىلا أرى وجوهكم مرة أخرى

                                                  ***

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق