كثير من الاسرالعربية لا تمتلك المعرفه واساليب التربية لاولادها ولذا اقترح على السلطات المحلية العربية اقامة لجنة من المختصين التربويين والاجتماعيين والنفسيين ورجال دين وغيرهم ببناء منظومة قيم ومعايير اجتماعية وسلوكيات أخلاقية والتمسك بالعادات الاصيلة المستقاة من موروثنا الحضاري لتكون البوصلة التي توجه وترشد الاسرة العربية وتكون نبراسا يضيء الطريق أمامها بكيفية تربية أولادها حسب هذه المنظومة وكيف تتفادى وتتجنب كل اسرة العوامل السلبية المؤثرة على السلوك الأخلاقي ، وكيفية تحصين الأولاد ضد المؤثرات السلبية والسلوكيات غير الأخلاقية الشائعة في المجتمع , وكذلك الاغراءات على أنواعها , فالعنف المستشري في مجتمعنا سببه عدم معرفة الكثير من الاسر تربية اولادهم , اضف الى ذلك التغير الذي حصل ويحصل في مجتمعنا نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي والثورة التكنولوجية التي خلقت كثيرا من البلبلة بل أحيانا صراعا بين جيل الإباء الذي يريد التمسك بعاداته وقيمه وبين جيل الأبناء الذي يريد التحرر من قيود وعادات وتقاليد الماضي , فهناك شعوب استطاعت المحافظة على قيم وعادات وتقاليد الماضي وفتحت الباب على مصراعيه لقبول الانفتاح للعولمة والتكنولوجيا الجديدة وتعلموا وأخذوا منها ما هو مفيد وملائم لتطور الفرد والمجتمع , ومثال على ذلك الشعب اليهودي المتمسك بعاداته وتقاليده منذ الاف السنين ومن ناحية ثانية استفاد من التكنولوجيا الجديدة وتمشى مع متطلبات العصر , وكذلك الشعب الإنجليزي والارلندي وغيرهم من شعوب.
والسبب في بناء هذه المنظومة هو ما نراه يحدث اليوم من ظواهر سلبية جدا في مجتمعنا من اهمال أسري أدى إلى استفحال العنف الدامي والى الفساد الأخلاقي وكذلك انتشار المخدرات والسلاح المهرب والاتجار بهما , ونسبة الطلاق بين الأزواج الشابة بازدياد ,وغيرها من ظواهر سلبية , وعلى سلطاتنا المحلية اتخاذ كل التدابير والإجراءات لمساعدة العائلة العربية بالنهوض بواسطة أذرعها التربوية والاجتماعية بتربية أولادها التربية الصالحة وكذلك علاج السلوكيات السلبية والحد منها بالتربية السليمة والتوعية وتجنيد كل القوى الفاعلة في المجتمع لتحقيق هذا الهدف السامي .
الدكتور صالح نجيدات