المبدع المتميز الصاعد

ليست النهاية / بقلم. ريان هاكوز

ليست النهاية
اليوم هو اول ايام الشتاءخرجت في ليلة باردة , لم اكن مهتمة للودق او لصوت الرعد او حتى ان كنت ارتعش من البرد ام لا , خرجت من الباب و في اول خطوة شعرت بنبضات الارض و كأنها على قيد الحياه, شعرت بقطرات المطر الهادئة تسقط على الارض بكل نعومة على الرغم من الرعد و البرق , اخذت نفسا عميق لترجع افانين جسدي بالانتعاش ,لم اعرف ما هذا الشعور الغامض الذي تقمصني و ااخدني الى ما فوق السحاب,و كأنه سديمٌ أُعيد احيائُهُ من جديد ليتدفق داخلي, اختلطت احاسيسي و لم اعرف تنظيمها فهي كانت تتناثر في كل مكان , ذلك النسيم العابر الذي يلاعب سمعي , و فتق روحي ليخرج ذلك العبق البارد, اصبت بالخور امام قطرات المطر تمنيت لو انني استطيعت ان ابصره و لو لمرة واحدة فقد اشتقت له ,اتى الشتاء و فقدت بصري و فقدت قطرات المطرايضا .

قبل اسبوع  تقريبا كنت في احسن حال نشيطا و اريد اللعب رغم انني في الخامسة عشر من عمري الا انني احب اللعب و الابتكار جلست على الارض و بدأت احيك بعض الصوف و بعد الانتهاء منه بدأت بمساعدة امي ,اثناء ذلك شعرت بالصداع الشديد فجأة لكنني لم ارد ان اربك او اقلق امي …اكملت المساعدة و متكلتا على قدماي تخدرت اطرافي و شعرت بالبرد الشديد ,اردت ان اخبر امي لكن لم تخرج الا كلماتٌ قليلة غير مسموعة , شعرت بان الجاذبية تزداد و تزداد , هنالك شئٌ يسحبني الى الارض لم تكن دقائق الا و انا على ارض المطبخ ,اخر شئ اتذكره هو وجه امي و صوتها و بعد ذلك اللون الاسود.

استيقظت و انا على شيءٍ مريح و ناعم , فتحت عيناي لكنهما لم تفتحا ,حاولت و حاولت مرارا و تكرارا لكنهما مؤصدتان تسللت الدموع من اطرافهما , انقبض قلبي و شعرت انني بين قضبان الظلمة ,حُكم علي المكوث في ذلك السجن الابدي .

لم تقف الدموع عن السيلان تلك الدموع تناثرت على كل نواحي وجهي حتى وصلت الى عنقي ,اردت بعض المناديل الورقية , لكنني تذكرت انني لا ابصر……

حمدت الله الاف المرات لم يقف لساني عن ذكرة شعرت حينها ان الدموع بدأت تتوقف والحزن بدأ يتلاشي , اعتدت على الامر …

و الان انا امام الباب اشتم رائحة الارض الرطبة و استمتع بقطرات المطر التي من حينها اصبحت اعز اصدقائي ..

بعد 9 سنوات الان انا اقف امام باب مكتبي في شركتي الخاصة التي اتاحت فرص عمل للمكفوفين و لذوي الاحتياجات الخاصة …. و الان ادركت حقيقة ان (الحواجز لم تبنى الا لتحجب شيء ثمين) و كل الحواجز التي تواجهنا في الحياه هي ليست الا حواجز رقيقة تحجب عنا مستقبل ثمين ……

مقالات ذات صلة

إغلاق