اخبار العالم العربي

عادل المشوخي للفلسطينيين: خلّوني أغنّي!

جدل كبير أثير مؤخرًا ولا يزال، عبر صفحات “فيسبوك” في فلسطين، أنتجته فيديوهات غنائية للشاب “عادل المشوخي“، من مدينة رفح في قطاع غزة، والذي يصف نفسه بأنّه “إنسان.. غلبان”، ويقول إنّه “يقدّم فنًا كوميديًا”، يهدف من خلاله إلى “رسم البسمة” على وجوه الناس التي تعبت بسبب الحصار الإسرائيلي، مبيّنًا أنّه يملك “روح الفن” وما غير ذلك يعتبر “هوامش ليست مهمة”.

يقول عادل المشوخي إنه “يقدّم فنًا كوميديًا”، لـ”رسم البسمة” على وجوه تعبت من الحصار الإسرائيلي

الشاب المشوخي الذي تجاوز عقده الثالث من العمر، أصدر مؤخرًا عدّة أغان مصوّرة عبر “يوتيوب” ومن خلال صفحته على “فيسبوك”، أسهمت في هذا الجدل الذي تعجّ به مواقع التواصل الاجتماعي. “الليدن” (العلكة) كانت الأغنية الأولى التي تلقّفها الجمهور على “فيسبوك”، وبدأت معها تعليقات تراوحت بين الشتم والسخرية، والإشفاق على صاحبها.

اقرأ/ي أيضًا: ناصر اللحام يصف الشعب الفلسطيني بالمنافق والهائج

 

وتطورت تعليقات النشطاء بعد طرح أغنيّة “خُبّيزة” ووصفها بالضعف والركاكة والابتذال والرداءة، وازدادت معها موجة الهجوم التي يتعرّض لها الفنّان المشوخي، والتي اضطرته  للردّ على من وصفهم بـ”أعداء النجاح” في فيديو حمل عنوان “فيلم رسالة إلى أهل غزة”، متسائلًا فيه على طريقته: “ايش في؟”، وأوضح خلاله أنّه ينشر فيديوهاته على صفحته الشخصيّة الخاصّة، انطلاقًا من حقّه في أن يقول ما يريد، وفق ما يريد، دون أن يجبر أحدًا على متابعته، ومستنكرًا في الوقت ذاته الشتم والتجريح والإساءات التي انهمرت عليه من كلّ حدب وصوب.

ردود الفعل على هاتين الأغنيتين، دفعت المشوخي، الذي سبق وأن لعب أدوارًا مختلفة في أعمال دراميّة ومسرحيّة في غزة منذ عام 2000، إلى توجيه رسالة اعتذار، بعد أن رأى أنّ “مضمون الأغاني التي قدّمها لا يتناسب وثقافة الشعب الفلسطيني”، متعهّدًا أن “يقدّم مضمونًا هادفًا لجماهيره التي تنتظر أعماله”. لكنّه عاد وفي سياق مقابلة إعلامية للتراجع عن اعتذاره، مجدِدًا اعتزازه بـ “الليدن” و”الخبيزة” باعتبار أنّ مشواره مع الغناء ابتدأ بهما، وظلّ في نفس الوقت يعد متابعيه بمفاجآت قادمة وحصريّة، إلى أن جاءت أغنية “القطة” و “أوعي يا أطّة” التي حصدت نحو ربع مليون مشاهدة خلال أقلّ من يومين، ورفعت متابعي صفحته على فيسبوك لحوالي 14 ألفًا.

الأغنية المصوّرة ليلًا بكاميرا هاتف جوّال، وبإمكانات متواضعة، تبدأ كلماتها بـ “أوعي يا أطة تخافي مني.. أوعي يا أطة تهربي مني، دا انا إنسان. إنساااان… غلبان”، يقول عنها المشوخي خلال حديثه لـ”ألترا صوت” إن “فكرتها جاءت بينما كان يسير لوحده ليلًا، وسط مدينة رفح، وكانت إحدى القطط تمر من أمامه مسرعة، خائفة من الاقتراب منه، فكانت الأغنية للحث على الاهتمام بالحيوان، وللإشارة إلى أنّ هناك أناسًا أصبحوا في هذا الزمان وحوشًا على هيئة بشر، بعد أن غابت عنهم القيم الإنسانيّة، فأضحوا لا يستحقّون لقب “إنسان”، وفق قوله.

قدم المشوخي فيديوهات تناولت قضايا الشارع “الغزاوي”، فتحدث عن الانقسام مثلًا، ووجّه في أحد فيديوهاته نقدًا لحماس مطالبًا إياها بالتنحي

اقرأ/ي أيضًا: لماذا اختلف الناس حول باسم يوسف؟

يدرس المشوخي اللغة الإنجليزية في جامعة الأقصى في سنته الأخيرة، ويبدو سعيدًا وهو يرى الضجّة المثارة حوله، ويعتبر أنّه نجح برغم كلّ ما يقال عنه “في العالم الافتراضي”، كما يسميه. ويضيف لـ”ألترا صوت”: “الناس تشتمني وتشاهد أعمالي، وفي الشارع يتسابقون لالتقاط الصور معي، وترديد أغاني خبيزة والقطة”، ويقول إنّه لا يحمل عناوين كبيرة في فنّه، “أنا أقدّم كوميديا، أحاول دفع الناس للضحك، ليس من الضروري أن تكون هناك فكرة خلف كل عمل فني!”، مشيرًا إلى أن فيديوهاته تُنفّذ بإمكانيّات تكاد تقترب من الصفر، وتحظى بمتابعة عالية، بينما هناك أعمال تُصرف عليها الملايين ولا تحقق هذا الحجم من التفاعل.

وحين سؤاله عن الشخصيّة الفنيّة التي يتابعها ويحاول تقمّص أدوارها، أجاب: “الكثيرون يقولون إني أشبه عادل إمام، وأنا فعلًا أشبهه، وقادر على تقليد أدواره”، مضيفًا أنّ لديه ثقة عالية جدًا بنفسه وبموهبته، وهو ما سيجعله في موقع فنّي مرموق في أقرب وقت، وفق ما يقول “أنا إنسان طيب، غلبان، وبسيط، بحب أحلم، يا ريت متستكثروش عليّ الحلم”.

وقدّم عادل فيديوهات تناولت قضايا الشارع “الغزاوي”، فتحدّث عن الانقسام بين فتح وحماس، ووجّه في أحد فيديوهاته التي حملت عنوان “رسالة إلى حماس” نقدًا للحركة التي تدير قطاع غزة، منذ نحو عشر سنوات، محمّلًا إيّاها مسؤوليّة التسبب بحالة التيه، ومطالبًا إيّاها بالتنحي. قبل أن يعود في فيديو آخر للتراجع عن أقواله السابقة، كما قدّم أغنية عن مشكلة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة.

المشوخي الذي يحاول، وفق تصريحاته، أن يجعل الناس “مفرفشة”، يشير إلى أنّه لا يجدر بكلّ الناس أن يشيدوا بالأغاني التي يقدّمها: “بنفعش كل الناس يحبوني، الشغلة أذواق، في ناس بتقول عنّي فنّان، وناس بتعتبر إنّي تافه..عادي وين المشكلة”، لكنّه يصرّ على التمسّك بحقّه المتاح له عبر هذا الفضاء الافتراضيّ، وللآخرين حريّة أن يشاهدوا أغانيه، أو لا.

ا

مقالات ذات صلة

إغلاق