مقالات
عائد من ولاية كيرالا في الهند/ *مازال العلماء العرب يزورون الهند ويعترفون بعظمتها، ولهم تقدير كبير للهند وشعبها.
بقلم: الدكتور عبد اللطيف عبيد
عدت في بداية الشهر الماضي من زيارة تربويّة وثقافيّة إلى ولاية كيرالا الواقعة في الجنوب الغربي من شبه القارّة الهنديّة على ساحل بحر العرب، وكانت الزيارة بمبادرة وتنسيق من منظمة همسة سماء الثقافيّة الدنماركيّة ورئيستها الفلسطينيّة الأصل الدكتورة فاطمة أغباريّة واتحاد الطلبة المسلمين بالهند ورئيسها السيد أحمد ساجو وبدعوة من أقسام اللغة العربيّة ومعاهد الدراسات الإسلاميّة بجامعات حكوميّة وأهليّة عديدة في هذه الولاية التي هي إحدى ولايات الجمهوريّة الهنديّة الستّ والعشرين والتي قد يزيد عدد سكانها على الخمسة والثلاثين مليونا تعدّ نسبة مهمّة منهم (نحو 30%) من المسلمين الذين هم من أهل السنّة والجماعة ويتبعون المذهب الشافعي وتنتشر بينهم طرق صوفيّة عديدة معتدلة في مقدّمتها الطريقة القادريّة.
وكان الهدف من زيارتي الاطلاع على أحوال أصدقائنا الهنود وأشقائنا المسلمين وعلى واقع تعليم اللغة العربيّة والثقافة الإسلاميّة في هذه الديار الكيراليّة وتبادل الرأي مع القائمين على شؤون هذا التعليم بخصوصالبحث عن سبل لدعم جهودهم فنيّا وماديّا بما يساعد على تطويره وتجويده وتوسيعه وتشبيكه مع المؤسسات العربيّة والإسلاميّة الحكوميّة والأهليّة والإقليميّة وخاصّة في مجال المنح الجامعيّة لطلبة الماجستير والدكتوراه في تخصّص اللغة العربية والدراسات الإسلاميّة والحضاريّة.
الهند واللغة العربيّة وآدابها
جمهوريّة الهند بلد كبير مساحة وسكّانا وموارد وإنتاجا في كلّ القطاعات، عريق تاريخا وثقافة وحضارة وفنّا، متعدّد الأعراق واللغات والديانات. ويبلغ عدد سكّانه الآن حوالي المليار والثلاثمائة مليون نسمة، قد تزيد نسبة المسلمين منهم على 15%، وهو ما يجعل هذه الدولة الديمقراطيّة العلمانيّة التي هي من القوى الاقتصاديّة العالميّة الكبيرة، من أكبر البلدان التي ينتشر فيها الدّين الإسلامي (حوالي مائتي مليون مسلم).
والهند جارة للوطن العربي، ولا يفصلها عنه سوى بحر العرب. وبفضل هذا الجوار قامت بين الهنود والعرب، منذ زمن سحيق، علاقات تجاريّة وبشريّة وثقافيّة ولغويّة وسياسيّة. وتؤكّد دراسات كثيرة عربيّة وهنديّة، منها الدراسات والبحوث التي صدرت في السنوات الأخيرة عن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربيّة ومجمع الملك سلمان للّغة العربيّة بالرّياض في المملكة العربيّة السعوديّة، أنّ دخول الإسلام إلى الهند منذ وقت مبكّر قد عزّز هذه العلاقات ودفع الهنود ولاسيّما المسلمين منهم، إلى تعلّم اللغة العربيّة، فنبغوا فيها، ولا يزال إسهامهم في علومها وآدابها وفي العلوم الدينيّة بمختلف مجالاتها وفروعها وفي تحقيق التراث إسهاما متميّزا. ويعتزّ مسلمو الهند باللغة العربيّة وآدابها وثقافتها، وتنتشر كليات اللّغة العربيّة وأقسامها ومدارسها ونواديها وجمعيّاتها في كلّ الولايات. كما يعتزّ الهنود بدورهم الكبير في الحفاظ على اللّغة العربيّة ونشرها داخل الهند وفي دول عديدة أخرى وخاصّة دول الجوار الآسيوي. ومن أهمّ مظاهر اهتمام الهنود باللّغة العربيّة وثقافتها وحرصهم على التعريف ببلادهم لدى أشقائهم وأصدقائهم العرب والمسلمين ازدهار الصحف والمجلّات الورقيّة والإلكترونيّة الناطقة بالعربيّة. وقد ظهرت أوّل جريدة عربيّة في الهند سنة 1871 طبقا لما ورد في كتاب “دليل الجرائد والمجلّات العربيّة في الهند” الصادر سنة 2019 عن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللّغة العربيّة، وكان عنوانها “النفع العظيم لأهل هذا الإقليم”. وقد تتالى صدور الجرائد والمجلّات منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر وإلى يومنا هذا.
وبالإضافة إلى ازدهار الصحافة العربيّة فإنّ الأدب العربي في الهند، شعرا ونثرا، قد كان، على مرّ القرون، أدبا مزدهرا رفيع القيمة، وهو ما يجعله جزءا لا يتجزّأ من الأدب العربي الشامل. بل إنّ أدباء هنودا عديدين قد عاشوا أو يعيشون في دول الخليج العربي ويكتبون بالعربيّة، حتى إنّ بعض النقاد يتحدث عن أدب هندي ناطق بالعربيّة في المهاجر العربيّة.
العرب وعلوم الهند وحكمتها
عندما جاء الإسلام وأسّس العرب دولتهم الجديدة، بدأ اهتمامهم بمختلف العلوم واتجهوا إلى ترجمة علوم الأوائل. وبالإضافة إلى علوم اليونان وفارس، نالت العلوم الهنديّة عناية بالغة في حركة الترجمة التي ازدهرت في العصر العباسي ولاسيّما في عهد الخليفة المأمون. وقد ترجمت كتب علماء الهند في الأدب والعلوم والفلسفة والفلك والطبّ والرياضيّات والموسيقى والنجوم. ويذكر المؤرّخون أنّه في عهد المأمون وصل وفد هندي إلى بغداد، عام 154 للهجرة/771 للميلاد، كان فيه عالم متمكّن من الرياضيّات والفلك، وكان معه كتاب “سد هانت” بالسنسكريتيّة، فتمّت ترجمته إلى العربيّة بأمر الخليفة، وسمّي هذا الكتاب بـ”السند هند”، وبذلك بدأ اطلاع العرب على تفوّق الهنود في العلوم. وقد ذكر الجاحظ وابن أبي أصيبعة وابن النّديم وغيرهم كتبا كثيرة هنديّة في مختلف العلوم نقلها إلى العربيّة منذ العصر العبّاسي مترجمون عديدون. وقد زار أبو الريحان البيروني، وهو من علماء القرنين الرابع والخامس للهجرة، بلاد الهند، وأقام بها فترة طويلة، واتصل بعلمائها، وترجم العديد من كتبهم المكتوبة بالسنسكريتيّة وغيرها، كما كتب كتابه الشهير الذي عرّف فيه بعلوم الهند وثقافتها وهو “تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذوله”.
وقد نالت حكمة الهند إعجاب العرب والمسلمين، فترجم ابن المقفّع أو اقتبس من الهنديّة وعبر البهلوية الفارسيّة، كتبا عديدة أشهرها كتاب” كليلة ودمنة “الذي لاتزال مكانته الأدبيّة والأخلاقيّة عظيمة عند العرب.
وكان قد وصل إلى العرب،عن طريق الترجمة أيضا، التصوّف الهندي البوذي والهندوسي. ومازال العلماء العرب يزورون الهند ويعترفون بعظمتها، ولهم تقدير كبير للهند وشعبها. وفي الثقافة العربيّة الحديثة مكانة رفيعة للشخصيّات الهنديّة مثل غاندي ونهرو وطاغور وأنديراغاندي. وفي المقابل فإنّ الهنود يقدّرون العرب ويحترمونهم ويعترفون بفضل الإسلام على الهند، إذ أحدث صدمة إيجابيّة قويّة في المجتمع الهندي، وهو ما أقرّه رئيس الوزراء الأسبق جواهر لال نهرو عندما قال:” إنّ دخول الغزاة الذين جاؤوا من شمال غرب الهند ودخول الإسلام، له أهميّة كبيرة في تاريخ الهند. إنّه قد فضح الفساد الذي كان قد انتشر في المجتمع الهندوكي. إنّه قد أظهر انقسام الطبقات وطمس المنبوذ وحبّ الاعتزال عن العالم الذي كانت تعيش فيه الهند. إنّ نظريّة الأخوّة الإسلاميّة والمساواة التي كان المسلمون يؤمنون بها ويعيشون فيها أثّرت في أذهان الهندوس تأثيرا عميقا، وكان أكثر خضوعا لهذا التأثير البؤساء الذين حرّم عليهم المجتمع الهندوكي المساواة والتمتّع بالحقوق الإنسانيّة”.
*وزير التربية الأسبق ـ تونس
عائد من ولاية كيرالا في الهند (2/2)
بقلم:عبد اللطيف عبيد (*)
خلال الأسبوع الذي قضّيناه في كيرالا، زرنا مؤسّسات حكوميّة وأهليّة عديدة مهتمة بتدريس اللغة العربيّة والعلوم الإسلاميّة. وكانت الجامعة الأهليّة الأولى التي تشرّفنا بزيارتها هي الجامعة النوريّة العربيّة التي يرأسها فضيلة الشيخ الجليل علي كوتي مسليار الأمين العامّ لجمعيّة علماء عموم كيرالا أكبر المنظمّات الإسلاميّة بالهند والمشرفة حاليا على أكثر من عشرة آلاف مدرسة هنديّة إسلاميّة. وهذه الجامعة الشهيرة العريقة التي تأسّست عام 1963 تضمّ الآن أكثر من خمسين كليّة في مختلف التخصّصات بما فيها العلوم العصريّة والهندسيّة الحديثة، وشعارها هو: الحداثة المقترنة بالقيم والأخلاق. وقد تحادثنا مع سيادة رئيس الجامعة وعدد من مساعديه ومن الأساتذة وطلبة الماجستير عن أهميّة اللغة العربيّة وسبل النهوض بها تعليما وبحثا وتأليفا ضمن إطار التعاون الهندي العربي والتعاون العربي الإسلامي وعن دور المنظّمات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة ذات العلاقة.
وزرنا جامعة دار الهدى الإسلامية بتشماد التي يرأسها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور بهاء الدين محمد جمال الدين الندوي، وهذه الجامعة لها شراكات مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وجامعة القرويين في فاس بالمغرب وجامعة أم درمان بالسودان وجامعة السلطان الشريف علي الإسلامية في سلطنة بروناي وجامعة الكويت الإسلامية وجامعة أنقرة بتركيا، كما أنّها عضو في رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة واتحاد جامعات العالم الإسلامي بالرباط. وتُعد جامعة دار الهدى الإسلامية مؤسسة سباقة في التعليم العالي بالهند، إذ توفر مناهج دراسية تمزج ما بين الدراسات الدينية والأخرى العلمية، فضلاً عن التركيز على تدريس مختلف اللغات .ومن منطلق الإيمان بالتطوّر التدريجي لتحقيق طراز الجامعة الإسلاميّة النموذجي، تعد هذه الجامعة الآن قلعة من قلاع تدريس العلوم الإسلامية، وهي تصدر مجلة عربية باسم “مجلة النهضة” عن كلية سبيل الهداية الإسلامية التابعة لها.
وحضرنا في كليّة الدراسات المتقدّمة KTM جانبا من مؤتمر علمي كبير نظمه قسم اللغة العربيّة بعنوان: “العربيّة لغة وفنّا وثقافة”. وكانت الورقات العلميّة المقدّمة راقية تناولت قضايا أدبيّة ولغويّة وحضاريّة متنوّعة من واقع العالم العربي وإنتاجه الإبداعي والفكري وكذلك من واقع الإسهام الهندي الحديث والمعاصر في الثقافة العربيّة.
وزرنا إحدى حلقات الدرس بجامعة التور بادي مالابرام بإشراف الدكتور عبد الرحمان الفيضي، كما حضرنا جانبا من مؤتمر علميّ رفيع المستوى نظمه قسم اللغة العربيّة بالجامعة الكبرى في ولاية كيرالا وهي جامعة كاليكوت الحكوميّة التي يزيد عدد طلّابها على الثلاثمائة والستين ألفا. وكان المحور الرئيسي للمؤتمر: العلاقات الهنديّة العربيّة وموقع اللغة والأدب العربيين في الفضاء الرّقمي. ومن مفاجآت هذا المؤتمر ورقات علميّة تخصّ تونس منها “تطوّر الأدب العربي في تونس”، و”الجمهوريّة التونسيّة : تاريخها وثقافتها”. وقد حضر افتتاح المؤتمر رئيس قسم اللغة العربيّة الدكتور محيي الدين كوتي ونائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور جاياراج الذي خصّنا، هو وزملاؤه وفي مقدّمتهم الأستاذة الدكتورة جيتا كوماري رئيسة قسم اللغة السنسكريتيّة، بحفاوة بالغة تنمّ عن تقدير كبير للعرب والعربيّة.
وزرنا أيضا الكليّة الجلاليّة بكونتوني وتحاورنا مع طلبتها حول دور اللّغة في المنطقة والعالم وسبل النهوض بتعليمها وتحقيق المزيد من الإقبال عليها.
وكان لنا لقاء ودّيّ مع سادات الأشراف بكوتابانكال ـ بانكاد الذين يرأسون رابطة المسلمين بولاية كيرالا. وحضر اللقاء السادة الأفاضل عبّاس علي شهابومنوّر علي شهاب وبشير علي شهاب ورشيد علي شهاب أبناء المرحوم الشريف السيد محمد علي شهاب وعمر علي شهاب.
وحضرنا في “كليّة الخدمات” بآتوناد ندوة مهمّة نظمها قسم اللغة الانجليزيّة واللغات الأخرى بإشراف الدكتور عبد الرحمان الأمانة والدكتور عبد الرحمان الفيضي وحضرها جمهور غفير جدّا من الطلبة والأساتذة والمسؤولين، وكانت بعنوان:”اللّغة والتربية والمهنيّة”. وقد ألقينا في الندوة كلمة بيّنّا فيها فرص العمل والاستثمار التي يتيحها، في البلدان العربيّة، إتقان شباب الهند للغة العربيّة إضافة إلى إتقانه المعلوماتيّة وتخصّصه في مجال الأعمال.
ورزنا كليّة تنوير للعلوم الإسلامية والآداب التابعة للجنة “دار الأيتام تنوير الإسلام” بفرولور والمنتسبة إلى تنسيقيّة الكليات الإسلاميّة والتي تأسست سنة 1969 على يد السيّد فوكويا والأستاذ أرمياء مسليار، ويرأسها الآن السيد صادق علي شهاب. وقد حضرنا لقاء مع المسؤولين والأستاذة والطلبة تناول أهميّة العلاقات الهنديّة العربيّة ودور الثقافة العربيّة الإسلاميّة في تمتين أواصر الإخاء والتعاون بين الشعبين. كما زرنا دار الأيتام بترورنغادي التي توفّر خدمات راقية اجتماعيّة وتربويّة في مختلف التخصّصات لمئات البنين والبنات. وتمّول هذه الخدمات من الأوقاف المخصّصة لها ومن تبرّعات أهل الخير داخل الهند وخارجها.
وفي قسم اللّغة العربيّة بكليّة الآداب والفنون التابعة لمؤسّسة دار الأيتام الخيريّة والتعليميّة حضرنا مؤتمرا دوليّا عن اللغة العربيّة أداره رئيس القسم الدكتور زبير الرحماني وحضرت افتتاحه شخصيّات علميّة ووطنيّة كبيرة، كما حضرنا افتتاح المهرجان الفنّي في كليّة أنوار الإسلام للآداب والعلوم بتروركاد التابعة للجامعة النّوريّة العربيّة التي يرأسها شيخ الجامعة الفاضل علي كوتي مسليار ويتولّى أمانتها العامّة الدكتور الفاضل إبراهيم الفيضي.
وفي كليّة الآداب والفنونالتي تأسست تخليدا لذكرى السيد محمد علي شهاب التابعة لدار الأيتام النوريّة بكيرالا، تابعنا ندوة دوليّة عن اللّغة العربيّة والهوية حضرت افتتاحها شخصيّات علميّة وسياسيّة كبيرة منهم عميد الكليّة الدكتور الفاضل عبد السلام الفيضي الأمانة، كما حضرنا حفل تخرّج الدفعة الأولى من “البهيّات” في كليّة البنات ذات المعايير العالميّة والتي يديرها الدكتور عبدالسلام الفيضي الأمانة.
وفي كليّة فتح الفتاح للدراسات الروحية والثقافية التي تأسست تخليدا لذكرى السيد الصوفي اتيباتا محيي الدين كوتي مسليار، حضرنا ندوة دولية مهمة عن التصوف في الإسلام و أبعاده الروحية و الاجتماعية، وألقينا كلمة عن تاريخ التصوف في الغرب الإسلامي والطرق الصوفية التي انتشرت منه غربا و شرقا إلى أن وصل بعضها إلى الهند، وعن المؤثرات الشرقية البوذية و الهندوسية وغيرها في نشأة التصوف الذي لا يزال منتشرا في العالم الإسلامي.
وكانت آخر زياراتنا للمؤسسات التعليمية والثقافية المعنية باللغة العربية والدراسات الإسلامية زيارة كلية الآداب والفنون (مجلس العمري).
التكافل بين مسلمي كيرالا
التكافل بين مسلمي ولاية كيرالا وكذلك لدى عموم مسلمي الهند منهج راسخ وسلوك ملتزم. ولقد أصبح من النادر جدّا أن يشهد المرء مظاهر الفقر في هذه الربوع التي تعيش نهضة كبيرة على مختلف الأصعدة. وتلعب الأوقاف الإسلامية الخاصة والعامة دورا كبيرا في تلبية متطلبات عيش المواطنين بمن فيهم غير المسلمين. كما تقوم الصدقات والتبرعات من أهل السّعة والفضل بدور مهم جدا في تمويل المشاريع الخيرية التربوية والاجتماعية وفي مساعدة المحتاجين.
ومن أهم المشاريع الخيرية التي زرناها- إضافة الى الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس العديدة التي تمول الحكومة المحلية بعضها جزئيا – مركز شهاب تنغل لرعاية مرضى الفشل الكلوي في كيرالا، وهو مركز خيري عصري تأسس عام 2015 ويقدم خدمة غسيل الكلى مجانا للمرضى الفقراء المسلمين وغير المسلمين المعوزين في منطقته وفيما جاورها من الأحياء والأرياف. ويبلغ عدد أجهزته 41 جهازا، أما عدد المرضى فيبلغ نحو 250 مريضا. ويتلقى المركز دعما ماليا من المحسنين من داخل كيرالا وخارجها. وقد أفادنا مدير المركز السيّد عبد الجبّار أنّ التخطيط جار لإطلاق مركز ثان متخصص لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد وذلك لسد فراغ كبير في هذا المجال بهذه المنطقة. وتقدّر تكلفه المشروع الجديد بنحو2.7 مليون دولار أمريكي.وتأمل الجمعية المشرفة أن تكون للأفراد والجهات القادرة في الدول العربية لفتة كريمة إلى إخوانهم المسلمين في ولاية كيرالا دعما لهذين المشروعين الحيويّين.
*وزير التربية الأسبق ـ تونس