مقالات

العلمانية هي من أنقذت أردوغان ..بقلم محمود جوده

ليس هناك من داعٍ لتشدق الأخوة في الحركات الإسلامية في بلاد العرب بفشل الانقلاب، ففكرة الرئيس أردوغان عن النظام الإسلامي في الحُكم تختلف تمامًا عن فكرة الاخوان والسلفيين وداعش وجبهة النصرة والقاعدة وهلم جر من المسميات المذهبية، فنظام تركيا لا يهتم لما يشغل عقول “شيوخنا” من أمور ولا يصرح في مناظراته عن الخمر والمايوه والنقاب لأنه يعلم أنه قادم ليحكم دولة، وليس خمّارة فأردوغان قالها في القاهرة تركيا دولة علمانية، هل تقبل بعلمانية أردوغان .. واجه نفسك بحق.

ملاحظة: العلمانية ليس كما أفهومك إياها بأنها فصل الدين عن الدولة، البتّة، العلمانية هي فصل الدولة عن سُلطة رجال الدين .. واخد بالك، سلطة رجال الدين وليس الدين.

إذا كنت تريد أن تكون مصر أو فلسطين أو سوريا أو أي قطر عربي مثل تركيا الحديثة في الاقتصاد والصناعة فأنا أسألك بضع أسئلة:

هل تقبل أن يكون في وطنك شارع مثل شارع الاستقلال وسط اسطنبول، هل تقبل أن يكون عندك حي مثل ” أكسراي”.

هل تقبل أن يكون لديك شاطئ مثل شاطئ مرمريس، عليه ما لذ وطاب من الجمال والدلال والحرية، الذي هو بمُسمّاك: فُجور.

هل تتقبل الأحضان والقُبل التي تحدث بجانبك في “الدُلمش”، والمواصلات العامة، هل تقبل هذه الصورة التي تراها الآن بحق وحقيقة واقتناع، أوعلى الأقل لن تُحاربهم وتعهرهم.

هل تقبل أن ُيقابل المسجد الخمارة ولا يفصل بينهما سوى شارع أقل من مترين. يعني الباب في الباب.

هل تستطيع أن تترك أختك تبيع في محل تجاري في الليل، وتتركها على راحتها، أم ستقول فقط تعمل مُدرّسة أو ممرضة. هل تتقبل أن تتخلى عن فكرة الوصي.

قبل أن أنسى، هل تقبل أن تُقيم دولتك علاقات كاملة مع اسرائيل، وتعاون عسكري واقتصادي وسياحي، واستخباراتي، وأشياء أخرى.

هل تقبل أن تكون المدارس الثانوية مُختلطة، هل تقبل أن تُباع الخمور، وتُقام الحفلات في البارات والملاهي الليلية في أحياء دولتك، كما تقام الصلاة والتعبد .. هل لديك القدرة والاقتناع على تقبل كل الحرية الموجود في تركيا .. فكر فيها وتصالح مع نفسك وإرسالك على بر وقلي بعدها هل هذا هو الاسلام الذي تقصده.

مقالات ذات صلة

إغلاق