مقالات
شكرا سيدي / جلال طويهري
هل تعلم أنه ذات سنة دراسية… خرج تلميذ من قسمه في غير أوقات الراحة… يتعثر في مشيته …مسرعا…يتمنى الوصول الى باب المدرسة دون أن يلاحظ خروجه أحد …حتى سمع صوت المعلم يناديه بصوت عالي… فلان.. تعال فورا….ماذا تفعل في الساحة في هذا الوقت…أجاب التلميذ بصوت خافت لقد طردني معلمي لأني ألبس “شلاكه”😢…
أجابه المعلم الذي ناداه : وعلاه تجي تقرأ بشلاكه ولدي.
أجاب التلميذ : لا أملك سواها.. .وليس لي مال حتى أشتري حذاءا…
وفي حركة نبيلة فورية… إنسانية… رجولية… تربوية… إنحنى المعلم ثم قال له انتظرني هنا .. وذهب إلى سوق ليبيا على بعد خطوات من المدرسة واشترى اغلى حذاء ومعه بعض اللوازم وعند رجوعه وجد التلميذ بانتضاره أمره بلبس الحذاء …وإنحنى أمام ذهول التلميذ وربط خيوط الحذاء …
وأمره بالعودة إلى القسم…..والإحتفاظ بالحذاء عنده دون إرجاعه !!!!!! عن صديقي عادل الصخري اتحدث …. خير مربي وخير أب روحي ، محبا لعمله .. وفيا لرسالته …يحب تلامذته وكأنهم أبناؤه.. مع أنهم كانو يخشو عقابه .. وقسوته الحنونة…زرع فيهم حب العلم و الأخلاق وجعل منهم جيلا ذهبي لا ينكر فضله…..
كم نفتقد أمثاله في هذا زمن 😞ضاعت فيه القيم وتغير مفهوم الرسالة التربوية…. على الدرب نواصل وانا على العهد باقون مابقي الزعتر والزيتون…🌹🤲