اقلام حرة

“إذا لم يكن الشعب على وعي وثقافة قبل الثورة، فلا يلوموا أحداً عندما تسرق ثورتهم”(أ.د. حنا عيسى)

(إن الثورة ليست انفعالاً عاطفياً، ليست تصفيقاً يمزق الأكف، ولا هتافاً يجرح الحناجر. لأن، الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب، والثورة التي يغدق عليها المال تتحول إلى لصوص ومجرمين. لماذا؟ لأن، البعض يرى فيهذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين. وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة. نعم، لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن.. أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات.. أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب.. أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد.. أعطونا الحليب المجفف وأخذوا الطفولة.. أعطونا السماد الكيماوي وأخذوا الربيع.. أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية.. أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان.. أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان.. أعطونا الثوار وأخذوا الثورة. لذلك، عندما تتعارض الثورة مع شبابها فإن الثورة على خطأ. فالثورة التي لا تديرها جماهير واعية تدعو الى تغيير طريقة حياتها واقامة مجتمع انساني لن تكون أكثر من اعمال عبثية تقود دفتها القنوات الفضائية ويقرر مصيرها رجال السياسة وراء الابواب المغلقة. إذن، ما عاد يكفي أن نثور.. يجب أولاً أن نخلق الإنسان الذي يحمي الثورة.. كما قالت جوليا بطرس يا ثوار الارض ثوروا على الطغيان، ثوروا على الحرمان، خلّي الغضب يدمّر، ريح الثورة تَهدّم، تَهدّم الاصنام، يا ثوار الأرض).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق