رجال المخابرات للدول الكبرى متخصصون في أذكاء نيران الفتن الطائفية والدينية ، وتمكنوا باقتدار من خلق الربيع العربي ، وضمان استمراره ، وورود هذا الربيع هي جماجم الأطفال والنساء والأبرياء وكذلك دمار الاوطان وسلب ثروات العرب ، شعار هؤلاء عبر التاريخ ، الفتن والدسائس والمؤامرات ، وخلط الأوراق وافتعال الأزمات , محترفون في شبك الشعوب مع بعضها البعض ، ويتظاهرون بأنهم حضاريين ودعاة سلام ومدافعين عن الديمقراطية وحقوق الانسان , وهذا هو الأسلوب والوجه الجديد للاستعمار , فبدل ان يرسل جيشه لاحتلال الشعوب ، أصبح ينصب قادة فاسدين كما هو الحال في الدول العربية , فهو يحميهم وبنفس الوقت يجبرهم بخوض المعارك نيابة عنه ويخدمون مصالحه ، وينفذون الخطط من خلالهم ضد شعوبهم , وبتخطيط محكم يصنعون الإرهاب ، يغذونه بالمال والسلاح ، فيقتل الاخ اخاه ، ويقتل الابن العاق والديه ، والجار يسرق جاره ، وفئة اخرى منهم يواجهون أشقائهم بالمكائد , ويرسلون المال والمأجورين ، ليقتل من أبناء جلدتهم أكثر بكثير مما قتل في المعارك مع اعداء الامه ، ويتفاخرون بتقديم الولاء وفرائض الطاعة لأعداء ألامه . ويودعون المليارات من ثروات بلادهم بأيدي هؤلاء القوم ولا استرجاع لها وشعوبهم جائعة وموجودة في فقر شديد وظروف اقتصادية واجتماعية مزرية , ويجهلون شعوبهم من اجل السيطرة عليها .
الذي هندس وخطط للربيع العربي هي المخابرات الغربيه مستغلين المبنى القبلي والطائفي وكثرة القوميات والأعراق المكونة للمجتمعات العربية التي يسهل اثارة الفتن فيها وبينها , وكذلك استغلوا جور وظلم الانظمة العربية الفاسدة لشعوبهم , وها هم العرب اليوم يمزقون نسيج مجتمعاتهم ويلوثون شرفهم و أعراضهم بأيديهم ، و يدمرون بلدانهم تكريما لمن أراد لشعبنا الموت والإبادة .
مسرح الجريمة دائما ألأرض العربية ، القاتل والمقتول عرب , يريدون دمار كل الأوطان العربية من اجل الاستيلاء على ثرواتها ، وبلادهم تتطور بأموال النفط المكدسة في البنوك الغربيه , وتعيش شعوبهم بسلام ورفاهية وبحبوحة من العيش , أما بلاد العرب فخلقوا فيها الفوضى والانفلات الأمني , وأصبحت لا أمن فيها ولا آمان .
ماذا سيحصل للأمة العربية إن بقيت على هذه الحالة ؟ الجواب : الانقراض ورب الكعبة , أما آن الأوان للرشد والوعي يا عرب ؟ هل العقل والجسم العربي مريض لدرجة لا أمل في شفائه ؟ لقد تكشفت الامور وأصبحت واضحة كالشمس , وهل بقي شيء غامض حتى ألان لم يفهمه العرب من أهداف الربيع العربي .? ولماذا لا تتوقف الحروب والصراعات الاهلية عند هذا الحد , ومراجعة الحسابات وإجراء المصالحة ولملمة الجراح وبناء المجتمع من جديد وجعل الوقت كفيل لشفاء جروح النفس العميقة للإنسان العربي ؟ , وكما يقول المثل العربي : يا ما كسر الجمل بطيخ .
وأخيرا , احدى إفرازات الربيع العربي اقامة تنظيم داعش على يد امريكا باعتراف هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة , والهدف من اقامة داعش هو خدمة مصالحها , واستعمال هذا التنظيم لخلق الفوضى والمس بالاسلام وتدمير الاوطان العربية , وها هو داعش يتلقى الأوامر مؤخرا من أسياده وما لف لفهم وحولهم , بتدمير مخيم اليرموك ؟ فهل الذي حصل ويحصل في مخيم اليرموك للاجئين هو إبادة ام ترحيل أم تشريد مقصود ؟ ام ضغوطات على القيادة الفلسطينية في الداخل والخارج على قبول انصاف الحلول ؟ وسنترك للزمن الاجابة على هذه التساؤلات .!!!
الدكتور صالح نجيدات