قد يكون الكثيرون سمعوا عن الدوار، لكنهم قد يكونون غير مؤكدين عما تنطوي عليه هذه الحالة الصحية بغض النظر عن الأعراض الأولية له. ومع ذلك، يمكن أن يكون الدوار أكثر بكثير من مجرد علامة أو علامتين مُنبهة،فهو حالة مُنهكة بصورة لا تُصدق لحوالي 40٪ من السكان حول العالم ممن سيعانون مرة واحدة على الأقل في حياتهم من هذه المشكلة.
وأحد الأسباب الرئيسية للدوار هو تحريك رأسك بطريقة فجائية بشكل خاص أو الإصابة بعدوى في الأذن، مما يجعل من المهم للغاية أن يتمكن الناس من التعرف على الأعراض.
مع وضع هذا في الإعتبار، قررت كاتي أوجدن ، أخصائية السمع ومدير التدريب فيReSound North-West Europe ، شرح ماهية الدوار بدقة، وكيف يتم تشخيص الحالة من قبل خبراء الصحة ، وكيف تتأثر الأذنين به بشكل مباشر.
ما هو الدوار
هو حالة من عدم التوازن يشعر فيها المصاب وكأن كل شيء يدور من حوله، وفي بعض الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يستمر الدوار لأسابيع أو لأشهر.
ويمكن أن تترافق نوبات الدوار مع الغثيان أو القيء، لكن بعضها قد لا يكون ملحوظاً تماماً. كما قد تختلف شدة الدوار من شخص لآخر، اعتمادًا على السبب وراءه والتدابير التي يلجأإليها المرء لتخفيف أعراضه.
بينما يمكن أن يحدث الدوار بسبب عدم عمل أجزاء معينة من الدماغ بشكل صحيح، إلا أنه يرتبط بشكل شائع بالأجزاء الداخلية من الأذن. إذ يمكن أن يُسبب التهاب تيه الأذن، وهو نوع معين من عدوى الأذن ، الدوار إذا تُرك دون علاج لفترة كافية، ما يؤثر على توازنك وكذلك سمعك، حيث أن جزء قناة أذنك المعروف بإسم “المتاهة” يصبح متهيجًا ومؤلماً للغاية. مع أخذ ذلك في الاعتبار، من المهم ملاحظة أن الدوار في حد ذاته هو أعراض مرض آخر، وليس مرضًا في حد ذاته.
سبب آخر للدوار هو دوار الوضعية الانتيابية الحميد (BPPV) ، والذي يتعلق بتحريك الرأس في اتجاهات معينة مما يُسبب الدوار الشديد. ومعروف أيضًا أن الصداع النصفي يُسبب الدوار، حيث يبدأ الصداع بالإمتدادنحو الأذنين ويُسبب الشعور بالدوران في الغرفة. وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب المختلفة للدوار، فإن اختصاصي السمع سيكون قادرًا فقط على فحص الحالات التي تُسببها الأذنين.
كيف يتم تشخيص الدوار
سيكون الطبيب العام قادرًا عادة على فحص الأذنين وتشخيص حالة المريض بالدوار –مع حاجته لمعلومات إضافية حول شدة الأعراض، متى بدأت أول مرة، وما إذا كان هناك أي شيء على وجه الخصوص، يتسبب في حدوثها، ومدة نوبات الدوار الأخير.
وسيتضمن الفحص البدني قيام طبيبك بفحص قنوات الأذن لتحديد قدرتها على التوازن، والذي يتم إجراؤه عن طريق مطالبتك بالسير في خط مستقيم أو الوقوف بسرعة من وضعية الجلوس.
إذا كان الطبيب العام غير قادر على تحديد سبب أعراض الدوخة والدوار، فمن المرجح أن تتم إحالة المريض إلى أخصائي السمعيات. ويختص أخصائيو السمعيات في القضايا المتعلقة بالأذنين وصعوبة التوازن، ولديهم القدرة على تشخيص وعلاج مجموعة من الأمراض.
تُسمى الفحوصات التي يقوم بها اختصاصيو السمع باختبارات قياس السمع، مما يسمح لهم بتحديد نوع الدوار الذي يتم التعامل معه، وتقديم خطط العلاج والنصائح حول كيفية تقليل الأعراض.
كيف يؤثر الدوار على التوازن والسمع
لا يؤثر الدوار على فقدان السمع، ولكن بالعكس يمكن أن يصاحب فقدان السمع بشكل شائع، الدوار وفقدان التوازن. ومن أجل تحقيق التوازن بشكل فعال، يجب أن تكون الأعضاء الحجرية والقنوات نصف الدائرية داخل متاهة الأذن التي تحدثنا عنها سابقًا، في حالة عمل جيدة.
تحتوي آذاننا على الجهاز الدهليزي الذي يربط الأذن الداخلية بالدماغ ويسمح لنا بالسيطرة الكاملة على حركاتنا. وغالبًا ما يرتبط فقدان السمع والدوار بضعف القوقعة، حيث يجلس العصب الذي يسمح لنا بالسمع، قريبًا جدًا من الأعضاء التي تساعدنا على التوازن.
ونظرًا لأن للدوار تأثير مباشر على التوازن، فإنه يمكن أن يجعل من المستحيل تقريبًا على الأشخاص الذين يعانون بشدة أن يقوموا بمهامهم اليومية. على سبيل المثال، يمكن أن يجعل الدوار من الصعب للغاية القيادة والتركيز في العمل، لأن نوبات الدوخة الطويلة يمكن أن تجعل التركيز صعبًا.
هل يمكن علاج الدوار
هذا يعتمد كليًا على سبب الدوار، لأنه عادة ما يكون من أعراض مرضما. على سبيل المثال، إذا كان الدوار بسبب التهاب في الأذن، فيمكن إزالته بسهولة نسبيًا بواسطة الطبيب والمضادات الحيوية.
ومع ذلك ، بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الأذن الداخلية المعروف بمرض منير، قد يكون علاج الدوار أكثر تعقيدًا. إذ يمكن أن يُسبب هذا المرض فقدان السمع والدوار وطنين الأذن، كمايؤثر بشكل مباشر على الجهاز الدهليزي.
بدورها، تصبح قوقعة الأذن مؤلمة ومتورمة بسبب تراكم السوائل في قناة الأذن، ما يؤدي إلى فقدان السمع والدوخة. وللأسف ليس هناك علاج لهذا المرض، لكن في كثير من الحالات فإنه يختفي من تلقاء ذاته.
دوار الوضعية الإنتيابي الحميد أيضاً لا يمكن علاجه، لكن يسهل التعايش معه في ظل الخضوع للعلاج الطبيعي لتحسين التنسيق والتوازن.
هل تساعد السماعات في علاج الدوار
في بعض الحالات، يمكن أن تساعد المُعينات السمعية في تحسين وتقليل الآثار الجانبية للدوار، لأن القدرة على الإستماع بشكل واضح يمكن أن تساعد الشخص على توجيه نفسه وجعله أكثر وعياً للعقبات والمخاطر التي تحدق به.
خلاصة القول، أن الدوار قد ينجم عن حالات صحية أو مرض ما، لذا ينبغي عليك التأكد من عدم إصابتك بأية أمراض تسبب الدوار وذلك من خلال المتابعة الدورية مع الطبيب المختص لفحص الأذنين بشكل خاص كون معظم مشاكل الدوار تنجم عن صحة الأذن.
المصدر : جمانة الصباغ. مجلة هي
