منوعات
الاعلامية عايدة القمش تنعى صديقتها نعمات حمود ( نعومة)
نعومي في “ذمة الله”
((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون))
ليس هناك أقسى على النفس من رؤية عزيز لديك مُسجَّى بلا حِراك، تراه ولا يراك، تنظر إليه للمرة الأخيرة ولا تكاد تُصدِّق ما ترى، هممت مِراراً أن أسأل كل من يمر بجانبي في المستشفى.. أحقاً ماتت “نعومي “؟.. أحقاً رحلت ولن تعود؟ أسألُ نفسي.. أين أنتي؟ … الحقيقة الوحيدة أنَّك غادرت الدنيا إلى الأبد!…ورجعت النفس المطمئنة إلى بارئها…
رنين هاتفك منتصف نهار اليوم.. جاءني يا “نعومي” ورحبت بيكي كيف أصبحتي؟ ..لكن جاء صوت زميلتك في العمل..و فاجأني ” عايدة… ضروري تجي الآن في المستشفى، نعمات حالتها غير مستقرة”. صرخت عاليا”: مالها ..حادث ولا شنو ؟.. ردت ” تعالي …ننتظرك.
وصلت سريعا للمستشفى، لأتفاجأ بخبر وفاة الحبيبة الغالية (نعمات حمود)… لقد داومت في مكتبها صباحا.. ولكنها حست بالإعياء… وتم نقلها للمستشفى.. كان السكري مرتفعا .. وفي غضون وقت قصير أنتقلت إلى رحاب ربها بعد إصابتها بجلطة قلبية… وجدتها وقد غطاها الأبيض.. تمزق قلبى وزاد الوجع ….وصارت دموعى مداد القلم… أسائل نفسى أحقا رحلت (نعومي) حبيبتنا وصديقتنا الصدوقة.
قبل أن تلقى وجه ربها بيوم واحد .. تحدثنا هاتفيا معها … ورحلت ” نعومي” من غير أن أعرف ان ضحكتها وحديثها الهاتفي في الليلة السابقة معي.. إنها تستأذن للمغادرة.. وستكون المكالمة الأخيرة التي تحدثني بها…
الفقد عظيم والأمر جلل، لها الرحمة والمغفرة “إنا لله وإنا إليه راجعون إليه راجعون” البقاء لله وحده، رحمك الله وجعل الجنة مدخلك ومقرك يا أغلى الحبايب، لقد تواعدنا أن نلتقي على الغداء بعد يومين، ولكن جاء الموت على حين غرّة، فصبرٌ جميل والله المستعان، اللهم أرحم غاليتي وأختي الحبيبة نعمات، اللهم أجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وباعد بينها وبين النار، اللهم هوّن عليها الحساب والسؤال.
لقد كنت خير قريبة، وخير صديقة، وخير حبيبة، أسأل الله تعالى لك الرحمة والمغفرة والجنة الآخرة، لقد كنت معي بالأمس واليوم أنت في رحاب ربك، لقد افتقدتك… وافتقدت صوتك وكلامك أول أمس الثلاثاء، رحمة الله تعالى ومغفرته تتنزّل على قبرك، رحمك الله يا أغلى الغاليات، وحشرك مع الصديقين والأبرار والأتقياء.
يا رب أربط على قلبي الحزين المكلوم، فليس هناك فقدٌ مثل فقد حبيبتي الغالية “نعمات ” اللهم أرحمها وأغفر لها خطاياها وذنوبها.. وأعني يا الله وأعن والدتها وأهلها، وجميع أحبابها ،على تحمّل بُعدها وفراقها، فقد كان رحيلها مفاجئًا مباغتًا لنا، ونحن لا نمتلك سوء الدعاء لله تعالى أن يجعلك في جنات النعيم.