مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكايه_الولد_الفقير الجزء الرابع والخامس والسادس

من قصص حكايا العالم الاخر " واقعية"

طلب الحداد من الولد الفقير حكاية الرجل لي يهرس الياقوت وهي قصة أغرب من قصته
فقال الولد في نفسه كنت بخير وغير مهموم بأمور الدنيا حتى لقيت نفسي اسافر بين البلدان وكل واحد يشترط على ألقى له حكاية أظن انني سوف أعود عند أمي واقول لها تخطب لي إبنة من جيرانتا وانتهت قصة بنت القاضي وأرتاح من التعب

لكن الولد لعن الشيطان وقال بدأت ووصلت إلى هنا لازم أكمل مغامرتي لكي أعرف أين سوف تقودني ولو رجعت ماذا سيقول عني الناس غاب طويلا ولم يأتي بشيئ

بدأ الولد رحلته في الخلاء و القفار من البر إلى البر ومن مدينة إلى مدينة ويسأل الناس فقطع البراري والصحاري حتى وصل إلى بلاد الغرائب وهي الهند فبدأ يتجول في الشوارع ويتعجبو في الناس كيف يبدو مظهرهم حتى دخل إلى سوق كبير المعروف ببيع الذهب

وجد الناس تتزايد على الألماس والياقوت الزمرد حتى جائت عينه في زاوية واقف فيها أحد الرجال و في يده ياقوتة وسمع من اثنين من الأشخاص قال للآخر هذه تابعة هما هكذا انضاف إليهم تجار من خلال ملامحهم أنهم غرباء من بلاد أخرى

فأعجبتهم الياقوتة وبدؤو يتزايدو عليها واحد يقول ثمن والآخر يقول ثمن حتى وصلت إلى ثمن محدود فانسحبو وبقي واحد منهم فأعطى الرجل للبائع صرة نقوذ وقال له خد وأعطيني الياقوتة

ندى البائع خادمه وقال له اتيني بماعون ومهرس ذهب أحظره له ثم رمى الياقوتة في الماعون وبدأ يهرس فيها حتى أصبحت غبرة ورمها على الأرض وقال اما في الترب أو في بطن الكلاب

صاح التاجر لماذا فعلت ذالك
رد عليه البائع الرزق رزقي وأنا حر فيه
أما الولد الفقير فهو يلاحظ باستغراب ماذا جرى وقال في نفسه هذا هو لي أبحث عنه بدأ يراقبه وهو يهرس في الياقوت

وفي نصف النهار لما البائع جمع سلعته واتجه إلى بيته تبعه الولد حتى تفاجأ أنه الرجل وصل إلى قصر وليس بيت عادي وأول مرة يرى في حياته ذالك البناية وباب القصر كان مرصع بالذهب وشبابيك من الفضة تركه حتى دخل

بعد لحظات طرق الولد الباب فتحت له جارية فائقة من الجمل سبحان الله لي خلق قال لها أنا ضيف الله
أدخلته إلى بيت الضيوف لحسن التطواني جاء عنده صاحب البيت وفرح به أكرمه ونصب له الخيرات في ضيافته ثلاث ايام وثلاث ليالي

عندما انتهى قال لصاحب الدار يا سيدي الأن شركنا الطعام والشراب و انا غريب قد أتيت من بلاد بعيدة وبلادي هي فلانية قطعت الصحاري والبحور والبراري لكي أعرف حكايتك وأنا قصدتك فلا تردني فارغ كما جئت فقصتي محزنة

رد عليه الرجل قال له أنت ضيفي ولن أردك فارغ كما قلت فقصتي هي أني ولد شهبندر التجار توفي والدي وتركني صغير ولا أعرف أي شيء في الدنيا من الكتاب إلى الدار ومن الدار للكتاب
ترك لي أبي خيرات كثيرة وأنا ليس لدي أي تجربة وأبي رباني على فعل الخير دارو بي الكثير من أصحاب السوء

كان هناك ولد من أحد الأعيان والده حي وهو عائش في خيره وأحد أخر ترك له الأملاك والأراضي وكل شهر يأتي حقه من الأرض والثالث عندهم دكاكين و مقهى وله أيضا خيرات

كانو هذو الثلاثة يسهرون كل الليالي والمال لي يخدهم بنهار يصرفوهم بالليل

في أحد الأيام دارو بي وأنا صغير ولا أعرف في الدنيا ولا شيء رجعت انام حتى الفجر استيقظ في نصف النهار هما ينادوني بي سي فلان ويقبلون يدي وأنا شعرت بنفسي في وسطهم السلطان رجعت مغرور بينهم وهما نهار وليل معي بجانبي وأنا اصرف عليهم نقوذي

عندما اشتري لباس اشتري لهم أيضا عندما اذهب الى الحمام يذهبون معي عندما اذهب الى الحلاق يذهبون أيضا عندما استيقظ في الصباح ألقاهم أخدين الصف ينتظروني حتى من فطورهم وعشائهم من عندي

في أحد الأيام كانو قد عرفوني على فتاة تزوجتها تحب الهدايا والعطور والحرير فبدأت ثروة ابي تفلس كل مرة أبيع حانوت او ابيع احد املاكي واصرف علي وعلى زوجتي وعليهم أيضا حتى بعت كل شيء

وفي عوض ينصحوني قالو لي صفقة واحدة في التجارة ترد لك كل أملاكك وأنا صدقتهم
وكانت هناك فتاة صغيرة بنت عمي حذرتني وقالت لي يوم لي تنتهي نقودك وترجع فقير لن تجد أحد بجانبك وخصوصا هاذ الثلاث أصدقائك

هي كانت لديها عقل وجمال لكنني لم أعطي كلامها أي اهتمام
ثم بعت كل اثاث لي في المنزل حتى انتهى كل شيء ولم يعد لدي أي شيء أبيعه

يكمل بائع الياقوت حكايته والولد الفقير يستمع اليه متعجبا مما سمعه قال:في أحد الأيام كنا نجلس في المقهى قلت لأحدهم أن يدفع ثمن القهوة تغيرت وجوههم وبدؤو بالضحك والاستهزاء مني

في الغد لم أرى أحد منهم رجعت إلى بيتي فقالت لي زوجتي
سمعت لم يبقى لك لا دراهم ولا شيء إما أن تلقى الحل لأن مصروفي غالي أو أرجع إلى أهلي

لم أرد عليها كان مازال عندي بعض ملابس متوفرة عندي في الغد ذهبت إلى السوق بعتهم لكي أتى ما أكله عندما عدت إلى البيت وجدت زوجتي جمعت أمتعتها وذهبت عند عائلتها

من ذالك اليوم لم أراها لا هي ولا عائلتها لكانو من قبل كل مرة في بيتي
انتهى كل شيء مرت ثلاث ايام لم اذق الطعام ففكرت اني اذهب الى أصدقائي لي كنت اطعمهم واشتري لهم اللباس وكل شيء ذهبت إلى صديق الأول وقال لي الله يسهل عليك
والثاني قال لي ليس عنده شيء والثالث قال لي الله ينوب

قلت له انت الان مرتدي لباس والخاتم والحلقة لي اشتريته لك وفي الاخير تقل لي الله يسهل وكأني أسعى عليك
فقال لي لا تغضبني هذا الصباح اذهب من حيت أتيت ولا تعود عندي مرة أخرى

عدت من حيت أتيت فلا أحد أعطاني او فكر في او جاء عندي فقررت أن أهجر هذه البلاد لكنت فيها يقولون لي سي فلان رجعو يقول لي الله يسهل عليك وكأني متسول

عرضت بيتي للبيع وكل مرة يأتي أحد يراه ويعطيني ثمن قليل كان هناك صديق أبي رحمه الله كنت اخجل منه جاء عندي وقال أرى كل يوم تأتي الناس غريبة عندك الخير ان شاء الله

قلت له اريد ان ابيع الدار
قال لي ماذا تبيع الدار لي ولدت وتربيت فيها دار والدك وجدك هل جننت انت موتك خير من حياتك

عند سماع ذالك الكلام تمنيت وقتها تنشق الأرض وتبلعني ظلمت الدنيا في عيني وضاق على صدري قلت في نفسي لماذا حياتي موتي خير

خرجت من المدينة وبدأت امشي وأمشي في القفار ولا أعرف أين ستقودني رجلي رأيت من بعيد بئر قديم وأردت أن أرمي نفسي فيه وصل اليه وجدته مملوء بطين وقلت حتى الموت يهرب مني محكوم على بالشقاء

بدأت امشي حتى رأيت مغارة دخلت إليها وإذا بي أرى شيء يلمع وسط الحجر لحسن التطواني اشعلت وقيدة وفتحت عيني وإذا بها ياقوتة حمراء لم أصدق ما رأيت فقد كان مملوء بالياقوت وقلت في نفسي هل أنا احلم ولا مستيقظ رجعت اقفز متل الأبله

تساءلت كيف سأخرج فلا أحد يمر من هنا لكني توكلت على الله ومشيت وفجأة شاهدت نورا يدخل من أحد الشقوق فطلعت على حجر وبدأت أوسعه، ثم دفعت جسمي ووجدت نفسي في الخارج

وصرت آخذ من الياقوت وأبيعه حتى استرجعت كل أملاك أبي التي بعتها وملأت الدكاكين بالبضاعة وجعلت عليها ناسا من أهل الثقة وصرت أتفقد كل يوم أرزاقي وبفضل الله إمتلئت خزائني بالذهب والفضة

ورغم ثرائي كنت لا أكلم أحدا باستثناء إبنة عمي ولا أخرج للسهر وحتى المقهى لا أجلس فيه
أما أصدقائي فصرفوا أموالهم وحصل لهم مثلي ولما سمعوا بثرائي المفاجئ جاءوني وبدأوا يعتذرون عن تصرفهم معي

فأخرجت لهم صاع ياقوت ففرحوا لكني أمرت خادمي بإحضار مهراس ودققته جيدا حتى أصبح غبارا ورميته عليهم صائحا : في التراب ولا في كروش أولاد الكلاب !!!

وفي الغد أتت زوجتي محملة بالهدايا لكنني طردتها وقلت لها : أنت طالق ودققت الياقوت ورميته على وجهها ثم تزوجت إبنة عمي التي تراها جالسة هناك هذه حكايتي !!!

وقام التاجر فأعطى الفتى الفقير صاعين من الياقوت وقال له : إرجع وتزوج من البنت التي تحبها وسيساعدك هذا المال في أن تبدأ تجارة تنفق منها على إمرأتك

شكره الفتى ،وودعه وفي الطريق إشترى جملا ومؤونة، وسار في الصّحاري والمفازات حتى وصل إلى العرق وقصد الحداد فوجده كعادته يضرب ضربة ويجيئ لقاع الدكان

فسلّم عليه وقال له :لقد رجعت ومعي قصّة صاحب الياقوت فرح وأجابه هيا بنا نجلس وأنت أحكيها لي
بدأ يحكى كان الحداد يستمع ويهز رأسه عجبا فلما أتمها رد ّعليه يا لها من قصة ثم تنهد وقال: لكن قصتي لا تقل عنها غرابة أيضا

 

بدأ الحداد يحكى قصته للولد الفقير وقال كما ترى أنا حداد وأبي كان كذلك وقبله جدي وارتقيت حتى صرت أمين الحدادين في هذه البلاد ولي مقصورة في آخر الدكان أرتاح فيها وكان فيها شباك صغير يدخل منه الضوء

في أحد الأيّام كنت جالسا أمسح عرقي وحانت مني إلتفاتة إلى الشباك فرأيت حمامة بيضاء سبحان الله لم أر أجمل منها ولا أصفى منها لونا فاقتربت منها وأمسكتها من قدميها

لكنها طارت بي في الهواء ولم أفهم كيف مررت من الشباك الصغير وكيف قدرت الحمامة على حملي فأغمضت عيني وأنا لا أصدق ما يحدث لي ولما فتحتهما وجدت نفسي أمام قصر عظيم فوقفت مبهوتا متعجبا وأنا أنظر للزخارف البديعة على الحيطان و إلى النوافذ التي يغطيها الذهب والعاج

بينما أنا كذلك إذ إنفتح باب كبير وخرجت منه فرقة من الحرس ومعهم جوقة تعزف الموسيقى ووقفت أمامي عربة تجرها الخيول ثم فتح لي خادم أسود الباب ودعاني للدّخول

فدخلت وسارت العربة في القصر حتى وصلت أمام حمام من الرخام فخرج العبيد وقادوني إلى حوض ماء ساخن وخلعوا ثيابي المتسخة ونظفوني من السواد الذي على جسمي

ثم جاء حلاق فحلق شعري وعطرني ثم ألبسني القوم الحرير والذهب حتى أصبحت كأبناء السلاطين في النهاية أتى الحرس وقادني إلى قاعة كبيرة والناس صفان يهتفون بإسمي

ثم أشاروا إلى عرش من الذهب وطلبوا مني الجلوس وأنا لا أصدق ما يحصل وأفرك عيني لأتأكد أني لا أحلم وقلت في نفسي: أجلس وأمري لله

فأحاط بي الحاشية والوزراء وهم ينادونني بسيدي السلطان وجاء الشعراء فألقوا القصائد ومدحوني ثم قدم الخدم وفتحوا باب الحريم وأحضروا جارية لم ير الرّاؤون أجمل منها أجلسوها بجانبي وأنا أسترق النظر إليها

بعد قليل حضر شيخ على رأسه عمامة كبيرة وكتب كتابي عليها وصفق الناس وهتفوا: يحيا السلطان … يحيا السلطان لما دخلت غرفتي وإختليت بتلك الجارية سألتها قولي لي ماذا يحصل هنا فأنا لا أفهم شيئا

أجابته من عادتنا إذا مات السلطان خرجنا إلى أمام القصر وأول واحد نجده نعينه السلطان ويتزوج أرملته ولقد شاء حظك أن تكون اليوم أول من يقف هناك

أجابها : آه ..لقد فهمت الآن حقا إنه شيئ لا يخطر على البابل من كان يعتقد أن ذلك الحداد الذي يعلوه السواد سيصبح سلطانا يأمر وينهي؟

وبعد أشهرحملت الملكة وأنجبت الولد الأول والثاني ثم أنجبت بنتا كفلقة قمر وأعطتني الدنيا ما لم أكن أحلم به .
لحسن التطواني مرت الأيام وأنا غارق في الخير وعوض أن أحمد الله على النعمة أصبحت أتجبر وتملكني الغرور

وأحد الأياّم خرجت للصيد مررت على بستان الوزير ورأيت إبنته وكانت ما شاء الله بارعة الجمال فنزلت من على فرسي وخطبتها منه ففرح أشد الفرح

وقال لي :تلك جاريتك وهنيئا مولاي ووبدأنا الإستعداد للعرس فجاءتني يوما زوجتي وسألتني: هل صحيح أنك ستتزوج؟
أجبتها :وما المانع فالشرع أحل لي أربعة وبدأت تجادلني فرفعت يدي ولطمتها فأخفت وجهها بين يديها وبدأت تبكي ودموعها تسيل غزيرة على صدرها وقالت : سأتيك يوم تندم فيه

فأجبتها بغلظة :لا يمكن أن يحدث لي شيء فأنا السّلطان ولا أحد مثلي لما أتممت كلامي إلتفتت ورائي، فرأيت نفس الحمامة البيضاء فغرني الطمع وقلت في نفسي :المرة الأولى نقلتني إلى هنا وأصبحت السلطان إلى أين ستحمليني هذه المرة ربما إلى بلاد الهند والسند حيث جبال الذّهب والألماس

أمسكت بساقي الحمامة وأغمضت عيني ولما فتحتهما وجدت نفسي في دكاني وعلي المئزر الوسخ والسواد عالق بوجهي فكدت أجن وصرت أضرب ضربة وأجري لقاع الدكان لعل الحمامة تعود وتحملني إلى تلك الأرض التي كنت فيها وأنا لا أريد شيئا لا ملك ولا ذهب فقط أشتهي رؤية إمرأتي وأولادي

قال له الفتى :والله حكايتك عجيبة لكن هذا عاقبة الطمع وجزاء الإنسان الذي شبع بعد جوع وأنا أنصحك أن تنسى الحمامة فهي لن ترجع إليك فلكل إنسان في هذه الدنيا حظه وقد جاءك فأضعته

والآن قم واشتغل على نفسك لعل الله يعوضك خيرا مما فقدته وخذ هذه الياقوتة بعها وأصلح بها شأنك
فبكى الحداد وقال سأعمل بتدبيرك فحالي لا يسر أحدا سأتوب وأصلي لعل الله يغفر خطئي

ثم ودعه الفتى وراح في سبيله يقطع البرور والبحور حتى وصل للمدينة التي فيها بائع الجوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق