مقالات
هل سينجح داعش بنقل معركته مع حزب الله الى لبنان
يتخوف اللبنانيون من أن تكون تفجيرات القاع الانتحارية بداية لسيناريوهات تهدف الى زج لبنان في حالة من الفوضى الأمنية
، لا سيما ان الوضع السياسي المتأزم والفراغ في المؤسسات الدستورية في البلاد يشكل ارضية خصبة لتنفيذ سيناريوهات الإرهابيين.
وفق الخبراء في المجال الأمني فان تفجيرات القاع تشير الى ان لبنان بات في دائرة الاستهداف، وان البلاد قد تشهد عمليات ارهابية مشابهة، خصوصا وان هجمات تنظيم داعش الارهابي على الحدود الاردنية السورية واللبنانية السورية وفي مطار اتاتورك في اسطنبول تؤكد سعي هذا التنظيم الى توسيع رقعة أعماله الارهابية في المنطقة بعد ان ضاق الخناق على عناصره في العراق وسوريا ، لذلك فان فتح جبهات مواجهة جديدة في دول المنطقة لا بد ينعكس سلبا على فعالية الحرب الدولية عليه .
ويرى الخبراء ان لبنان يبقى الحلقة الأضعف من بين دول الجوار السوري، نظرا للانقسام السياسي الحاد بين مكوناته السياسية والطائفية وبخاصة ما يتعلق بالازمة في سوريا .
ولعل هذا ما دفع وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الى التأكيد ان هدف “الموجة الإرهابية في القاع لم يتضح نهائياً بعد لكن مختلف تقديرات الأجهزة تؤكد أنها ليست موجة عابرة”. ما يعني ان المعلومات الاستخباراتية قد رصدت خيوطا تفيد بامكانية تجدد الهجمات الارهابية بعد ان تمكنت القوى الأمنية اللبنانية خلال الأسابيع القليلة الماضية من تفكيك عدة شبكات ارهابية ومصادرة اسلحة وأحزمة ناسفة في بعض المناطق اللبنانية كما وتمكنت من اعتقال عدد من الإرهابيين .
ليس خفيا ان الأجهزة الأمنية اللبنانية تقوم منذ فترة باجراءات استثنائية في مرافق يعتقد انها قد تكون هدفا للارهابيين ومنها المطار الدولي والمنتجعات التي تنشط فيها السياحة المحلية والعربية والأجنبية .
امام خطورة الواقع تقع على عاتق القيادات السياسية والعسكرية في البلاد مهمة صعبة للغاية وفق مراقبين، وهي تتمثل بتوفير الامن في عدد كبير من المناطق اللبنانية التي تنظم فيها المهرجانات الصيفية المحلية والدولية، زِد على ذلك فان المؤشرات تدل على توافق جميع القوى السياسية على اجراء الانتخابات النيابية في أيلول / سبتمبر المقبل بعد ان تم التمديد للمجلس الحالي مرتين بذريعة عدم توافر الظروف الأمنية الملائمة . لذلك فان حصول اي خلل أمني خلال الشهرين المقبلين من شأنه ان ينسف هذا الاستحقاق وبالتالي فان البلاد ستدخل في دوامة فراغ دستوري في جميع المؤسسات في ظل شغور كرسي الرئاسة الاولى والشلل الحكومي . ولا يخفي المراقبون تخوفهم من محاولات تنظيم داعش نقل معركته مع حزب الله الى لبنان للحد من الدور العسكري الفعّال الذي يقوم به عناصر الحزب في سوريا .
فهل سيتمكن الارهاب من توسيع دائرة نشاطاته لتشمل لبنان، مستغلا عدم الاستقرار السياسي والفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد للعام الثالث على التوالي ؟ .
عمر الصلح – بيروت