إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال
هل النبيذ يساعدك على العيش لفترة أطول؟
تتميز الثقافات التي يميل الناس فيها إلى شرب النبيذ يوميا بمعدلات منخفضة لأمراض القلب بحسب بعض الدراسات، ولكن هل يساعد شرب النبيذ في الواقع على العيش لفترة أطول؟
يعود الاعتقاد بأن كوب الخمر اليومي يفسر صحة وطول عمر أولئك الذين لديهم ثقافات الطعام التي تركز على النبيذ ويعود إلى بحث عام 1992، أطلق على هذه الظاهرة “المفارقة الفرنسية”.
ولكن يعتقد الخبراء أن اليوم تم فهم تاثيرات النبيذ الصحية بشكل دقيق أكثر، قال أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة كوينز في أونتاريو، أدريان بارانشوك:” إن هناك بعض الأدلة على أن شرب النبيذ يحمي من بعض الحالات الصحية، لكن الدليل على أنه يؤدي إلى حياة أطول هو دليل ضعيف”، وأضاف”دراسات الكحول محدودة في تصميمها”.
يعتقد الخبراء أن الكثير من الأبحاث حول النبيذ الأحمر والوفيات لا تركز على النبيذ نفسه، بدلا من ذلك، يتم البحث في الآثار الصحية للبوليفينول، وهو نوع من مضادات الأكسدة في النبيذ، وتحمي هذه المواد الكيميائية الخلايا من التلف الذي تسببه جزيئات غير مستقرة تسمى الجذور الحرة، والتي ترتبط بأمراض القلب وخطر الإصابة بالسرطان، وقد تم اقتراحها كأحد الأسباب المحتملة للتأثيرات الصحية الإيجابية للنبيذ.
عندما قام فريق دولي من الباحثين بتجميع نتائج 22 دراسة وقاموا بتحليلها ككل، وجدوا أن الأشخاص الذين استهلكوا 800 ملليجرام من مركبات الفلافونويد أحد أنواع البوليفينول الموجود في النبيذ ، وكذلك معظم الفواكه والخضروات، يوميا كان لديهم خطر أقل للوفاة بنسبة 24٪ خلال فترة الدراسة مقارنة مع أولئك الذين لم يستهلكوا مركبات الفلافونويد.
ووجدت نتائجهم لعام 2017 المنشورة في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، أن هذا الاختلاف انخفض بنسبة 6٪ لكل 100 مليغرام انخفاض في استهلاك الفلافونويد، على سبيل المثال الأشخاص الذين استهلكوا 700 ملليجرام فقط كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 18٪.
قال المدير المساعد لبرنامج الأبحاث السلوكية للمعهد الوطني للسرطان، بيل كلاين:” يجب أن تشرب جالونات وجالونات من النبيذ للاستفادة”.
يدرس كلاين عوامل الخطر السلوكية للسرطان ونشر أوراقا عن الآثار الصحية للكحول، في إحدى الدراسات التي نُشرت في عام 2001 في مجلة التغذية، تناول المشاركون 750 ملليلترا من النبيذ (حوالي أربعة أكواب سعة 6 أونصات) حوالي 24 مللي جراما فقط من مركبات الفلافونويد الغذائية، بناء على هذه النتيجة، للحصول على الحاجة اليومية من مركبات الفلافونويد التي تبلغ 800 مللي جرام يوميا، سيحتاج الفرد إلى شرب 133 كوبا من النبيذ، وتشير بعض الدراسات إلى وجود مصادر أخرى من المحتمل أن تكون أكثر صحة للبوليفينول
قال بارانشوك إن هناك بعض الأدلة على أن شرب كميات معتدلة من النبيذ مفيد لصحة القلب، حوالي كأسين، خمسة أيام في الأسبوع للرجال أو كوب واحد، خمسة أيام في الأسبوع للنساء.
وأردف قائلا:” يبدو أن الإرشادات، التي أوصت بها جمعية القلب الأمريكية، ترفع نسبة الكوليسترول الجيد، وتقلل من خطر تجلط الدم، وتساعد للوقاية من تلف الشرايين الناجم عن الكوليسترول السيئ، وتحسين وظيفة طبقة الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية مقارنة بمن لا يشربون على الإطلاق”.
قد يكون جزء من هذه الفائدة لصحة القلب والأوعية الدموية ناتجا عن تأثيرات البوليفينول، كما كتب في مراجعة عام 2017 حول هذا الموضوع المنشورة في مجلة الدورة الدموية.
لكن بارانشوك قال إن هذه الفوائد تُعزا على الأرجح إلى الإيثانول الموجود في جميع المشروبات الكحولية، حيث وجد تحليل جمع نتائج 42 دراسة أن 30 مللي جرام من الإيثانول يوميا، يزيد من كوليسترول HDL (النوع الجيد) وصميم البروتين الدهني AI، وهو بروتين رئيسي موجود في HDLومع ذلك ، وأكد بارانشوك شرب النبيذ بكميات أكثر من الموصى بها يؤدي إلى عكس هذه الفوائد.
هل كأس من النبيذ في اليوم سيء بالنسبة لك؟
أوضح كللاين أن أمراض القلب ليست العامل الوحيد في الصحة وطول العمر، وقد يبطل الكحول الموجود في النبيذ أي فائدة من مادة البوليفينول. وقال كلاين: “لسوء الحظ لا توجد أدلة كثيرة على أن الكحول يوفر تأثيرا وقائيا، هناك الكثير من الأدلة على أنه عامل خطر”.
وفي حين أن الدليل على أن النبيذ يخفض معدل الوفيات خلال فترة زمنية معينة ضئيل، إلا أن هناك دليلا قويا جدا، يربط أي كمية من الكحول بسرطان الثدي وسرطان الكبد وسرطان البروستات وتليف الكبد، من بين أمراض أخرى.
وقال كلاين إن السبب في ذلك هو أن الكحول يغير طريقة معالجة الجسم للإستروجين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هذا الهرمون، ومن التفسيرات الأخرى المحتملة: الأسيتالديهيد.
قال بارانشوك:” إذا لم تكن معتادا على شرب كوب من النبيذ يوميا، أو إذا كنت تفضل البيرة فقط، فلا داعي لاتخاذ هذه العادة من أجل صحة قلبك، وبدلا من ذلك، جرب اليوجا أو التأمل، لأن “لديهما دليلا أكثر صلابة أكثر مما يحتويه الكحول”.
وأضاف بارانشوك :”بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يشربون باعتدال، لا داعي للتوقف، وأردف :”إننا نوازن بين إيجابيات وسلبيات المخاطر طوال الوقت”.
المصدر: لايف ساينس