مقالات

فلسفة ملك وسر الحياة بقلم: د. سهير بنت سند المهندي

أدرك صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة قائد المسيرة التنموية والنهضة العصرية لمملكة البحرين الذي يتمتع بالقيم الأخلاقية، والمبادىء الإجتماعية عالية المستوى، والفكر الراقي، والمسيرة التنموية والنهضوية المبنية على العمق الفلسفي، ومعاملات ديننا الإسلامي الراسخ في الجذور، أهمية الرياضة وكنوزها كونها فلسفة حياة، ومنطق له قيمة تنموية من ثوابت راسخة ومتينة، فجعل لها جزء كبير من الإهتمام ضمن الإستراتجية الوطنية، والمشروع الإصلاحي، لتحقيق الكثير من الأهداف البنيوية في المجتمع ومنها: البناء الفكري، والإجتماعي، والنفسي، والترابط المجتمعي، وتعزيز القيم، والأخلاق، وترسيخ الثوابت الأساسية لديننا الاسلامي ليكون هو الدور العظيم النابع منها وما ذكر في الكتاب العزيز من قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ …﴾ [الأنفال: 60] وغيره من الآيات القرآنية الأخرى، وما جاء في السنة النبوية من قول الرسول علية الصلاة والسلام” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
الرياضةُ لا يعرف قيمتها الا من بُني على اسسٍ راسخةِ قويةٍ ومتنية، فكانت هي الفلسفة الإستراتيجة لجلالة الملك المعظم لتطوير القطاع الرياضي في مملكة البحرين لتحقيق مجتمع صحي، وشباب مبدع، وانجازات رياضية، ترفع اسم مملكة البحرين، وتدفع نحو أهداف المشروع الاصلاحي لجلالته وأولويات الحكومة الموقرة، ورؤية البحرين 2030، حيث أسرار الحياة الصحية الأمنة النابعة من الرياضة بأشكالها المختلفة الفردية والجماعية، البرية والبحرية والجوية التي أدركتها الحضارات القديمة سابقاً الفرعونية، واليونانية، والصينية، وغيرها منذ آلاف السنين لما لها من دور كبير في توطيد العلاقات بين مكونات المجتمع والترفية عن العامة.
​فكانت التوجيهات العليا من قائد الحركة الشبابية في مملكة البحرين صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والشيخ خالد بن حمد ال خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية للنهوض بالقطاع الرياضي ضمن متطلبات العصر، ومواكبة المستجدات بناءاً على محاور رئيسة منها: الإستدامة، والتنافسية، والتكامل الأجتماعي، والتميز الإداري، لتكوين مواطن صالح اجتماعياً، وعقلياً، وبدنياً.
وعليه بدأت الحركة النهضوية المتصاعدة للرياضة في التنفيذ فإمتلئت الساحة بالأنشطة والفعاليات الرياضية المتعددة حتى أصبحت مساهم في الإقتصاد الوطني باستضافة الفعاليات الكبرى والأنشطة مما شجع على التسويق والإستثمار الرياضي، وأعطى دور كبير للقطاع الخاص في مجال الشباب والرياضة ومساهمته في الميزانية التشغيلية للمنشأة، وتخصيص أراض استثمارية للأندية وتحويلها الى شركات، واستحداث تشريعات قانونية لكثير من التنظيمات والمعاملات في القطاع الرياضي لتحقيق الإنجازات في المحافل الأقليمية والقارية والدولية فكان منها عام الذهب.
تتواصل مسيرة العطاء لتطوير المنظومة الرياضية فكان منها: تحديد تصنيف للمدربين والأكاديميات والصالات الرياضية، ووضع نظام طبي، واعتماد برنامج وطني لفحص جميع الرياضيين، ووجود أكاديمية رياضية لتطوير القيادات الرياضية وتنمية مهاراتهم، ومراكز شبابية نموذجية، ومراكز لإكتشاف وصقل المواهب الرياضية، ونظام للإحتراف وفق الأسس والمعايير الدولية، واستثمار للطاقات الشبابيه، وترسيخ لقيم العمل الجماعي التطوعي، ومنشِأت رياضية تواكب الزيادة السكانية والإحتياجات ومتطلبات التنمية، ومراكز متخصصة لرياضة المرأة والطفل وتجهيزات في المنشأت الرياضية والمراكز الشبابية في كل المحافظات لإشراك ذوي الإحتياجات الخاصة، وتطوير الحدائق والساحات العامة وتجهيزها بالأدوات والألعاب المناسبة لتنمية الحركة، وتخصيص يوم رياضي لجميع الموظفين في الدولة، اضافة الى القمم والمؤتمرات الرياضية التي عقدت وأبرزت الكثير من المواضيع المستجدة في الساحة الرياضية، وغيره من توجيهات للتوثيق الرياضي.
مسيرة نهضوية دون توقف ساهمت في دمج الرياضة بالقطاع السياحي لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تطل علينا كل يوم ومنها: فتح مكتب اقليمي للألعاب المائية في مملكة البحرين، ومبادرة يوم للمدرب الوطني، وجائزة للتميز الرياضي، جهود متواصلة للتميز في المنظومة الرياضية ساهمت في ابراز الوجه الحضاري لها أمام المجتمع الدولي، لما لها من دور فلسفي مهم وجوهري لبناء الفرد فهي: متعة للنفس، وراحة للعقل، وصحة للجسم .

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق