شعر وشعراء

غفا شيطان شعري / للشاعر المبدع كامل النورسي

غـفــا شـيـطانُ شعري قد جفاني … وكـنت بِوَصْـلِـهِ أقـضــي الأمــاني
كتبتُ الشـعــرَ في غــزلٍ وحبٍ … فـــزادت شــهــرتي بـين الـحِســانِ
ولمّــا صـار شـيبُ الرأسِ يـبـدو … عـلى الــفَــوْدينِ عافـتـني الغـواني
فـــلا تــأمــنْ لـحــبٍ أو غـــرامٍ … فـبـعـــضُ الـحــبِّ يُــودي للهــوانِ
ولـي خِـــلٌّ وفــيــتُ لــهُ ولـمــا … تـمـكَّـنَ من فـــؤادي قَـــدْ رمـــاني
فكـلُّ هــوىً لـغــيرِِ اللــهِ هـــذرٌ … وضـــربٌ مِــن خـيـــالاتِ الأنـاني
فـلـم أرَ غـــيرَ حــبِّ اللـــهِ حـباً … بكلِّ الأمــن والبُـشـــرى احْـتـواني
فـأعـصـيــهِ الحــيــاةً بكل شيءٍ … وأنـــكـــــرُ فـــضـلــــهُ في كــلِّ آنِ
فــيــقــبــلُ توبتي ويَــمُــنُّ دوماً … بأســبــاب الــوصــولِ الى الـجـنـانِ
فيفـرحُ أِن رجِعـتُ الى صوابي … ويـســـــتــرُني بـأثـــواب الأمـــــانِ
فيقبلني وقد عـظُـمتْ شـروري … وكـنـتُ أظـــنُّ لا مـنـجـى لـجــانــي
يســــامحني يـعــاتـبـنـي بلطفٍ … ولــمْ أمـلكْ دمـــوعــي أِذ دعـــــاني
فـحـبُّ اللهِ والـهــادي سـيـبـقـى … عــزيـــزاً في الـحـيـــاةِ وغـير فاني
ربــيـــع الأولِ الـنــادي أتــانـا … وطـيــفُ الـهَـدْيِ بالـبـشرى احْتواني
فـمـيـــلادُ الـحـبـيـبِ هُوَاكْتمالٌ … لــدائــرةِ الـحـــيـــاةِ على الــزمـــان
مناصرةُ الحـبـيـبِ هُـوَ المُضِيُّ … على نـهــجِ الـحـبـيــبِ بــلا تــواني
ولـيـسَ الأِحـتـفــالُ بقـرعِ طبلٍ … وأِنــشـــادِ الـمــــدائـحِ والأغــــــاني
وتجلس حـولَ مـائــدةٍ عـَـلَـتـْهـا … لـحــومُ الـضـــأنِ فـــوقً الـزعفـرانِ
بهديِ المصطفى فُـتِـحَتْ ودانت … مـدائــنُ فـــارسٍ ورُبـــا عُــمـــــانِ
مـلأنـــا ألأرضَ عـدلاً واقتداراً … وأخـضـعـنـا الــرواسِيَ والـمـــواني
وقــد سُـــدنا العــوالم مـا ظلمنا … بــديـــنِ الــحــقِّ والـسـيـفِ اليماني
أبـا الــزهـــراء يا نـوراً تسامي … أضـــاءَ الـكــونَ بـل أحـيى كـيــاني
كأني في مـديـحــكَ يا شـفـيـعي … مـلـكــتُ الأرضَ والسَّـــبْعَ المـثـاني
فـعـذراً يا رسـولَ اللــهِ عـُــذراً … أِذا الكلـمـات خـــانت والمـعــــــاني
فـقــد ظـهـرَالـرُّويبضَ وامْتطانا … ويـَحْـكُـمُـنـا بِــشـَــــرْعِ الـبـهــلـوانِ
هَـجـرنـا شِـرعةً فضلى فصرنا … عـبــيــداً للــفـــرنــجـــةِ والــزَّواني
فصــرنا الـيــوم في الـدنيـا كأنا … قـــرودٌ في خــيــــام الـمـهــرجــانِ
فـأِنْ رُمـنـا الـحـيـاة حـيـاة مجدٍ … ويـزهـــو قُــدْسُــــنــا بالـعُـنـفــــوانِ
وتـرجـــعُ رايـةَ الـتـوحـيـدِ تعلو … على كلِّ الـعـــواصـــمِ والـمـبــاني
لـُنـحـيي بـيـعـــةَ الرضوانِ فينا … ونـرجـــعُ للـفـضـيـلـــةِ والأمـــــانِ
أجِـــرْنـــا يـا أِلـــهَ الـعـرشِ أِنا … عــبــــادُكَ لا تَـكِـلْــنـــا للـــهــــوانِ
وهيءّ للــبـــلاد رجــالَ رُشْــدٍ … بِـهِـم نـقــوى على عَـصْـفِ الزمـانِ
هذه القصيدة في مدح سيد الثقلين سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاةِ والسلام وأرجو من الله العلي القدير ان تكون في ميزان حسناتي وفي ميزان حسنات الأهل والأصح

مقالات ذات صلة

إغلاق