مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية الاعرابي مجير أم عامر

يُحكى أنّ جماعة ً من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم ضبعٌ فطاردوها ، وكان الجو شديد الحر ، فدخلت الضبع خباء ( بيت ) أعرابي ، فخرج الأعرابي فرآها مجهدة ً في ذلك الحر الشديد ، ورأى أنها قد التجأت إلى خبائه مستجيرة ً به
فصاح بالقوم : ما شأنكم ؟
قالوا : صيدنـــــــــــا وطريدتنا

قال : إنها قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا إليها ما ثبت قائم سيفـي في يدي ، فانصرف القوم
ونظر الأعرابي فرأى الضبع جائعة ً ، فقام إلى شاتــه ِفحلبها ، وقدم للضبع الماء واللبن فشربت حتى ارتدت لها عافيتها ، فلما أقبل الليــــل نام الأعرابي مرتاح البال بما صنع للضبع من الإحسان
لكن أم عامر نظرت إليـــــه فوجدته نائما ً ، فوثبت عليه ِ ، وبقرت بطنه وشربت من دمه ِ ، وتركته وسارت

وفي الصباح اقبل ابن عم الأعرابي يطلبه فوجده قتيلا ً ، فاقتفى أثر الضبع حتـــى وجدها ، فرماها بسهم فقتلها ثم أنشد :

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ
يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ

أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ
طعاما ٌ وألبان اللقاح ِ الدرائـــــــر ِ

وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ
فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ

فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزاء منْ
بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكرِ…

وام عامر اسم للضبع ويضرب هذا المثل لناكر
المعروف هذه قصة المثل المشهور
(كمجير ام عامر )…

من الادب العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق