مقالات
كتب الأستاذ حبيب بوعجيلة : لا خيار لنا ..بعد قوس سنوات عشرة من تنافس حر تحت سقف دستور الديمقراطية و حمايته …نعود الى صف معارضة الاستبداد بصدورنا العارية كما كنا
#من_المعز بن رجب الاعلامي التونسي
كتب الأستاذ حبيب بوعجيلة : لا خيار لنا ..بعد قوس سنوات عشرة من تنافس حر تحت سقف دستور الديمقراطية و حمايته …نعود الى صف معارضة الاستبداد بصدورنا العارية كما كنا…
لماذا يجتهد الجميع كلما ارادوا تاكيد صحة كلام اي شخص .يركزون على عدم علاقته بالنهضة مثلنا يفعل البعض مع الإخوان …وكان العلاقة بالنهضة او اي فصيل اسلامي صار تهمة وعار لا يعترف بكلام من له مجرد علاقة بهم
هي ملاحظة خامرتني َ أن تعد هذا المقال.
حبيب بوعجيلة واحد من أبرز المعارضين لنظام بن علي وحركة النهضة، قومي عروبي وليس بإسلامي بالإضافة إلى أنه من أكبر داعمي قيس سعيد قبل الانتخابات وبعدها، لم يدّخر جهدا في تبيان خطر الانقلاب وتهديده لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس، وهو من القلة حاولوا المحافظة على مواقف.
زبانية المنظومة النوفمبرية من ساسة واعلاميين و “مثقفين” و “فنانين” لم يكونوا أكثر من “أزلام” يما تحويه الكلمة من معاني “الوسيلة” في منظومة حكم فردي عائلي مافيوزي لم تمارس “السياسة” بقدر ما مارست “البلطجة” من “قتل” و “ترافيك” و “عمالة أجنبية”
هكذا كتب الحبيب بوعجيلة.. و هكذا اجاب حين قابلته مؤخر في شارع الثورة، شارع الزعيم الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس،
و اردف لي قائلا، وأنا أتابع قراءة “مذكرات” رجال بن علي أو “سرديات” اعلامييه وجلاديه وأعوانه وآخرها ما رشح من كتاب الحبيب عمار “سعي جندي بين الواجب والأمل” سألتُ نفسي: لو كُتب لي أن انجز سلسلة مقالات حول “ذاكرة” زبانية بن علي ” هل أستطيع أن أجد مادة للتحليل السياسي كما وجد غالي شكري أم أنني سأجد نفسي مضطرا لممارسة تحليل “بسيكوسياسي” لنفسية أعوان بن علي وهم يكتشفون أنهم لم يكونوا “فاعلين” في تجربة سياسية بقدر ما كانوا زبانية في “جريمة شرف”؟
لم يسمح بن علي لأعوانه بشراكة في “فعل سياسي” بقدر ما استخرج منهم أبشع ما فيهم من “قرينتة” (طاقة) “الانفساخ” و “التنفيذ”
كان على “الأمني” فقط ممارسة أبشع ما في الانسان من حيوانية القهر والاغتصاب والملاحقة وعلى “السياسي” من الوزير الى رئيس الشعبة ان يكون فقط “كاتب تقارير”. أما الإعلامي و “الأكاديمي” فلا ينتظر منه الديكتاتور إلا “البروباغاندا” وهتك الأعراض وتزييف المعنى. لن تكون لهم مذكرات “سياسية” بل سرديات كائنات متصدعة
سأله أحد الأصدقاء :كيف تفهم حجم القبح الذي يبديه أزلام متوترون من بعض اعلاميين و سياسيين تجاه “الثورة ” و رموزها ؟ و ذكر لي بوغلاب والعماري وبن عثمان والملولي وعبير الموسي مثلا كنماذح لأكثر الازلام قباحة .
قلتُ :لاحظ أنهم حتى لا يدافعون على مرحلة بن علي فهم يعلمون أنهم لم يمارسوا معه تجربة سياسية حول مشروع اذ يدركون أن تجربتهم معه هي تجربة “بغاء على رصيف رخيص” . ليس في تاريخهم ما يقيمونه من أخطاء أو انجازات مثل “رجال” في “تجربة سياسية” بل تاريخ “عُهر تنفيذي ” في “شبكة مفسدين” لذلك يهربون من ذاكرتهم الموجوعة مع القديم بترذيل “الجديد” و “كلنا أبالسة”. انهم مثل مومس تريد العثور على بنت صديقتها الشريفة في سوق البغاء لتقول :”لستُ وحدي”. لا يكتب مذكرات سياسية إلا “رجال” سياسة.
بوعجيلة كتب بعد الثورة التونسية المندلعة في ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ و دونت ١٤ جانفي ٢٠١١.
مقاله الصادر في السابع من الشهر الثاني لسنة ٢٠١٧..كتب، كتاب “اعترافات الزمن الخائب” للدكتور غالي شكري قرأتُ فصل “لعلهم يتذكرون” الذي ضمنه هذا الكاتب المصري سلسلة مقالاته التي نشرها في منفاه. قرأ غالي شكري موجة “المذكرات” التي نشرها رفاق “عبد الناصر” عن تجربتهم معه في الحكم ومجلس قيادة الثورة. كانت المقالات مناقشة سياسية للوقائع التي صاغها “المتذكرون” و هم يحفرون في ذاكرتهم أثناء حكم السادات مع ما يعنيه ذلك من ضغط الوضع السياسي و ضغط رغباتهم في التموقع الجديد الى جانب قائد “انفتاح السداح مداح” كما سماه الصحفي أحمد بهاء الدين .
المقالة تعبر عن رأي الكاتب