الدين والشريعة

فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ بقلم عبد العزيز بشارات

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وأسعد الله صباحكم
image

العفو هنا مُقيَّد بالإصْلاح، فالعَفْو أحيانًا يُصَغِّرك عند خَصْمِكَ، ويظنُّك ضعيفًا ! فالعَفو مُقيَّد بالإصلاح، فإن غلب على ظنِّك أنَّ عَفْوَكَ على أخيك يُصْلِحُهُ ويُقرِّبه ويجعله يعظِّم الإسلام، يذوب في كرمك، قال: ينبغي أن تعفو عنه وحينما تعفو عنه الله جلّ جلاله هو الذي سيُكافئُكَ، لِتَوضيح المعنى لو قال ملكٌ لِمُواطِن: أنا سأُكافئُكَ، فما معنى أن يقول ملك لِمُواطِن سأُكافئُكَ ؟ ماذا سيُعْطيه ؟ مائة ليرة ! أقلّ عطاء بيت، أو فيلا، أو سيارة، قال تعالى:

إنَّك حينما تعْفو عن أخيك بِنِيَّة أن تُصْلِحَهُ وتأخذ بيَدهِ، فأنت تحْتسِبُ هذا العمل عند الله، وأقرضْتَ الله قرْضًا حسنًا ولأنَّه أحدُ عباده، والخلق كلُّهم عِيَالُ الله، وأحبُّهم إلى الله أنْفعهم لِعِيالِهِ فالآية تُنظِّم علاقتك مع الآخرين عند البغي والعدوان، صار هناك بغي أو تجاوُز أو عُدوان ؛ يجب أن تُفكِّر أن لا تنْتقِم لِنَفْسِكَ .ليس هذا مِن شأن المؤمن، وأن لا تشْفِيَ غليلك فليس هذا من شأن المؤمن، الغِلّ والحقد والانتقام، المؤمن أرْقى من ذلك إلا أنّ المؤمن يتحرَّك وفْق منهج لو أنَّ هذا السائق الطائش الذي يسْتهين بِأرواح الناس لو عفَوْنا عنه لَزِدْناه طيْشًا وتجاوُزًا، فهذا يجب أن نوقِفَهُ عند حدِّه، ويجب أن تُسْلَب حريَّته وأن يدفَعَ ثمن طيْشِهِ واسْتِهتارِهِ بأرواح الناس
…انت بعفوك اصلحت انساناً وغيرت سلوكه نحو الخير ..إذا غلب على ظنك أنه لا يصلح حاله خذ حقك منه أو قل (اللهم اني مغلوبٌ فانتصر )..
إعداد :عبد اعزيز بشارات .

مقالات ذات صلة

إغلاق