الرئيسيةشعر وشعراء

تفاصيلك الصغيرة خمرة للروح / رشا السيد احمد

نص شعري كتب برؤيوية حديثة
جدا تمازجت بها بعض صنوف الرؤى الشعرية وحداثة البنية والموسيقا الشعرية

تفاصيلك الصغيرة خمرة للروح

يا من جاوره القمر
حباً بضياء روحه منذ يوم مولده
أحبك بكل ما في صدرك من نور وعثرات وغرور
فقط .. لأني أحبك بكل ما فيك
فما زلتَ طفل الروح المدلل وفارسها العتيد
و ما زلتَ كلما كتبتني قصيدة
أَنسَكِبُ في قلبك طفلةً شقية من شغبْ
و كلما عانقتني لا أدري كيف
يَتساكبُ من ثغري التوتُ والتينُ والعنبْ
و يبزغُ من صدري قوسُ قزح
ملتمعاً ويتساقطُ عليَّ الياسمين والرطبْ
يالعينيكَ الغازية حين تشعل داخلي
برهيف الأساطير ومواسم الطربْ
فتغزوك فراشةُ قلبي وفي بساتينك
الساحرة يطيب لها الرقص واللعب

آوااااه ..
و تنداح تفاصيلك الصغيرة داخلي واحدة تلو آخرى تندس في أوردتي تقرؤني عنك القصص العميقة
تتتراكض داخلي كخيول تعدو في أروقة السماء
تتهامر وتغرقني حتى أصبح مزنة تحلق بأجنحتك بكلماتك الوهج

أيا قنديلا يتقد داخلي وبه أشتعل وبكل أجزائه شمعاً أذوب ..
كيف جعلني القدر معلقة بجيدك عصفورة حب
كيفما طارت تظل ترفرف حولك تخط الشعر نجوماً من لحاظك لتعلقها أقراطاً للسماء

يا للشعر الذي ينبثق من دفاتر أرواحنا دون قيد حين يريد
ذاك الصديق الذي يبيح لي رسمكَ قصيدة لاتنتهي

فوحده الشعر في لحظة الانفلات الشعوري من يجعلك تفرد كل حقولك العميقة لقلبي ولادة فجر
يغسلني بسلسبيل أنهارك الزرقاء ثم يسقيني كؤوس الثمالة كأساً تلو كأس
يقرؤني الحب في كتبك السرية ويريني ألرشا في الوتين

آه لو تحولت لفراشة من أول يوم لمستَ قلبي
أحملك بقلبي وأطير سعيدة وما همني عندها إن كان عمر الفراش قصيراً لأني سأبقيك بروحي وأمضي قبل أن أصل لأيام النزف

لست أدري ما الذي كنت تسكبه بقلب شاعرة كلما جالستني حتى رأيت وجه الوجود المحتجب بكل فيوضه
ولا أعرف من أي كتاب سري كنت تقرؤني لترقص القصيدة فرحاً بقميص شفيف من ذهب عند كل سحر في أروقة السماء
كنت تحيك الكلمات من سر دفين في روحك وروحي فتصلني قصائدك ملونة ببريق من ابتسامة الله
تسكب سكينة الله في الوتين رؤى لذيذة تخامرني بلذة النعاس
فيما يشي كتاب صدقك الطافح من قلبك ببحور الشوق فأذوب داخله نهر من عطش
هكذا سأظل أعشقك كولادة تصوغني من جديد تندس في عروقي سيولة ضوء تتباثق استبرقاً من غلالة الجسد

أيعقل كم أعشقك أنا !!!
حتى ارتديت صوتك أغنية تريق دمي كلما بثثت همسك في صدري ثمالة تتأتى من قوارير معتقة من ألف ألف عام
محفورة بمعبد قلبي كلماتك
تهمسني ..
هل أخبرتك حبيبتي هذا الصباح أم أنك أنشغلت ؟
وبماذا سيخبرني فلقة الروح ؟!
هل أخبرتك أنك أبهى النساء ؟!
أنت فتنة ابن عمك التي تستبيح كل ما به
واا حبيبي أيها المشاغب
أيا هدية السماء كيف لكَ أن تُنبت الينابيع في قلبي مع كل لحظة .. ؟!

أنت الوطن الذي أحلق فيه من أيكة لأيكة وأن بعدت عني
وأنت الوطن الذي به أحيا وأن شُغلت عني
فما أقربُكَ لروحي مني .

سيدة المعبد ذات عيد
18 . 2 . 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق