شبّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة، العقوبات التي تستهدف شخصيات وأحداثًا ثقافية روسية في الدول الغربية بعمليات إحراق الكتب التي نفذّها النازيون.
واعتبر بوتين في لقاء مع شخصيات ثقافية بثه التلفزيون، أن الغرب يحاول إلغاء الثقافة الروسية، بما في ذلك أعمال الموسيقيين العظماء مثل بيوتر تشايكوفسكي ودميتري شوستاكوفيتش وسيرغي رحمانينوف.
“تواطؤ تام”
وقال الرئيس الروسي: “اليوم يحاولون إلغاء ثقافة عمرها ألف عام”، في إشارة إلى إلغاء فعاليات كان سيشارك فيها مفكرون روس في بعض الدول الغربية في الأسابيع الماضية. وأضاف: “بهذه الطريقة يحظرون الكُتاب والكتب الروسية”.
وتابع: “أتحدث عن تمييز متزايد ضد كل ما يمت لروسيا بصلة”، مشيرًا إلى أن “هذا المنحى يظهر في عدد من الدول الغربية بتواطؤ تام من جانب النخب الغربية وأحيانًا بتشجيع منها”.
وتحدث بوتين عن “إلغاء للثقافة” تتعرّض له روسيا، لافتًا إلى أن إنتاج مؤلفين موسيقيين روس يتم استبعاده من حفلات موسيقية، وأن كتب مؤلفين روس يتم “حظرها”.
وقال الرئيس الروسي: إن “النازيين، عندما كانوا في ألمانيا قبل نحو تسعين عامًا، كانوا آخر من نفّذ حملة مماثلة لتدمير ثقافة غير مرغوب فيها”، مشيرًا إلى أن “صور الكتب المحترقة في الساحات العامة ما زالت في الذاكرة”.
عقوبات مشددة
ومنذ أطلق بوتين الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، فرضت الدول الغربية عقوبات مشددة على موسكو ما أدى إلى عزل متزايد لروسيا سياسيًا وماليًا، وقد طاول العزل مجالات أخرى، ولا سيما الرياضة والثقافة.
وجرى إلغاء عدد من المناسبات التي تشارك فيها شخصيات ثقافية روسية أبدت تأييدها للحرب، بما في ذلك مناسبات يشارك فيها فاليري جيرجيف، المدير العام لمسرح مارينسكي في سان بطرسبرغ، الذي تحدث إلى بوتين خلال لقاء اليوم الجمعة.
كما تمت تنحية جيرجيف، الذي لم يندد بالهجوم الروسي، من منصب قائد أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية، وخسر فرصة قيادة الفرقة في مسرح لا سكالا في ميلانو.
وأُلغي عدد أقل بكثير من المناسبات المرتبطة بشخصيات ثقافية روسية راحلة، وحذفت أوركسترا كارديف الفيلهارمونية مقطوعة لتشايكوفسكي من برنامجها، وتشير تقارير إعلامية إلى فرق أوركسترا في اليابان وكرواتيا اتخذت خطوات مماثلة.
وألغى تياترو ريال في إسبانيا، وهو أحد أكبر دور الأوبرا في أوروبا، عروضًا تؤديها فرقة البولشوي الروسية في وقت لاحق من العام.
وخلال لقاء اليوم الجمعة، شبّه بوتين التعامل مع الشخصيات الثقافية الروسية بمعاملة مؤلفة هاري بوتر جيه.كيه. رولينغ، بعد أن أثارت جدلًا بآرائها حول قضية المتحولين جنسيًا.
