مقالات
في الفكر الصهيوني أرض بلا شعب لشعب بلا ارض
ِA Land without a People for a People without a Land
شعار صهيوني يصعب معرفة تاريخ ظهوره,ولكن يمكن القول بأنه صياغة معلمنة للرؤية الانجياية القائلة بأن فلسطين أرض الميعادوالارض المقدسة ,وأن اليهود هم الشعب المقدس, ومن ثم فالشعب المقدس لابد أن يعود للأرض المقدسة فهو صاحبها ,ولعل أول من قام بعلمنة الصياغة هو اللورد ( شافتسبيري ) الذي تحدث في منتصف القرن التاسع غشر عن الأرض القديمة للشعب القديم ثم اكتملت عملية العلمنة في الصياغة الحالية (أرض بلا شعب لشعب بلا أرص )ويبدو أن المفكر الاسرائيلي (زانجويل )صاحب هذه الصياغة
ومهما كان الأمر فإن الشعار السوقي الساذج هو إفراز طبيعي للخطاب الحضاري الغربي الحديث الذي ينبع من الرؤية المعرقية العلمانية الأمبريالية التي قامت بعملية الرؤى الإنجيلية وحولتها من صياغات مجازية تتحقق في آخر الايام بمشيئة الإله الى شعارات استيطانية حرفية تتحقق الآن وبقوة السلاح ,وهذه الرؤية للكون باعتباره مادة استعمالية .تضع الانسان الغربي في المركز ومن ثم يصبح العالم كله فراغاً بلا تاريخ وبلا بشر , وأن وجد بشر فهم مادة استعمالية عرضية لاقيمة لها , ومن ثم تصبح فلسطين أرضاًمأهولة بلا شعب , ويصبح الفلسطينيون مادة استعمالية لاقيمة لها في حد ذاتها
ويخضع اعضاء الجماعات اليهودية للعملية نفسها فهم بدلاً من أن يكونوا الشعب المقدس بشكل المجازي يصبحون الشعب المقدس بالمعنى الحرفي . وحيث انهم شعب فإنهم إذن لاينتمون للحضارة الغربية , ومن لا ارض لهم .وليس لهم أية قيمة في حد ذاتهم
لايبقى بعد ذلك إلا عملية التوظيف التي تأخذ شكل ترانسفير مزدوج وهو تحريك اليهود من العالم الى الارض وتحريك السكان الفلسطينيين الاصليين من الارض الى المنفى لخدمة المصالح الغربية وهذا هو المشروع الصهيوني
ويتسم شعار ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض )بتناسقو اللفظي الساحر ,فهو ينقسم الى قسمين متساويين يستخدم كل قسم القدر نفسه من الكلمات وكلمة (بلا )في القسمين هي المركز الثابت والعنصر المشترك وما يتحرك هو كلمتا ( الارض ) , ( الشعب )فيتبادلان مواقعهما تماما كما سيتبادل اليهود والعرب مواقعهم
ويتسم الشعار بالتماسك العضوي والوحدة الكاملة , فلا يوجد حرف زائد ولا توجد كلمة ليست في مو ضعها , وهو تعبير جيد عن الرؤية العضوية المغلقة التي يتسم بها الخطاب الغربي الحديث . الذي يفضل الصيغ الجملية المتماسكة لفظياً, بحيث تصبح الصيغة مرجعية ذاتها مكتفية بذاتها كا لأيقونة , وقد ينبهر المرء بجمال العبارة فينسى أنها عبارة إبادية تعني اختفاء العرب وتغييبهم ,والترجمة السياسية للعبارة في وعد بلفور هي الاشارة للعرب باعتبارهم (الجماعات غير اليهودية ) وقد عبر هذا الشعار عن نفسه فيما نسميه مقولة ( العربي الغائب ) في الخطاب الصهيوني العنصري ونحن نذهب الى ان ادراك العالم الغربي للفلسطينيين لايزال يتحرك في اطار مقولة ( أرض بلا شعب )وهذ يفسر سلوكه الذي يبدو لاعقلانياً,ولا معقول بالنسبة لنا وغير منطقي لأنه يتجاهل الشعب الفلسطيني
ان الصيغة الصهيونية الآساسية الشاملة تنويع افصيلي على شعار ( أرض يلا شعب لشعب بلا أرض ), فالشعب العضوي المنبوذ هو الشعب بلا أرض الذي سينقل لأرض يتم ابادة شعبها او طردهم وهم الفلسطينون
وبذلك يصبح الشعب المنبوذ شعباً نافعاً داخل اطار الدولة الوظيفية لأن اسرائيل وظيفتها في المنطقة هو اضعافها وجعلها سوقاً تجارية للدول الصناعية الكبرى وبذلك تصبح اسرائيل هي دولة وظيفية تفوم يالمهمة الموكلة والمكلفة بها من قبل الامبريالية والدول الصتاعية على اكمل وحه
المراجع
الموسوعة الفلسطينية في ستة مجلدات الطبعة الاولى بيروت 1990
موسوعة اليهود واليهودبة والصهيونية في ثمانية مجلدات تأليف الدكتور عبد الوهاب المسيري مطبعة دار الشروق بلا تاريخ