مقالات
الأنانية وحب الذَّات/ ابو طارق الحوَّاس
لو تتبعنا سُلوكَ كَثيرٍ من الناس..
لوجدنا أنَّ أكثرَ الناسِ لآثِمون..
وأنهم يقولونَ ما لا يفعلون..
ويظهرونَ ما لا يبطنـون..
يُحبونَ الذَّاتَ انانيون..
إنهم ساءَ ما يعملون..
إن هذهِ الصفاتِ الذميمةِ والقبيحة..
هِيَ أكثرُ ما تُورِدُ صاحبها الهلاك..
وتهوي به في مهاوي الردىٰ..!!
فَحُبُّ الذَّاتِ والتَّفاخرُ بالأنا ..
مرضٌ يصيبُ النفسَّ البشرية..
قليلٌ مِن الناس مَن ينجو منه..!!
وسهمٌ مرتدٌ من سهام الأنانية..
يُصيبُ صاحبهُ في مقتل..!!
لذلك.. ترىٰ الأنانيُّ تُسيطرُ عليهِ مصلحتهُ الشخصيةُ فقط..!!
حتىٰ وإن كانَ ذلكَ علىٰ حسابِ الآخرين..
حتىٰ وإن كانوا من أقربِ المقربينَ..!!
فما يهمهُ تحقيقُ مصالحهِ الشخصية..
والقفزُ عن الثوابتِ والقيم.. والتسلقِ على أكتافِ الآخرين..
وكلُّ ذلكَ بسببِ حُبِّهِ للذَّات..!!
ومثلُ هؤلاءِ نادرًا ما يفكرونَ في مصالح غيرهم..!!
لأنهم وصوليِّنَ مُنكَفِئِينَ على ذاتهم..!!
وإن صادفَ القدرُ وفكروا بمصالحِ غيرهم..!!
فلا بُدَّ أن لا تتعارضَ مصالحُ الغيرِ مع مصالحهِم..!!
لأنهُ في حالِ تعارضِ ما يَخُصُّهُم مع ما يَخُصُّ غيرهم..
كانتِ الغلبةُ لمصالحهم وما يعودُ بالنفعِ عليهم..!!
ودونَ أيُّ تقديرٍ لما يُصيبُ الغيرَ من أضرار..!!
والأنانيُّ في الغالب..
وإن كانَ بإمكانهِ تقديمُ المعونةَ والمساعدةَ للغير..
فهو حتماً سيمنعها إن لم تعد عليه بالمنفعة..!!
لأنه بخيلٌ لا يحبُّ إلا نفسه.. شحيحٌ لا يرىٰ إلا شخصه..!!
حتىٰ الكلمةُ الطيبةُ يبخلها ويكتمها..!!
ظناً منهُ أنها تَسلُبُهُ شيئاً من كبريائهِ وعظمته..!!
عافاني الله وإياكم من حُبِّ الأنا والأنانيات..
وطهَّرَ الله قلوبنا من حُبِّ الذَّات..
وعصمَ الله أنفسنا عن سَيِّء الملذات..
ونجانا الله من الخبثِ والخبثات..
وجعلنا اللهُ وإياكم من أنفعِ الناسِ لخلقه..
ومن أبَرَّهُم لِذَوويهِ ورَحِمِهِ واهلِه..
وممن يؤثرونُ على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
اللهم آمين يارب العالمين..
محبكم في الله.. ابو طارق الحوَّاس