اخبار الفن

“الدولة عم تلغينا”..أشهر فناني سوريا يتجاوز “الخط الأحمر”

الشبيحة" يطالبون بمعاقبة الفنان.. والإذاعة "تخفي" اللقاء من جميع منصاتها

لم تهدأ تداعيات اللقاء الإذاعي الذي أجراه الفنان السوري الشهير والموالي للنظام في سوريا، عباس النوري،

فالنوري هذه المرة، تجاوز الخطوط الحمراء بكثير، وفقاً لمراقبين، ولم يكتف بانتقاد وضع الاقتصاد وصعوبات الحياة، بل وجّه اتهاماً مباشراً للسلطات ودورها.

كما نبش الماضي أيضاً، وهو ما أثار جدلاً واسعاً خصوصاً من موالي السلطة أو كما يعرفون بالمجتمع السوري بـ”الشبيحة”، وصلت حدّ التهديد ومطالبات بـ”معاقبة الفنان”.

“الراتب عند الاحتلال أعلى من دولة الممانعة”

ولعل أسباب هذه الضجة بدأت بعدما اعتبر النوري في تصريحاته أن جميع قرارات حزب البعث، وهو الحزب الحاكم في سوريا، خاطئة، وأن شعاراته أصبحت مضحكة جداً.

وأضاف أن الحزب الذي ينادي بتوحيد الأمة العربية وتحرير فلسطين نسي أن الفلسطيني في فلسطين المحتلة يعيش برفاهية أكثر بأضعاف أضعاف المواطن السوري في سوريا الممانعة والصامدة، في إشارة منه إلى شعارات النظام ومواليه.

كما تابع النوري عن نظام البعث قائلاً باللهجة السورية: “المواطن صرلو من سنة 1963 عم يسمع عن تحرير فلسطين والصلاة بالقدس، وعم يشوف أنو مستوى الدخل بالمناطق الفلسطينية المحتلة 10 أضعاف ما هو عليه الحال في سوريا”، مهاجماً حزب البعث، ومؤكداً أن انقلابه العسكري سبب رئيسي لما حلّ بسوريا من تخلف على الصعيد السياسي.

وأكد أنه منذ العام 1963، وهو العام الذي سيطر فيه “البعث” على السلطة، لم يعد هناك أي دور للمواطنين، حيث اقتصر الدور بالكامل على الحكومة.

ورأى أن سوريا تتبع سياسة الإلغاء، حيث إن “الدولة يمكن أن تحذف اسم شاعر من الوجود لمجرد اختلافه بالرأي معه”، وفق تعبيره.

أما عن عودة رفعت الأسد إلى سوريا بقرار من ابن شقيقه رئيس النظام بشار الأسد قبل أشهر، فرأى النوري، أن الأسد العم نهب بعلم شقيقه حافظ، البنك المركزي دون أي مساءلة قبل فراره إلى فرنسا عام 1984.

“رفعت الأسد سرق المركزي بعلم أخوه”

وأضاف النوري: “في ناس أخدت كل ما في البنك المركزي ومشيت والعالم ساكت علماً أنو عندنا محامين ورجال قانون ومحد استرجى يرفع دعوى.. متسائلاً كيف تصل الخيانات إلى مستويات عالية”، في إشارة منه إلى تهريب رفعت الأسد عام 1984 بعد إعطائه أموالاً كثيرة غيّرت مجرى الاقتصاد في البلاد آنذاك، وأهبطت من قيمة العملة.

كذلك أكد النوري في المقابلة، أن الدولة لم تكن يوماً على حق وإنها لا تريد أن تشغل نفسها بالتفكير، ولم تعترف يوماً أنها ارتكبت أخطاء.

وشدد على أن سوريا كانت بلد الديمقراطيات، مبدياً تعجبه ممن يروّج لأكذوبة أن الشعب السوري غير مؤهل لممارسة الحريات.

كما أكد أن الحريات في بلاده أجهضت منذ وصول العسكر إلى الحكم، مؤكداً أن دول عربية كثيرة تمتلك حريات أكثر من سوريا.

كذلك رأى أن سوريا كانت بلد الديمقراطيات بانتخاباتها وأحزابها، خصوصاً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إلى أن جاء حكم العسكر وأطاح الديمقراطية والدستور والثقافة.

تهديدات تطال الفنان وحذف اللقاء نهائياً

وقد أثار اللقاء الإذاعي ضجة واسعة جداً في البلاد، وصلت إلى حذفه نهائياً من جميع حسابات المحطة.

فيما طالب بعض “الشبيحة”، بتحرك واسع ومنسق ضد النوري، وسط تهديد من آخرين بالتحرك قضائياً ضده.

يذكر أن هذا الموقف لم يكن جديداً بالنسبة للفنان السوري عبّاس النوري، فرغم إعلان الولاء للنظام إلا أنه أثار ضجة واسعة قبل أشهر، حين طالب بإزالة صور بشار الأسد المنتشرة بشكل لا يصدق في كل مكان من العاصمة دمشق، خصوصاً بعد حملته الانتخابية الأخيرة العام الماضي.

والنوري يعتبر أحد أهم الفنانين السوريين، ومكانته في الصف الأول تماماً، وله أعمال حقق فيها بدور البطولة نجاحاً واسعاً على مستوى الوطن العربي، أهمها “باب الحارة”، أما آخر أعمال فكان “حارة القبة” والذي عرض في رمضان الماضي.

المصدر : تطبيق نبض

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق