مقالات

في الفكر الصهيوني شعب الله المختار

من كتابات زوجي المربي خالد احمد شاهين ( ابو احمد شاهين ) رحمه الله

Chosen People
عبارة توحي بمزية ورمزية هذا الشعبالذي يعتقد ان الله قد اصطفاه واختاره دون غيره ,لفظ لايعدو كونه لفظ الكبر والانحلال والبعد والانقسام عن العالم المحيط به ,داء عضال في تفاسير الدينة اليهودية, وهو ا الاسس الدينية التلمودية بأن اليهود هم شعب الله المختار والمقدس والمعصوم دون وفوق وضد سائر الشعوب , وهو ما استخدمته الصهيونية لبث روح الاستعلاء والاستنكار في نفوس تابعيها اليهود على جميع الخلق خولهم واصبحوا بعدها الشعب الازلي او الأبدي او شعب الله او امة الروح او البقية الصالحة أو الشعب المقدس, وفي تفكيرهم أن من حولهم هم شعوب امية غوغائية ليست سوى حمير عندهم اذا نفق الحمار ركبوا حماراً آخر , ويتصرفون كما يشاوؤن ولا يجب ان يسألوا عن أي من تصرفاتهم وأفعالهم مع الآخرين
هذه الصفة أخذت بهم للاستعلاء والاستكبار دون اي اكتراث لأي ردة فعل من الغير ,والأدهى من ذلك أنهم أخرجوا مفاهيمها الى العلن بكل وقاحة أمام شعوب الارض كلها ويتبجحون بها ,وذلك منذ بداية فكرة تأسيس دولتهم على أرض فلسطين التاريخية وحتى وصل بهم الامر الى التبجح والنكبر والاستحقار من قبل كبار الساسة الاسرائيليين لمن يقابلهم او يناظرهم أثناء لقاءاتهم مع رؤساء الدول وممثليها سواء في الاجتماعات الثنائية أو في القمم الدولية , وهم كانوا بذلك أكثر وضوحاًفي فضح هذه المفاهيم من أي تفسير جاء ليشرحها من قبل غيرهم , كما ورد على لسان (دافيد بن غوريون){أن دولة اسرائيل تضم الشعب الكنز ولهذا فإن بوسعها أن تصبح منارة الامم } متجاهلاً بقوله اغصاب الأرض الفلسطينية والارهاب الصهيوني لأهلها .
ان التوظيف السياسي والعملي لهذا المفهوم من قبل الصهيونية ومن ورائها الامبريالية كان لتحقيق الاهداف في السيطرة على العالم ونهب موارده واستعباد شعوبه ,وتقاطعت مع الأطماع في سرقة ونهب أراضي فلسطين عبر توظيف اليهود لأداء المهمة على عاتقهم , وذلك بايجاد التفاسير اليهودية من قبل حاخاماتهم ومفكريهم ومفسريهم لمفهوم (شعب الله المختار)التي تجمع في عمومها على فصل اليهود وعزلهم عن شعوب المنطقة , وبعدها منحهم إمكانيات دفاعية وهجومية غير محدودة وضمن تسهيلات اممية وقرارات دولية ومرونة في تنفيذ العقوبات بما يضمن المحافظة على السيادة والقوة في المنطقة
في تفسير مفهوم ( شعب الله المختار ) وردت تفاسير عدة للاختيار وهي في نهاية الامر تزيد من قداسة هذا الشعب ومن ثم زادت عزلته واستكباره , فالاختيار حسب تفسيرهم وومارستهم على الواقع
1_علامة على التفوق العرقي والأخلاقي ليس كوصفهم كشعب وحسب بل كجماعة دينية قومية توحدها الافكار والعقائد , وقد عرضت الرسالة (حسب اعتقادهم)على شعوب الارض قاطبة فرفضت حملها إلا اليهود وحدهم هم من حملوها وتحولوا الى مملكة من الكهنة والقديسين والى امة مقدسة تتداخل فيها العناصر الدينية والقومية
2_ تكليف ديني بأن الإله اختار الشعب اليهودي حتى يكون خادماً له بين الشعوب وليكون أداته التي يصلح بها بين الشعوب ولتزيد المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقهم
3_ أمر رباني وسر من الأسرار على البشر كلهم الإذعان له , وهو غير مشروط ودون أي سبب فهو من إرادة الإله التي لاينبغي ان يتساءل عنها البشر , فالإله هو الذي اختار اليهود ووعدهم بالأرض وليس لأي انسان ان يتدخل في هذا
4 _لاعلاقة للاختيار بالخير او الشر ولا بالطاعة ولا المعصية فهو لايسقط عن الشعب اليهودي حتى ولو أتى هذا الشعب بالمعصية , فحب الإله للشعب المختار يغلب على عدالته , ولذلك لن يرفض الإله شعبه كلية مهما تكن شرور هذا الشعب ,وهناك تفسير آخر هو أ الإله هو الذي اختار الشعب اليهودي لذلك فالاختيار ملزم له وحده وليس ملزماً للشعب
5_ بني على أساس أن كل عضو في أمة الكهنة والقديسين هو تجسيد حي للإله وصوته من صوت هذا الإله أي انه نبي او شبه نبي بالضرورة , وفي بعض الفلاسفة هناك تعبير عن فكرة الاختيار بأن الحوار الحق ممكن بيم الإله واليهود أساساًبسبب التشابه بينهما وه أمر ليس متاحاًلكل الامم
6_ اليهو هم (شعب الله المختار )وقد شتتهم لاعقابا لهم بل لينشروا رسالته وليصبحوا أداته في تحقيق السلام والخلاص ,ويعبر بعضهم بتعبير حديث عن هذا الاختيار بأن اليهود أمة متفوقة حيث يقول (سوبر أمة
7 _ تحول اليهود بالتدريج ,عبر مفاهيم تراثية صوفية يهودية متطرفة تدعى ( القبالاه)من مجرد شعب مختار الى شعب يعد جزءاً عضوياً من الذات الإلهية , فاليهود هم (الشيخناه ) التي تجلس الى جواره على العرش وتشاركه السلطة
8 _ لم تغب فكرة الاختيار عند اليهود الاشتراكيين منهم أو الديمقراطيين , فوصف الاشتراكي منهم بأن اليهودي قد أختير منذ القدم ليؤدي رسالة أزلية اشتراكية , وأما الدمقراطي فإن الرسالة التي يؤديها اليهودي هي رسالة ازلية ديقراطية ليبرالية
عززت فكرة الاختيار الاحساس الزائف لأعضاء الجماعات اليهودية بوجودهم خارج التاريخ وبأن القونين التاريخية التي تسري على البشر كلهم لاتسري عليهم . ومن الطرفة في عقولهم للاسف أنه كلما تزداد حال الجماعات اليهودية سوءاً كان اعضاؤها يزدادون اصراراًعلى فكرة الاختيار , ولذلك فقد تحول اليهود ضمن هذا المفهوم الى جماعة وظيفية بأنهم مقدسون وأن الآخر مدنس مباح , لتبرر وضعها غير الإنساني كجماعة بشرية توجد داخل مجتمع ما ولا تنتمي اليه , فهي فيه وليست منه ,لذلك فإن الاختيار فقد اي مضمون اخلاقي واكتسب ابعاداً عرقية قومية , وتحولت التجربة الدينية عند اليهود من تجربة فردية عمادها الضمير الفردي الى تجربة جماعية عمادها الوعي القومي, واصبحت كل افعالهم اتجاه شعبنا الفلسطيني من قتل وتعذيب أسرى وهدم منازل وسلب ونهب أراضي هي تقرب الى الإله طالما أنها تصب في مصلحة دولتهم القومية
للعلم والاضافة :هناك دراسات وردت وفق كتاب القس الامريكي هيربرت أرمسترونغ (مريكا وبريطانيا في نبوءات الكتاب المقدس )بأن الامريكان والانجليز هم شعب الله المختار وليس اليهود , و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق