فلسطين تراث وحضاره

هنا فلسطين

٣٠/١٢/١٩٤٧

مئات من العمال الفلسطينيين البسطاء يتجمعون في مدخل مصانع تكرير البترول في حيفا ( الريفينري ) وينتظرون قبولهم للعمل هناك. داخل المصنع في تلك الايام كان يعمل ٤٧٠ عامل يهودي والف وسبعمائة عامل عربي.

في البلدة التحتى في حيفا تتجول سيارة ( تندر ) من عدة اشخاص من اعضاء الايتسل، يقودها الارهابي موشيه ليفي، يبحثون عن تجمع عربي للقيام بمجزرة، عندما لم يجدوا هدفا مناسبا، توجهوا الى الريفنري ووجدوا العمال العرب، حينها اتصلوا بقائدهم شموئل مايتن الذي صرح لهم باقامة المجزرة بين هؤلاء العمال، القى اعضاء العصابة ثلاث قنابل داخل تجمع العمال ونتج عن ذلك ١٥ شهيدا ٥٠ جريحا.

بعد هذه الجريمة وكرد فعل بدأ عراك كبير داخل المصنع بين العمال العرب واليهود ادى الى مقتل العشرات من العمال اليهود.

في اليوم التالب ٣١/١٢/١٩٤٧ الساعة ١١ ليلا ، بدأت عصابة الهجناة مخططها بتنفيذ مجازر بلد الشيخ وحواسة القريبتين بادعاء ان العمال في الريفينيري هم من بلد الشيخ وحواسة.

المئات من اعضاء البالماح اجتمعوا في مستعمرة ياجور وتلقوا تعليمات بمداهمة قريتي بلد الشيخ وحواسة المجاورتين وقتل وذبح اهالي القريتين وهدم البيوت، من بينهم كان الصهيوني رحبعام زئيفي الذي وصف اجواء التحضير للمجزرة انها اجواء فرح وعيد!

فاجأ اعضاء العصابات الصهيونية اهالي القريتين وهم نيام وبدأوا بمداهمة البيوت واعدام اهالي البلدتين بالبلطات والفؤوس ومن ثم القوا القنابل داخل البيوت وفجروا البيوت فوق رؤوس اهلها.

تختلف التقديرات حول عدد الشهداء، اقل التقديرات تقول انه كان نحو ١٠٠ شهيد في للقريتين.

يقول يرحميئل كهنوفيتش أحد عناصر البلماح الذين هاجموا بلد الشيخ:

– …. إلى داخل البيوت دخلنا في مكان واحد فقط، بلد الشيخ قرب ياجور. هناك كان ذلك فعلاً فتاكاً … وكل ذلك. قال لنا اذهبوا إلى هناك مع بلطات (فؤوس).
– من قال ذلك؟
– فقط شخص واحد يمكن أن يقول. يجئال ألون. وأعتقد أنه لم يكن سوء تفاهم بينه وبين بن جوريون، لم يكن. ” اذهبوا إلى هناك مع فؤوس. لينصرفوا من هناك، ولا يبق هناك أي أثر،
– وماذا فعلتم؟
– حطمنا الباب ورمينا قنبلة في بلد الشيخ وفعلاً لم تنهض ثانية.
– ماذا كانت عملية المكنسة? تنتظمون في صفوف وببساطة …
– نعم. نتقدم ونصل قرية، نطردها، نجتمع بعدها، نشرب، نأكل قليلاً، وننتقل للقرية التالية.

خلال المجزرة التي قاموا بها مع باقي اعضاء العصابات الصهيونية قتل حنان زلينجر وحاييم بن دور صبيحة يوم 1/1/1948.

حنان زلينجر هو الماني الاصل, ولد في برلين عام 1921 وقدم الى فلسطين عام 1939 , انضم الى عصابات الهجناة وشارك في مجزرة بلد الشيخ وحواسة.

حاييم بن دور من مواليد عام 1924, ولد في القدس, وانضم الى عصابات الهجناة وشارك في مجزرة بلد الشيخ وحواسة.

بدل ان يذكروا هؤلاء في التاريخ كمجرمي حرب يقوموا في اسرائيل بتكريمهم وتخليد ذاكرتهم!! فأطلقوا اسماء مجرمي الحرب والقتلة على بلد الشيخ وحواسة, فقرية بلد الشيخ سميت ” تل حنان ” وقرية حواسة سميت “بن دور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق