مقالات

من الذاكرة التونسية : المقرئ الشيخ علي البراق

كتب الاعلامي التونسي المعز بن رجب

توفي في مثل هذا اليوم 4 ديسمبر من سنة : 1981 – علي البراق، مقرئ للقرآن الكريم تونسي.
– الشيخ علي البراق : ولد في 10 ماي 1899 – توفي في 4 ديسمبر 1981. (82 سنة). هو من أبرز أركان الثقافة العربية الأصيلة بمدينة القيروان باعتبار رفعة منزلته كمقرئ للقرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالقراءات السبع، وهو المقرئ والمؤذن بجامع صاحب الطابع بالحلفاوين. كما ان الشيخ علي البراق حظي بشرف تدشين البث الإذاعي التونسي الرسمي سنة 1938 فيما بدأت تلاوات الشيخ البراق برواية قالون عن نافع في الإذاعة التونسية بعد ذلك.
– ومازالت تسجيلات صوت الشيخ علي البراق تؤثث فقرات الإذاعة الوطنية سيما في المناسبات الدينية ومن ضمنها شهر رمضان.

– وبالعودة إلى نشأته، يجدر التذكير بأن علي البرّاق تحدى برباطة جأش إعاقة الكفيف منذ طفولته حيث ولد بالقيروان سنة 1899 وأخذ يكرع من مناهل العلم والعرفان من خلال ارتياده الكتّاب بمدينته حتى تمكن من ختم تلاوة القرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالتلاوات السبع.

– كما كان البراق يختلف على حلقات الطرق الصوفية حتى تمكن من المدائح والأذكار وأسرار صناعة الإنشاد الطرقي.

– لما قدم إلى العاصمة في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين انضّم إلى طريقة السلامية التي كان من مريديها الشيخ محمد بن محمود والد المرحوم عبد العزيز بن محمود الذي كانت له حصة إذاعية انضمّ إليها علي البرّاق.
– وكانت تلك الفرقة المدحية الصوفية التي بعثها الشيخ سليمان بن محمود عميد آل بن محمود قد تفردت في الحلبة الإنشادية لطريقة السلامية نسبة إلى اعتبارها سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري دفين مدينة زليطن بليبيا.

– أما قصّة دخوله الإذاعة فيرويها الموسيقار العميد محمد التريكي حيث كان كلما التقى الشيخ علي البرّاق سأله هل هو ذاهب إلى الإذاعة التي كان مقرّها بساحة العملة سابقا، فإذا ردّ عليه بالإيجاب ناشده أن يقرأ له “الفاتحة” عند باب البناية. ويوضح التريكي القول : “إن البرّاق كان يريد أن تفتح الإذاعة أبوابها في وجهه من خلال تلاوة الفاتحة حتى استجاب المولى عزّ وجل لطلبه عندما دعاه مديرها الأول عثمان الكعاك”.
– لكن تراتيل البرّاق الأولى لم يبق منها شيء لأنها لم تكن مسجلة باعتبار أن الشريط المغناطيسي لم يكن متداولا في مطلع الثلاثينات إلى غاية الخمسينات حين انتقلت الإذاعة من مقرها القديم، إلى مقرها الجديد بشارع الحرية حاليا.

– نال الشيخ علي البرّاق إعجاب المعتمرين والحجيج الميامين عندما رتل آيات من القرآن الكريم في رحاب الحرمين الشريفين في حجته الأولى سنة 1950 وحجته الثانية سنة 1963.
– قال فيه الأديب طه حسين عند زيارته لتونس إبان الاستقلال «إن صوته يعيدنا إلى الزمن الأول لنزول القرآن وبدء الحضارة العربية».
– شاءت الأقدار أن يعاصر علي البرّاق انبعاث التلفزة سنة 1966 وسجل صوتا وصورة عدّة تراتيل في مختلف الطبوع التونسية لعل أبرزها طبع رصد الذيل وهو الذي يبحر في يمّه المقامي الشيخ علي البرّاق خاصة في أذان شهر رمضان.
– وهكذا ظل الشيخ علي البرّاق يبادر بإحياء الاحتفالات الدينية رفقة الشيخ المصري أمين حسنين والتونسي عبد العزيز بن محمود، فضلا عن تساجيله الثرية إذاعة وتلفزة إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 4 ديسمبر من سنة1981.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق