القدوة – مثلك الأعلى في الحياة. ٣-٥. بقلم صديق فارسي

من ارشيف المجلس لمقال ( القدوة ) اللقاء ٠٣/.٥
من مقالات رمضان العام الماضي.

أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدِه} قال: (” بهداهم “) ولم يقل : (” بهم “) لأن العبرة بالمنهج ، لاااااا (” بالأشخاص “)

اخواني وأبنائي وأهل محبتي.
٢٧/ ٠٩/ ١٤٣٦ هـ
اذا أردت ان تتخذ لنفسك قدوة فلا تتخذ من الفاشلين
في حياتهم قدوة لك. لأنك تكون قد حكمت على نفسك بالفشل مقدما.
مهما كانت المبررات او منزلة ذلك القدوه
إذاً الإختيار الموفق للقدوه الحسنة هو اول علامات النجاح
لك في الحياة.
من القصص التي عايشتها في حياتي
صديق قديم عاش حياةً بئيسةً يعني شبه مشرد وذلك بسبب
فشل والده في حياته الزوجية مع والدته.
والتي كانت سلسلة من المشاكل التي لا حصر لها ولا حدود.
حتى اصبحت حياتهم حديث الناس وانتهت طبعاً بالفراق
ولكن ليس فراق بإحسان كما امر الله تعالى.
انما بسيئة تتبعها سيئه.
وطبعاً الضحية الكبرى هم الأبناء مثل صاحبنا وإخوانه
عانوا خلالها انواع الألم والقسوة والحرمان.
الى أن كبر واصبح رجلاً وتزوج وأنجب الأبناء.
بعدها حصل بينه وبين زوجته ما يحصل في كل بيت.
وبين كل زوجين من خلاف هو زبدة الحياة الزوجيه.

اذ ان الحياة لا تحلوا اذا كانت رتيبة على وتيرة واحده
فلابد من يوم ويوم. ساعة خصام وساعة وئام.

الا ان صاحبنا مثل الكثير من الناس الذين لم يوفقوا في اختيار القدوة الصالحه.
فلم يجد أمامه الا والده الذي يعلم علم اليقين فشله في حياته الزوجيه.
الا انه لجأ اليه كونه والده فقط.
وبدأ يشكي اليه همومه وأسرار بيته.
وكانت النتيجة طبعاً الفراق. وعانى ابناءه من نفس الكأس التي تجرعها.

وبمناسبة اسرار الحياة الزوجيه.
سوف نتكلم عنها فيما بعد ان شاء الله بالتفصيل
ويكفي ان أشير هنا الى انها يجب الا تخرج عن محيط البيت
ولا لأي إنسان كائن من كان.
هذه نصيحه هامه للأزواج والزوجات. احرصوا عليها.

مما سبق يتبين لنا كم هو خطير القدوه اذا لم يكن صالحاً وكم هو خطير تعطيل العقل. واتباع نصائح الفاشلين.

وهناك قصص اخرى شبيهة بهذا بل اكاد اجزم.
ان وراء كل فراق بين زوجين او صديقين او شريكين.
ناصح فاشل في حياته.
وقدوة سيئة بسبب سوء إ ختيار الإنسان لقدوته في الحياة.

كلكم سمعتم و شاهدتم الكثير من المنحرفين الذين يتم استجوابهم ويعرض لهم مقابلات تلفزيونيه.
جميعهم يتفقوا في إجاباتهم ان السبب وراء انحرافهم
الإقتداء بصاحب سيّء او مربي فاشل.
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ونسأل الله لهم العافيه والسلامه.

عودة الى الصفات العمليه والمهنية التي يجب ان تتوافر
في القدوة.
مع ملاحظة انه من الممكن ان يكون لنا اكثر من قدوة واحده.
بمعنى قدوتي دينيا فلان لثقتي في فقهه وعلمه.
وقدوتي اجتماعيا فلان لأنه ناجح على مستوى العلاقات
وقدوتي عائليا فلان لما يحظى به من صلة للرحم.
وقدوتي دراسياً فلان لما له من سعة علم واطلاع
وقدوتي مهنياً. او في العمل. او الوظيفه فلان لكفاءته وحرصه
وهلم جر.
كما انه لا يمنع ان نغير القدوة الذي نقتدي به.
اذا ما ظهر لنا انه على خلاف ما يجب ان يكون عليه من أصول إتقان للدور المؤمل منه.
ولكن يجب الا يكون التغيير على حسب مزاجنا.
يعني اذا عمل ما يعجبنا نحبه وإذا لم يعمل مايعجبنا نتركه.
لا بل يجب ان يكون المعيار.
هو اذا وافقت تصرفاته الأصول والقوانين والانظمه المخصصة لكل دور من الأدوار حسب الدين والعرف والإجماع.

ولا يمنع ان يكون القدوة لكل امورنا الحياتيه شخص واحد
اذا كان اهلًا لذلك.
وليس شرطاً ان يكون القدوة قريب او بعيد.
او حتى من قديم الزمن او من الأحياء المعاصرين.

الملخص لكل ماسبق.
———————-
لا تستبد برأيك وتتصرف بدون ان يكون لك قدوة صالحة
ولا تعطل عقلك وتتلقى التعليمات وتنفذ دون تفكير في العواقب

لا إستبداد + لا إستبلاد

لا تكن مستبداً برأيك ولا تستبلد لغيرك.
احفظوا هذه القاعده الجميله.

لا زلنا لم نتطرق الى الصفات العمليه. التي نرجوا الله تعالى
ان يوفقنا اليها في لقاء الغد ان شاء الله تعالى.

رعاكم الله. ?
صديق بن صالح فارسي
ايميل التواصل: [email protected]

المشاركات.
هذه مشاركة من ابنة عزيزه.
—————————–
جميل جدا…
دائما ماكنت أستغرب من إحدى صديقاتي التي رأت بأم عينها خلافات والدها وأمها ..
شهدت كل المشاهد.. حتى طلاق أمها ..
تعذبت ربت إخوتها.. وعانت ظلم أبيها وزوجته..

أكرمها المولى عز وجل وتزوجت..
لكن لﻷسف الفشل الذريع في حياتها الزوجية لا يحتمل..

أصبح عندها ولدان ومع ذلك لا يعرف الاستقرار لها قرار.

كنت دائما أقول في نفسي: “لماذا؟!!
وهي أكثر إنسانة رأت العواقب بأم عينها!!”
على اﻷقل عرفت اﻵن السبب..

فكلما سمونا بأنفسنا واخترنا القدوة اﻷمثل.. كلما ارتقينا وارتقينا لنعتلي سلالم المجد ولنضع لبنة في صرح الحضارة اﻹسلامية العريقة…