—أصحو أحايين كثيرة لأجدَكَ متكوّرًا في الفراشِ مغطّى الرأس !
— -في ليالي الشتاء ، كنّا نخافُ من ” خاطفي الأطفال” ، لمّا يجنّ ليلُ القرية الهادئة وتعوي الرياحُ فوق أسطح البيوت ، تنبحُ الكلابُ الضالّة من وجعِ البردِ في الطرقات الضيّقة،
كنتُ أتكوّرُ في فراشي مغطّى الرأس ، أسمعُ لهاثي وتسارعَ نبضي، وأنا أتفصّدُ عرقًا حتى تُشفقَ عليّ الوالدة ، تميطُ الغطاء ، تهدّئ من روعي بتهليلة جميلة ، في الغالب كانت ” يلّا تنام لذبحلك طير الحمام “، تقبّلني على جبيني، حينها أستأنسُ ، أغفو قريرَ العينِ مطمئنًا.
—- ما حاجتُكَ بهذه العادة الآن؟؟
—نسيَتْ قبل رحيلِها أن ترفع عن وجهي الغطاء، لم تهلّل لي، وعاد خوفي من ” خاطفي الأطفال” حتى مطلعِ الفجر.
هي لمْ تعُدْ تسألُ عن سرّ هذه العادة، وأنا لا أزالُ أنامُ متكورًا مغطّى الرأس.
بكرية.