مقالات

طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان. بقلم : صديق فارسي. ٠٤/ رمضان / ١٤٣٧ هـ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. ( كيف تأوي إلى الكهف

image ).

يقول ربي سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
( فأووا إلى الكهف.
ينشر لكم ربكم من رحمته.
ويهيء لكم من أمركم مرفقاً ).

رمضان هو كهف الحياة الذي يأوي إليه الهاربون من طغيان الجبابرة وظلم الطغاة وحرارة جحيم المشاكل اليومية والمعاشية التي تحيط بالإنسان.

شهور السنة وأيامها هي كروضةٍ جميلة غنآء مليئة بأشكال الأشجار المثمرة اليانعة والورود
المزدهرة وقد أودع الله تعالى فيها من النعم والجمال وأبدع في صنع كل شيء فيها وجعلها متاعاً لبني الإنسان وسخر له فيها الفلك والأنعام.

إلا أنه تعالى جعلها دار عمل ليبلوكم في ما آتَاكُم.
كما جعلها دار إمتحان ليبلوكم أيكم أحسن عملاً.

فجعل كل تلك النعم قد تتعرض للعواصف الرملية الشديدة والأمطار الغزيرة والرياح العاتية والسيول الجارفة والعوامل الجوية المختلفة المهلكة ( لاسمح الله تعالى ) للإنسان وللحرث والنسل وهي الفتن والإبتلاءات المختلفة التي تجري في الكون.

كما قضت رحمته وفضله تعالى على عباده أن جعل لهم كهوفاً يأوون إليها في هذة الحياة هرباً من كل تلك الظواهر والفتن والمحن.

ومن تلك الكهوف أو من أعظم وأفضل تلك الكهوف هو كهف رمضان المبارك.

وقد دعانا الله سبحانه بمنه وكرمه وعطفه وحبه لنا تعالى إلى أن نأوي إلى تلك الكهوف ومنها كهف رمضان لنتقي بها من الهلاك ومن فتن الحياة.

وقد بشرنا تعالى كما ورد في الآية الكريمة بما جاء على لسان حال ومقال أهل الكهف.
ينشر لكم ربكم من رحمته.
ويهيء لكم من أمركم مرفقاً.

إذاً فإن داخل الكهف إنما هو حياة ورحمة وتدبير للأمور.

لاحظ قوله ( ينشر ).
أي يَبْسطْ لكم ربكم من رحمته ما يستركم به في الدارين،
ويسهل لكم من أمركم ما تنتفعون به في حياتكم من أسباب العيش.

فهل نستجيب ونأوي إلى الكهف أم أننا نبقى نصارع أمواج الحياة بأجسادنا الضعيفة وقدراتنا المحدودة.

هيا بِنَا نأوي معاً إلى كهف رمضان الكريم قبل فوات الأوان.
فلعل دعوة أو تسبيحة أو كلمة طيبة أو صدقة أو أي عمل صالح يكون لنا ذخراً في كهف رمضان.
ونسعد به في الدنيا والآخرة.
( وماكان عطاء ربك محظوراً ).

بعد أن عرفنا أهمية الإحتماء بالكهوف.
وبعد أن عرفنا طريق الكهف الرمضاني.
وكذلك أن عرفنا العمل الذي يدخلنا الكهف.
يبقى أن نعرف كيف نأوي إلى الكهف.

هناك من يأوي إلى كهف رمضان بجسده.
وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بقلبه.
وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بروحه.

وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بالرغبة والأمل.
وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بالتكاسل والخجل.

وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بالتمني والعلل.
وهناك من يبقى خارج الكهف يصارع الأمواج ويقترف الذلل.

سنبحث بإذن الله تعالى في كل أنواع الإيواء ( الدخول ) إلى كهف رمضان في الأيام القادمة لنصل إلى حقيقة.
إنما رمضان هو مفتاح كل خير وبشر ?.

مقالات ذات صلة

إغلاق