الرئيسية
لعذراء والقديس “قصة حقيقية
حكايتنا هنا ليست ككل الحكايا فهي حكاية تصف لوحة انسانية حول زوجين تفرغا لحياكة ملحمة انسانية , أبطالها الارادة والعذاب ,الانتظار والامل , التعب والاصرار , التعبير والشموخ , الصدق والعمل ,حكايتنا قلما تحدث في تاريخ الاحلام والامنيات ,حيث لم يحتف بمثل هذه التجربة النوعية تاريخنا الفلسطيني منذ نشاته زوجان قررا ان ينحتا من شعار “لن يقوى القيد على الفكرة ” تذكاراً مقدساً انسانياً كاملاً وحاضراً في ملحمتنا الفلسطينية المقدسة ,هذا التذكار المقدس ليس كما اعتدنا عليه في ملحمتنا الصامدة ,بل هو اضافة تاريخية ونوعية ودرس عميق في التحدي المزدوج لثقافة تقليدية ,ولعدو صهيوني هدفه هدم بنية وتلاحم الامل في نفوس شعبنا ,يظن العدو دوماً انه يمتلك كل المقومات التي قد تجعل منك انسانا يائسا ,بائسا ,تغرق في تفاصيل سؤالك .كم سانتظر ؟هل ساستطيع ان اكون اسرة ,هل سيمضي العمر بلا ذلك الشعور بانني اصبحت اماًأو أصبحت اباً ,تلك الاسئلة البسيطة والشرعية لكل شخص يحمل طبيعته الفيزيولجية والبيلوجية اليوم. ستضع الرفيقة الغالية شيرين نزال وزوجها الأسير الجريح الرفيق صلاح علي حسين والمحكوم 15 عاما مولودهما ,الأول ,ان تضع المراة حملها الاول امراً يستحق الاحتفال والدهشة والتصفيق والافتخار لنجاح الابوين في استنساخ ذلك الجزء المكمل لوجودهما الروحي ,المعبر عن علاقتهما الانسانية الكاملة ,بالمعنى الحقيقي لها ,طفلنا سيولد من علاقة لا جسدية ,هو وليد الحياة العذرية , التي تعني الفكرة المتوالدة , هي الفكرة المتوالدة على القيد ,فكرة ان تلد امراة فلسطينية من رجل لم يمسها بالمطلق تشبه فكرة الميلاد العذري تماما ,عذراء تلد روح من روح اسيرة ,روح مقيدة هناك ,في غياهب القهر والالم والتشظي الانساني ,الذي يمارسه الجلاد على مكامن القوة ,ظناً منه انه ينتصر بالقهر ,بالحرمان ,كانت فكرة تروادني دائما ,لماذا لا تتبرع الفتيات الفلسطينيات بحمل اطفال الأسرى ؟؟ الا يحق لهم ان يكونوا أباء ولهم جذور وتاريخ يتركونه لوطنهم ؟؟..بصمة تعني ان مناضلا مر على هذا التاريخ فانتج الجسد والروح معا ً , شيرين نزال تلك الفتاة المهذبة باخلاقها الملتزمة دوما بالمباديء التي تحملها والتي حملتها منذ نعومة اظفرها مع رفيقها واخيها الشهيد البطل “رائد نزال ” ,ارتبطت بذك الشاب المكافح المناضل ,الذي وهب حياته لفلسطين ,وتمت خطبتهما من خلف الأسوار , ,ان تهب حياتك للوطن لا يعني بالمطلق انك خارج فعل الحب والانتماء لانسانه ,هي تلك العلاقة الجدلية بين حب الوطن والانسان ,ترجم كليهما تلك العلاقة حين قررا بشجاعة ان يتزوجا ,هو :داخل زنزانته ,وهي خارج حدود تلك الزنزانة , انه قرار مصيري اتخذاه بشجاعة واقدام ,كمحاربين قادمين لللاعتراك مع قبيلة واعداء قبيلة,,يحملان حجر وخيط رفيع , , ؟حجر يحرك المياة الراكدة في بحيرة التخلف والتبلد الانساني لمعنى حق البشر في الوجود ,وخيط قطعاه مع تلك الأفكار التي تصنمت منذ الف جيل ان المراة تتزوج في حضرة القبيلة واشهادها ,ارتدت االعروس بدلتها البيضاء الناصعة كطهر قلبها وروحها,ورقصت واحتفلت بانتصار الكف على المخرز ,واحتفل العريس بين اقرانه في غرفتهم المعتمة ,ووزعوا الحلوى وسط ضحكات وهمساتهم الرفقاء ,بزوج ينام على سرير الاسر ليلة زفافه الأول ولكي ينسجم الظاهر من الباطن في لوحته السرمدية ,يحتاج ان يتمظهر بقوة مع المعنى الحقيقي للنفس المعدة للانتفاع من وجودها المادي السخي, بعنفوان ,بجراة ,بتحدي جديد لمعنى السعادة ,المنعتقة من خلف جدران الموت ,والتغييب ,قرر الزوجان العذراويين ان ينجبا طفلا ً ,فنحن أيها السادة لم نبلغ الشهوة ,لتمتلكنا بصفاتها الحيوانية اللزجة فقط ,بل لتسترد الحياة وهجها وهويتها وكينونتها ,كملكة متوجة على عرش الطبيعة ,الذي لم يعد يعني للبعض سوى ,مقتنيات انيقة ومال وفير ,وبهاريج اثواب ونمارق مزيفة ,فكل منا في هذا الكون له معراجه ,وطفلنا اليوم سيعرج من رحم امه ,محمولا على اكف الفخار والقداسة ,محطما قيد والده , ,تضعه أما عذراء ,لم يمسسها انس ولا جان ,بل مسها الطهر المحلق من خلف رهبانية الكرامة .فهنيئا لكما ,ولشعبكم ,القديس علي . ماري \فلسطين المحتلة