مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة قصيدة – ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ

ما لا تعرف قصة قصيدة “ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ”: أمَّا عن قصة قصيدة “الناس للناس ما دام الوفاء بهم *** ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ” يحكى أن أحدى الخلفاء قد استدعى مجموعة من الشعراء، وفي هذه المجموعة كان يبنهم بالصدفة شاعرًا فقيرًا يحمل بيده جرة فارغة، كان ذاهبًا إلى النهر لكي يملؤها ماءًا فقد رافق هذه المجموعة حتى وصلوا إلى قصر الخليفة.

وعندما وصلوا إلى القصر قام الخليفة بإكرامهم وأحسن في ضيافتهم وأنعم عليهم من نعيمه، فلما رأى الرجل الفقير يحمل في يده جرة، وثم نظر إلى ثيابه القديمة، فسأله وقال له: من أنت؟، وماذا تريد؟، فأنشد الرجل الفقير هذه الأبيات يقول فيها: ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻘﻮﻡَ ﺷﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮِﻙ ﺍﻟﻄَّﺎﻣﻲ ﺃﺗﻴﺖُ ﺑِﺠﺮﺗّﻲ ،فرد عليه الخليفة قائلاً: أمر رجاله أن يملأوا له هذه الجرة ذهبًا وفضة، وهنا حسده بعض الحاضرين فقام وقال: هذا الذي إمامك رجل مجنون وفقير لا يعرف قيمة المال التي بين يده، فرد عليه الخليفة: هذا ماله، يفعل به ما يشاء لا علاقة لنا به. وعندما أمتلئ له رجال الخليفة هذه الجرة ذهبًا وفضة خرج من الباب وفرق كل ما يملك من المال إلى الفقراء، فعلم الخليفة بما فعل، فقام واستدعاه إلى قصره وسأله عن ما فعل؟، فرد عليه الرجل الفقير وقال: ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻭﻥ ﺑﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﺑﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴّﺮﻳﻦ ﻧﺠﻮﺩ أعجب الخليفة بجواب الرجل وأمر جنوده أن يملؤا له الجرة عشر مرات وقال: أن الحسنة بشعرة أمثالها، فأنشد الرجل الفقير هذه الأبيات التي تهز الوجدان، قائلاً: ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞ ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪ ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕ‬ وتعدّ هذه الأبيات من أكثر الأبيات الشعرية التي تتاول بين الناس إلى وقنا هذا، لأنها تظهر حكمة عظيمة وهي أن الحسنة بعشرة أمثالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق