مقالات
هل يقف لبنان على حافة حرب أهلية؟!
بقلم: شاكر فريد حسن
الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في بيروت وأودت بحياة سبعة أشخاص على الأقل واصابة عشرات، هي أمر خطير ولها تداعيات مدمرة على المشهد السياسي اللبناني.
لقد بدأ إطلاق النار أثناء مظاهرة نظمتها حركة أمل وجماعة حزب اللـه في ساحة الطيونة، احتجاجًا على حكم يرفض شكوى لرد القاضي طارق البيطار المكلف في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، والمطالبة بعزل بيطار. واتهمت جماعة حزب اللـه فصيل القوات اللبنانية بإطلاق النار على المتظاهرين.
ومن جهته قدم نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني، اعتذاره عن هذه الاشتباكات المسلحة التي حصلت في بيروت بين أنصار حزب اللـه وحركة أمل ومسلحين، مؤكدًا على أن الانتخابات ستجري في موعدها.
وهناك تخوف كبير من جنوح لبنان نحو حرب أهلية ستحرق الأخضر واليابس، واشعال الفتنة في البلاد.
لا شك أن كل ما يجري في لبنان من احداث، ومنذ انفجار مرفأ بيروت، لا يمكن التعامل معه إلا ضمن سياق المخطط الامبريالي الصهيوني الرجعي لتجويع لبنان وتفتيته وتركيعه حتى ينفذ شروط أمريكا وإسرائيل، وهي بشكل أساسي اخراج حزب اللـه من الحكومة وتزع سلاحه، وقطع العلاقات مع إيران، وتفتيت العلاقات مع سورية، وإخضاع لبنان للتحالف الموالي لأمريكا وإسرائيل والمطبعين العرب، والتفاوض مع إسرائيل لتوقيع معاهدة سلام معها.
من المؤسف جدًا أن نرى مشاهد وصور الأحداث الأخيرة الخطيرة في شوارع بيروت، وأن تعود العاصمة اللبنانية من جديد للعنف وإطلاق النار والقنص كما كانت قبل سنوات طويلة، التي تم طيها لغير رجعة. وما جرى وحصل من اشتباكات لا بد أن يكون موضع متابعة امنية من قبل الجهات والأطراف اللبنانية السيادية لفرض النظام والتوصل إلى برنامج سياسي لإخراج لبنان من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف به، ولا بد من احترام القانون وحق التظاهر السلمي في إطار حرية التعبير عن الرأي.
واجب الشعب اللبناني تفويت الفرصة على كل المتربصين الذي يحاولون اللعب بالنار وإثارة الفتنة وإشعال حرب أهلية فتاكة لا يحمد عقباها، وهناك ضرورة لطي هذه الصفحة السوداء في التاريخ اللبناني والحفاظ على السلم الأهلي في لبنان.