كتب/ شاكر فريد حسن
رحل هذا اليوم ماجد الدجاني، أخد اهم الشعراء الفلسطينيين الذين أثروا المشهد الشعري والأدبي تحت حراب الاحتلال، إثر أزمة قلبية حادة، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا وسيرة حياة مضيئة زاخرة بالعطاء والإبداع.
عرفنا ماجد الدجاني منذ سبعينات القرن الماضي، من خلال ما كان ينشره من كتابات شعرية وأدبية في الصحف والمجلات الثقافية الفلسطينية كالشعب والفجر والفجر الأدبي والبيادر والكاتب وغيرها.
وصدر له ديوانان هما:” تواقيع على دفاتر الأطفال”، ونفحات قلب” الصادر عن دار الجندي في القدس.
واشتهر ماجد الدجاني بقصائده عن القدس ومدينته أريحا.
ومن شعره:
زفرات تحرق الصدر
وتمضي عجاف السنين
وما زال في مهجة القدس جرح
وفي مقلة القدس دمع سخيين
وما زال ليل شوارعها داجيا
وما زال وجه مآذنها شاحبا
ووجه منابرها أباكيا
وصبح أزقتها حالكا
ولم يند للمسلمين
برغم السنين الجبين
وعالمنا العربي الكبير
من شامخات الخلي
إلى رملات المحيط يعيش الحياة
و أقزامه تستكين
وتمضي السنون
وما زال في مهجة القدس آهاتها
وما زال قادتها والفصائل محض يتامى
على مائدات اللئام
يجيدون ذل التسول
ذات الشمال وذات اليمين
وأسماؤنا تتبدل في كل حيين
ففي مرة لاجئين
وفي مرةا نازحين
وفي مرة العائدين
ونمضي كماشية تائهين
نذل لمن يدفعون الرواتب
من يا لذل الحياة يسيم
وفي الروح آه
وفي القلب نار تفوق البراكين
والريح تكسر من الغصون
************
ويمضي جواد السنين
وننتظر النصر جودا من الآخرين
نمد الأيادي إلى المحسنين
فلا من يسار حصدنا انتصارا
ولا جاءنا حقنا من يمين
وننتظر النصر …
أن يطرق الباب في ليلة القدر
إنا رضينا القعود مع القاعدين
رضينا التودد للأرذل ين
لأنا استضأنا بنار الأعادي
ويدفئنا قبس المشركين
غلابا وقصرا تعود الحقوق
وليست أماني يحلمها النائمين
حلمنا استكنا
ولم نسرج الخيل
لم نكبح النفس لم ننهها عن شهوات الهوى
ولم نجعل الله في صفنا.
….هزمنا
لأنا اقتدينا بماركس حينا
وحينا عبدنا لينين
لأنا اقتدينا بغير الرسول الامين
*********************
هي الروح معصوبة العين
والقلب يدمي
وما زالت القدس ثكلى
ولا من يداوي الجراح
ومعتصماه تعالت مرارا ولم تلمس السامعين
وما زالت الصخرة المستباحة تبكي
وفي ثالث الحرمين الأنين
وصوت الإذاعات تهتف بالصامدين
يخدرهم بالهتافات كالكوكائين
وكالهيروين
وما يرجع الأرض غير التمنطق بالحق
نود لو أن لنا العير
والله يأبى
سوى أن يميز الخبيث ويركمه في جهنم
رحم اللـه شاعر فلسطين ماجد الدجاني وله الذكرى الخالدة.