بارعات العالم الغربي

سمها بنت سعيد الغامدي تدعو إلى تمكين الأيتام ودمجهم بالمجتمع

د. وسيلة الحلبي
شددت الأستاذة سمها بنت سعيد الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة مجهولي الأبوين على ضرورة تمكين الأيتام ذوي الظروف الخاصة بشكل خاص ودمجهم بالمجتمع وحفظ حقوقهم وكرامتهم والعمل على توظيفهم ليساهموا في بناء الوطن ويثبتوا جدارتهم في التنمية المستدامة . وناشدت أفراد المجتمع بضرورة احتوائهم في أسر صديقة ، وفي أسر بديلة ليعيشوا حياة أسرية كاملة ويتمتعوا بالدفء الأسري كغيرهم من الأبناء.


جاء ذلك في محاضرتها التي ألقتها مساء أمس الإثنين عبر برنامج التايمز وذلك بتنظيم كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وبحضور الدكتورة نوال بنت محمد الرشيد وكيلة الجامعة للشؤون التعليمية وعدد كبير من الأستاذات والمهتمات وجاءت بعنوان ” الأيتام وسبل التمكين والاندماج في المجتمع” .
هذا وتحدثت الأستاذة سمها الغامدي عن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة وعن رسالتها وأهدافها ورؤيتها وقيمها ، ثم أوضحت مفهوم مصطلح ” ذوي الظروف الخاصة بالنسبة لليتيم ، وشددت على أهمية التمكين والاندماج في المجتمع وبينت أن التمكين الجيد يسهل لهم الدخول في المجتمع وهو ذا أبعاد كثيرة وهناك احتياج كبير جدا لهذا التمكين .
وأشارت إلى أهمية اندماج الأيتام ذوو الظروف الخاصة في المجتمع مشيرة أن لهم خصائص تختلف عن الآخرين مما يجعلهم يتعرضون إلى أسئلة كثيرة قد تسبب إحراجهم أمام زملائهم في المدارس والجامعات وحين توظيفهم أيضا، وهنا لا بد من تغيير نظرة المجتمع المجحفة بحقهم . وأكدت سمها الغامدي أن اليتيم حين يتم تمكينه بالطريقة المثلى فإنه سيندمج بالمجتمع بكل سهولة.
بعد ذلك تحدثت عن رؤية المملكة2030 والتي من أهم أهدافها التنمية المستدامة ،وتتضمن التعليم الجيد والصحة والاقتصاد ، وزيادة معدلات التوظيف وبرامج الإسكان وجودة الحياة . وشددت على ضرورة تنمية القدرات البشرية لديهم لأنها هي السلاح الذي يحتاجونه .وبينت أن هناك التمكين العلمي والمهني والتمكين الاقتصادي والتمكين التقني والتمكين الاجتماعي والأسري ، وتعرضت في محاضرتها القيمة إلى “هرم اوسلوا” وشرحته شرحا وافيا حيث تحدثت عن تحقيق الذات والحاجة للتقدير ، وحاجتهم إلى الاحتياجات الاجتماعية ، وللأمان ، و إلى تقدير ذواتهم، وحاجاتهم الجسدية أيضا . وتناولت في محاضرتها السياسات والأنظمة والوعي والمعرفة والتأهيل والتدريب، ثم أشارت إلى التحديات التي تواجه عملية التمكين المتمثلة في : ضعف برامج التنمية والتمكين ، وغياب معايير ومؤشرات التمكين والافتقار للأنظمة والقوانين الحياتية ، وأكدت الغامدي أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تسعى جاهدة لتقسيم الدور الكبيرة إلى بيوت اجتماعية صغيرة داخل الأحياء السكنية بهدف اندماجهم مع الجيران والمجتمع . كما تعرضت في محاضرتها إلى مفهوم الرعائية بدلا من التنمية وأن هذا الأسلوب خاطئ كما أن الدلال الزائد خطا أيضا .
وركزت على سبل التمكين والتدريب المستمر والتوظيف والحوكمة والبناء المؤسسي ، ثم أشارت إلى الشركاء وأهميتهم في التمكين والدعم والاندماج وهم :القطاع الخاص والمجتمع المدني . وقبل التوصيات ركزت على مبادرات جمعية كيان المتمثل في” مشروع علم ومشروع التأهيل لسوق العمل ومشروع الاستقرار الأسري وتفعيل الأسر الصديقة ومشروع بناء لتنمية الأسر الكافلة “وفي دعم مواهبهم في الرسم والفنون والإلقاء والمسرح وتطوعهم أيضا في بعض الأعمال .
وأوصت الغامدي في ختام محاضرتها إلى أهمية تكامل الأدوار والمسؤوليات لتحقيق التمكين الفعلي لهم ، والتركيز على برامج التأهيل طويل المدى لمعالجة الاحتياج الاجتماعي والنفسي لهم ، وضرورة اتحاد الجهود لتدريب وتأهيل القائمين على رعاية الأيتام ، وزيادة برامج التوعية للمجتمع ومنظمات المجتمع المدني لدعم برامج التمكين والاندماج .
وفي الختام شكرت الغامدي كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة وجميع المسؤولات فيها وتثمنت دورهم الاجتماعي الريادي وتمنت أن تحذوا باقي الجامعات حذوهم في تمكين الأيتام من الحصول على ما يحتاجونه في حياتهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق