كيف تترجمت نظرية عين الحسد في عالم الأزياء والأقمشة و المجوهرات؟

د. سناء عباسي:  بروفيسور في تصميم الأزياء والمجوهرات , مصممة لعدة دور أزياء عالمية, باحثة  ومدربة دولية في مجال تصميم الأزياء

د.سناء عباسي: في كثير من المجتمعات الشرقية من يعتقدون بالعين الحسود، فالعين الحسود هي لعنة قد يلقى بها شخص علي شخص اخر بقصد او بدون قصد الضرر، فقد يصاب شخص بالعين الحسود من كثر الاطراء عليه والاعجاب بجماله أو انجازاته. العديد من المجتمعات تثق بأن الحصول على عين الحسد يؤدي إلى المحنة أو الضرر. ولهذا السبب والفكر الذي ينقله هذا المصطلح اصبحت طائفة واسعة من المجتمعات و لا سيما في غرب اسيا تبحث عن تدابير دفاعية ضده، وكان ذلك إيمانا موسعا بين العديد من القبائل المتوسطية والآسيوية وغيرها من المجتمعات التي أخذت فكرة ارتداء عقد يشبه العين والذي يستخدم لصد العين الحسود. فقد اصبحت هذه الظاهرة موضة في مجتمعات اليونان، مصر، تركيا، إيران، العراق، لبنان، والمغرب، وأصبح كف فاطمة وعقد أو اسوارة العين خيارا شعبيا للهدايا بين المسافرين.في الإسلام أيضا ذكرت عين الحسد في القرآن الكريم، والمسلمون يؤمنون في قوة عين الحسد وتأثيرها السلبي علي الشخص المحسود، كما ان عين الحسد كان لها أهمية في الأساطير الشعبية وفي العصور القديمة في الشرق الأوسط والهند، حيث تطرز مرآة على ثوب المولود الجديد لترد العين حين النظر اليه.
نظرية “عين الحسود” أصبحت موضة العصر وتهافتت دور الأزياء لتصميم المجوهرات و الأزياء وطباعة العين أو الكف علي الأقمشة, فأصبحت هذه الظاهرة مهمة جدا حتى في الغرب. فتترجمت هذه الظاهرة القديمة إلى الموضة الحديثة,حتي أهم دورالأزياء شانيل صمم عقد يرمز الي العين الحسود ووضع علامته في داخل العين.
في لبنان تحديدا معظم النساء يرتدون الحجر الأزرق أو الكف لرد عين الحسود لأن الاعتقاد بالحسد أصبح جزء لا يتجزأ من المجتمع وأصبح مصممو الأزياء والمجوهرات يصممون اشكال عديدة من العين لتتناسب مع كل الأذواق.

أما المصمم اللبناني العالمي ايلي صعب فقد استوحى من العين في اخر مجموعة له في عام 2017 وظهرت العين المطرزة بالأحجار الزرقاء اللون تأكيدا على أهمية هذه الظاهرة المتأصلة في اعتقادات الشرقيين.
د. سناء عباسي/ بروفيسور في تصميم الأزياء والمجوهرات