اخبار العالم العربي

نقلا عن العربي الجديد مصرساخطةوعلى حماس

قالت مصادر مصرية خاصة لـ”العربي الجديد”، إن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة وجّهوا تحذيرات شديدة اللهجة لقيادة حركة “حماس” في قطاع غزة، بعد الأحداث التي شهدها السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، السبت الماضي، خلال إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى. وكانت حدود قطاع غزة قد شهدت، السبت الماضي، حالة من التوتر الشديد بعد توجّه عدد من الشبان الغاضبين نحو السلك الفاصل، فيما أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاههم، ما أوقع عشرات الإصابات بين الفلسطينيين، في حين أصيب جندي إسرائيلي وهو يرقد في المستشفى بحالة خطرة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن التحذيرات جاءت مصحوبة بقرار تعليق العمل بمعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، حتى إشعار آخر، وذلك بعد إخلال “حماس” باتفاق سابق مع المسؤولين في الجهاز بالسيطرة الكاملة على الفعالية التي دعت لتنفيذها بالتنسيق مع باقي الفصائل في القطاع. وأضافت المصادر: “كان هناك اتفاق بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية وقيادة حماس بشأن السيطرة الكاملة على المتظاهرين، وعدم الاقتراب من الجدار الفاصل أو الاحتكاك مع قوات الاحتلال، والالتزام بالتظاهر السلمي فقط، وذلك قبل أن تخرج الأحداث عن السيطرة، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين، وإطلاق النار على أحد جنود الاحتلال ويدعى بارئيل شموئيلي، ما أدى لإصابته بطلق ناري في رأسه وهو يرقد في حالة خطيرة، ما تسبب في حرج للقاهرة أمام الجانب الإسرائيلي، بعدما كانت قد قدمت له ضمانات بمرور تلك الفعاليات بسلام”.

ولفتت المصادر إلى أنّ القرار المصري يأتي في وقت حساس لمنع استمرار الفعاليات الغاضبة في القطاع، خشية انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة من أيدي الفصائل، خصوصاً في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، والتي قد تدفعها للرد العسكري على الفعاليات الفلسطينية الغاضبة في غزة، وما قد يستتبعه ذلك من رد من قِبل الفصائل، في ظل ترقب شديد من جانب “حزب الله” اللبناني للوضع الميداني على صعيد جبهة غزة، واستعداده لجرّ الإسرائيليين إلى فتح جبهة أخرى في الشمال.
وقالت المصادر إن القاهرة قدّمت طلباً واضحاً لقيادة “حماس” والفصائل في قطاع غزة بضرورة وقف الفعاليات الغاضبة في ظلّ التحركات التي يقوم بها المسؤولون المصريون لترتيب جولة مفاوضات جديدة مع سلطات الاحتلال برعاية مصرية، لاستكمال مشاورات تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل المدى.

وأضافت المصادر أنّ القاهرة طالبت بمنع مسيرة احتجاجية جديدة تسعى الفصائل لتنظيمها غداً الأربعاء على الحدود مع الأراضي المحتلة، مشيرة إلى أن هناك غضباً إسرائيلياً كبيراً عبّر عنه مستشار مجلس الأمن القومي إيال حولتا، في اتصال مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، مساء الأحد، في ظل ما سماه تصاعد الخطاب العدائي من قِبل الفصائل خلال الساعات الأخيرة، وسط حالة من الغضب بسبب إصابة الجندي الإسرائيلي. وأوضحت المصادر أنه على الرغم من التأكيدات من جانب قيادة “حماس” للمسؤولين في القاهرة بأن واقعة إطلاق النار على الجندي لم تكن مدبرة أو مخطط لها مسبقاً، إلا أن الجانب المصري شدد على عدم تقبله لتلك الأعذار.

في السياق، قال قيادي في حركة “حماس”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الحركة، وباقي فصائل المقاومة، أبلغوا الوسيط المصري، ووسطاء آخرين، بأنه لم يعد مقبولاً أن تكون شرايين الحياة وسيلة للضغط على أهل القطاع”، في إشارة إلى الحصار، مؤكداً أنه “كما انتزعت المقاومة انتصاراً واضحاً في معركة سيف القدس، في مايو/ أيار الماضي، فإنها قادرة على إجبار الاحتلال على تنفيذ التفاهمات بالقوة”. وأشار القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ “المقاومة قادرة على إشعال معركة على جبهات عدة في وقت واحد”، مؤكداً أن “هناك تنسيقاً مع من سماهم قوى النضال والمقاومة الشعبية”. واعتبر أن “الجانب الإسرائيلي يدرك جيداً حجم وقدرة المقاومة في الوقت الراهن، وعلاقاتها المتشابكة، وعدم قدرته على مواجهتها في الوقت الحالي، ورغبته في ترحيل المواجهة العسكرية إلى وقت آخر، خشية فتح جبهات متعددة”، داعياً في الوقت ذاته “الأشقاء في مصر إلى عدم تحقيق أهداف الاحتلال بشكل غير مباشر”. وأضاف: “علاقتنا بالأشقاء في مصر في أقوى مراحلها والتنسيق معهم في مستوى عال للغاية وندرك أسباب غضبهم، ولكن في المقابل عليهم أن يدركوا أيضاً أن الوضع في القطاع لم يعد يحتمل أي تأخير جديد في تنفيذ التفاهمات ورفع الحصار وتخفيف الأوضاع الإنسانية، والإسراع في إدخال مواد البناء، والمنحة القطرية”.

يأتي هذا في وقت أكد فيه المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم أن معبر رفح مغلق منذ أمس، الإثنين، في كلا الاتجاهين، وهو القرار الذي كان قد تم إبلاغهم به من قبل الجانب المصري. وقال البزم في تصريحات إذاعية، إنّ هناك اتصالات تُجرى مع الجانب المصري لمتابعة عمل معبر رفح مجدداً، معرباً عن أمله أن تتم إعادة فتح المعبر في كلا الاتجاهين في أقرب وقت ممكن. وحول ما إذا كان قرار الإغلاق قد اتخذ بسبب تفشي فيروس كورونا، نفى البزم ذلك، معتبراً أن ما يتم الترويج له مجرد شائعات، ولا توجد نيّة للإغلاق الشامل في الوقت الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق