نشاطات

من روايتى ” دلال والبحر” بقلم المخرج انيس القصاص

  • imageimage
    الكاتب
    الربيع يتقدم بحذر وهدوء لينشر زهرات “الحنون” في كل الامكنه وتختال الأشجار مزهوة بقامتها الفارعة متجاوزة فضاء المكان والأحداث
    ” مجموعه من المخربين تتمكن من الاستيلاء على احد الباصات التابعة لشركه ايغد”
    تاريخ اذكره بحذافيره وأنا اجلس متكوما بجانب والدي مصغيا إلى صوت المذياع المركون في إحدى زوايا الغرفة الصغيرة.
    في الرابعة عشر من عمري كنت آنذاك ..حياتي ترغمني أن ألملم ذاتي المبعثرة واتكئ على حافة أفكارى لأحولها إلى مبادئ وقيم مازلت أعانى منها حتى اللحظة.
    والدي صاحب الشارب المقصوص كما هتلر يميل برأسه نحو المذياع حتى كدت اجزم انه أصبح جزءاً منه..نظرت إليه وابتسامته تتسع شيئا فشيئا وأصابعه تشير نحوى بان ادقق في الرزمانه المهترئة والتي تشير إلى تاريخ مازلت اعشقه حتى الآن.
    11/3/1978 ..التفت نحوى والضحكة تكبر وتتمدد حتى امتلأت بها جنبات الغرفة القرميدية
    ***
    11/3/1988اجلس وحيدا على أرضية اسفلتية والجبل الشامخ يقف بكل كبرياء وشموخ محتضنا ذلك السجن” عتليت والذي يمتلئ بـ”ثوار الحجارة..مصنع الرجال والأبطال.
    ومازالت الأفكار تطوحني بأيد حديديه منذ عشر سنوات خلت في تلك الغرفة الصغيرة وحكايتها تنمو في اعماقى ..أتذكرها “بعد أن رسمتها كما أهوى”.. حكاية ذات وقع اسطورى جعلتني ما كنت ارغب
    قصة ثائرة جاءت كالفجاءة عبر أمواج المتوسط ..جاءت قدرا مسلطا على رقاب بني صهيون ..جاءت تمتطى حقها في العودة بعد أن أخرجت أسرتها من مدينتها “يافا” ظلما وزورا ..جاءت وهدير الموج لم يوقف تقدمه نحو الهدف المنشود. جاءت مرتديه بزتها العسكرية وهى ترفع إشارة النصر والكوفية الفلسطينية تلتف حول عنقه كعقد مقدس .

مقالات ذات صلة

إغلاق