الدين والشريعة

من اسماءالله جل جلاله الاسم (الستِّير) بقلم مهند دريدي

image
ورد هذا الاسم في حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بالبَراز بلا إزار ،فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال صلى الله عليه وسلم : “إن الله عزوجل حيي سِتير ،يحب الحياء والستر ،فإذا اغتسل أحدكم فليستتر”.
الستير أي: الساتر الذي يستر على عباده كثيراً ،ولا يفضحهم في المشاهد ،الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم ما يفضحهم ويخزيهم ويشينهم ،وهذا فضل من الله ورحمة ،وحلم منه سبحانه وكرم ، فالعبد قد يقارف شيئاً من المعاصي والآثام ،مع فقره الشديد إلى ربه سبحانه .
الرب سبحانه مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم : يكرم عبده ويستره ويستحي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به . ويقيض له من أسباب الستر .
يوفقه للندم والتوبة.
يعفو عنه ويغفر له،وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده.
قال تعالى 🙁 وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ )[الشورى:٢٥] يكره سبحانه من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها ويشهرها .
جاء في السنة النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه .
قال صلى الله عليه وسلم :”كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً وقد سَتَرَهُ اللَّهُ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ”
قال ابن بطال رحمه الله :”في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين ،وفيه ضرب من العناد لهم ،وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف ؛لأن المعاصي تذل أهلها .
جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”لا يستر الله على عبدٍ في الدنيا ،إلا ستره الله يوم القيامة “.
الواجب على العبد أن يجاهد نفسه على البعد عن الذنوب ومقارفتها ،وإذا ألمَّ بشيئ فعليه أن يستر نفسه ويبادر إلى التوبة إلى الله عزوجل والإنابة إليه ،وليكثر من الأعمال الصالحات .
من أذكار الصباح والمساء ،الدعاء المعروف ومنه “اللهم استر عوراتي ،وآمن روعاتي “ففيه طلب الستر من الله عزوجل ،والعورات المراد بها :عيوب الإنسان وتقصيره وكل ما يسوؤه انكشافه .
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا ،واغفر ذنوبنا وزلاتنا ،واختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا . .

المرجع فقه الأسماء الحسنى لعبدالرزاق البدر

مقالات ذات صلة

إغلاق