مقالات

عيسى: الثقافة الوطنية الفلسطينية وليمة للفتن والأطماع الدولية

قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات “الثقافة الوطنية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من هوية الشعب الفلسطيني، حيث الاهتمام بنشر كتابات المثقفين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي الشتات، إضافة إلى ما ينتجه الكثير من المثقفين وكبار الكتاب والشعراء والأدباء العرب المناصرين للقضية الفلسطينية”.

وتابع، “المثقف الوطني يتحمل أعباء كبيرة فيما يفسده المجتمع ويعمل على إصلاحها، لذلك لابد أن يبتعد عن الدعوة للقبلية والمحسوبية وينادي بالقومية الوطنية وحقوق المواطنة التي يتساوى فيها المواطنين جميع دون تمييز، ولا بد أن يكون حديثه ذو أهداف وطنيه ويعمل على إحياء الثقافة الوطنية حتى لا تكون وليمة للفتن والأطماع الدولية”.

وأشار، “إن شعبنا الفلسطيني يعتبر من أكثر الشعوب ثقافة وطنية، وذلك لأننا بثقافتنا الوطنية وبمعرفتنا الكاملة بموروثنا الثقافي نستطيع محاكاة الجميع”.

واستطرد، “فلسطين غذاء الروح والعقل والفكر لأعداد هائلة من الكتاب والشعراء والمفكرين والعلماء، وحطت الرحال بأعداد كبيرة منهم في مدن فلسطين وقراها، في وديانها وقمم جبالها وسهولها وشواطئها، وعلى مر العصور عانت فلسطين من الغزو والاحتلال والحروب، والتقت على أرضها في يوم واحد جيوش دول غريبة عن بعضها البعض، جمعتها أطماع واحلام وطموحات، وتفرقت مهزومة امام صمود الشعب الفلسطيني والمؤمنين من حوله بعروبة فلسطين”.

ونوه، “في ظل الثقافة الفلسطينية وفي حضنها نشأ أروع وأصدق الشعراء والكتاب من أبنائها، كمحمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي وعبدالرحيم محمود وتوفيق زياد وغسان كنفاني وابراهيم طوقان وغيرهم الكثير الكثير، ومن المفكرين ايضا الكثير الكثير وليس ادوارد سعيد اولهم او اخرهم، وترجمت أعمالهم الشعرية والنثرية إلى العديد من لغات العالم فأغنوا بها ثقافات تلك الشعوب وعمقوا بها لغة الحوار والسلام”.

وأضاف، “الاحتلال الإسرائيلي سرق جزءا كبيرا من موروثنا الثقافي وعمل على تهويده، وتغيير أسماء الأماكن المقدسة حتى يجد له مكاناً على هذه الأرض، ويثبت للعالم أن هذه الأرض ملك أجداده منذ الاف السنين، خاصة وأنه يمتلك وسائل إعلامية تعمل على تزوير الحقائق، فنحن لا نخشى من اندثار تراثنا الوطني بقدر ما نخشى سرقته من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

ولفت، “تعرف الثقافة الفلسطينية بتاريخ كفاحي متراكم، قوامه استعادة الوطن الذي كان، والبرهنة على أن ما كان قابل للاسترداد، ومع أن التعريف يمر على الأرض التي أورق فيها الحجر، كما قال محمود درويش الشاب، فإنه يبدأ من (القضية) قبل أن يشير إلى المكان المشتهى، ذلك أن معنى الوطن من معنى الإنسان الذي يدافع عنه، وأنّ القضايا الكبيرة جميعَها تبدأ من الإنسان، لا من الأرض أو الحجر”.

وأشار، “الثقافة بمفهومها العام عملية تفكير جماعية، ومنها يبرز أحد أدوار المثقف، الباحث والمجتهد، في الجماعة السياسية، فتدرك الأمة أهميته، وتفهم جانبا من صنعته المرهقة، ونتيجة لذلك تنفتح على جديد الثقافة، وتتقبل بشكل أفضل ما تجريه من تغيير على وعيها بالعموم ووعيها لذاتها بالخصوص”.

وقال أمين عام الهيئة، “الثقافة الوطنية هي المعتقدات والقيم والتعبيرات التي هي محصلة ما هو موجود في المجتمع فعلاً، فهي نتاج للواقع الذي يعيشه هذا المجتمع، فهي حقيقة اجتماعية معاشة ومشاهدة، وهي تجمع ولا تفرق وتوحد الناس على حب بلدهم وتعزز الانتماء لهم وعلى التفاني في العمل لرفعته لان رفعته هو رفعة لكل إنسان في المجتمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق